عصابة الأسد والعصابات الدينية والطائفية والقومية الإرهابية)
[بقلم د. محمود الحمزة]حان الوقت لفتح ملفات ليس عصابة الأسد وحسب، بل الجماعات الدينية السياسية منها والمسلحة، التي ركبت موجة الثورة وشوهتها وسرقت روحها الوطني والشعبي، منذ الأيام الأولى للثورة أكثروا من أسماء الجمع الدينية وكان ذلك لا ضرورة له بل كان المفروض هو التركيز على الأسماء الوطنية الجامعة.
بعض تلك الجماعات الإسلامية رفعت رايات سوداء وعملت وما زالت تعمل لأجندات حزبية ونفعية جشعة وينفذون تعليمات تأتي من جهات خارجية لا تريد انتصار الثورة السورية العظيمة.الناس خرجوا بالملايين يطالبون بالحرية والكرامة. وعندما تحررت مناطق وسيطر عليها اهل الرايات السوداء وغيرها المختلفة عن علم الاستقلال والثورة فقد سيطر هؤلاء وفرضوا تعاليم القرون الوسطى كما يحدث في ادلب اليوم.ونتساءل ببساطة: اذا كانت ادلب محررة فعلا فهل يستطيع أي سوري زيارتها بأمان؟ اشك في ذلك. والأمثلة كثيرة حيث يعتقل كل من يخالف الجولاني وعصابته التي تسمى هيئة تحرير الشام والشام براء منهم.
فقد اعتقل عشرات الناشطين الاحرار والإعلاميين وقتل الكثير منهم وما زال يقبع في سجون هذا التنظيم القاعدي الارهابي المئات من السوريين الشرفاء. وهناك المئات ويمكن الالاف الذين قتلوا تحت تعذيب جبهة النصرة والمتشددين الاسلاميين وهناك من يقبع في سجونهم اليوم، ولا أحد يتجرأ للحديث عنهم لأنهم يجاملون جبهة النصرة اما خوفا او لمصلحة خاصة سياسية او نفعية.انظروا كيف يلمع الامريكان صورة الجولاني في مقابلة صحفية يظهرونه على انه رجل عصري متمدن وهو ذئب ومجرم في قميص حمل.إن المسؤول عن نشر الجماعات الإرهابية في سوريا هم القوى الدولية وعلى رأسها الاستخبارات الامريكية باعتراف المسؤولين الامريكان (مثال أفغانستان والدعم الأمريكي للحشد الشعبي الإرهابي في العراق)، والنظام الاسدي، حيث درب الشباب البسطاء واستخدمهم في لبنان والعراق بحجة الجهاد ومقاومة الاحتلال الأمريكي، وقام بإرسالهم كانتحاريين ليفجروا أنفسهم ويقتلون الناس الابرياء في العراق، قبل المحتلين، وهكذا فعل النظام المجرم مع الشباب الكرد حيث كان يرسلهم بالاتفاق مع حزب العمال الكردستاني، الى تركيا بحجة النضال من اجل كردستان فيقتلون ويقتلون الأبرياء في تركيا.
ووراء هذه الجماعات الإرهابية التي ترفع رايات دينية أيضا نظام الملالي الإيراني الذي نشر الميليشيات التي تخلق الفوضى وعدم الاستقرار وتقتل وتبيد وتشيع السوريين واليمنيين والعراقيين وقد حولت لبنان الى دولة فاشلة، رافعة رايات صفراء مزيفة أيضا لها طابع طائفي متخلف ومقيت، تحت حجج زائفة وهي الثأر للحسين وكأن الحسين حفيد الرسول هو ملك لفئة من المسلمين دون غيرهم.
وهذه الأيام هزت مشاعر الشرفاء في سوريا والعالم قصة تكشف عن وجود جرائم خطيرة ضد الانسان السوري مسكوت عنها في ادلب ومناطق سيطرة جبهة النصرة الإرهابية.أنها قصة الطفلة الضحية نهلة العثمان التي تم تعذيبها وقتلها على يد ابيها المجرم – القائد في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة)، وهي قصة الاسلام السياسي وما ألحقه بالثورة من مصائب وكوارث.
والاسلاميين السياسيين صامتين أمام جريمة قتل نهلة وتعذيب اخواتها واخوانها وتشريدهم وتشريد امهم قصة الطفلة نهلة هي قصة العصر ويجب ان يتوقف عندها كل السوريين ولا يصمتون ولا يمرون مرور الكرام فهؤلاء الذين يرفعون رايات اسلامية سوداء أكثر الناس كفرا ونفاقا وفسادا ووحشية وهم الذين دمروا الجيش الحر وباعوا الثورةشوهوا صورة الثورة على يد داعش ومازالوا يشوهونهاوالسوريين الاحرار الذين لا علاقة لهم بالتطرف والارهاب يدفعون الثمن غالياً.يجب فتح صفحة كل فصيل اسلامي سياسيا كان ام عسكريا وكذلك المجموعات الاخرى التي تدعي العلمانية والديمقراطية والذين ارتكبوا جرائم بحق السوريين احيانا لا تقل عن جرائم الطاغية بشار الأسد (كما يحدث في شمال سوريا والجزيرة والفرات)هذه الثورة العظيمة هناك من اراد تسخيرها لأجنداته الخاصة الدينية والقومية وهؤلاء يجب فضحهم لان السوريين ضحوا بمليون شهيد ليبنوا سورية الحرة الديمقراطية وليس دولة الخلافة او دولة دينية مهما كانت مسمياتهامن واجب كل سوري حر ان يفتح ملف الجرائم التي يعرفها وان يكشف عن المجرمين بشرط أن يكون دقيقا وموضوعيا وغير متحيز الا للحقيقة، وألا يخلط بين المجرمين وما يدعونه من معتقدات دينية وبين الدين نفسه، فأغلبية الشعب السوري مسلمين ولكنهم ليسوا إسلاميين وانا واحد منهم، لكن الإسلاميين ظهروا منذ انطلاقة الثورة على انهم الأكثر تنظيما وجاهزية فتسلقوا على ظهر الثورة واوصلوها بمساعدة الديمقراطيين الفاشلين الى وضع مأساوي.لكن الثورة كانت شعبية ووطنية، وستعود هكذا من جديد، ولن نسمح لأي جماعة سياسية او عسكرية ترفع شعارات مزيفة وملتبسة ان تسرقها من جديد.
ويجب الرد على تلك الجرائم بوعي وطني حقيقي يتميز بالتفكير المنفتح والعصري لا يقبل التعصب والكراهية، ويقبل بالآخر ويحترم أفكاره وآراءه وخصوصياته ومعتقداته، والتأكيد على أن الحل في سوريا هو دولة مواطنة ليست دينية ولا قومية بل يتساوى الجميع فيها أمام القانون.
أما الدين والمعتقدات فهي حق لكل شخص ولكن لا يحق له ان يفرضها على الآخرين.محمود الحمزة