يعتبر حصول الشباب على منزلٍ صغيرٍ قبل اندلاع الثورة السورية حلما صعب المنال؛ فماذا تغيّر عليهم اليوم، بعد مرور 8 سنوات؟
“أبو أحمد” شابٌ في العقد الثالث من العمر، يعيش برفقة زوجته وولديه داخل بيتٍ يتقاسمه مع شقيقته وزوجها ومعهم طفلتهم، في غرفةٍ ضيقة تجتمع اﻷسرة على مائدة الطعام يومياً، ﻻ يخلو حديثهم من تذكر منزلهم الدمشقي الذي بات من ذكريات اﻷمس، بحسب وصفهم.
“أبو أحمد” يحمد الله على انتهاء فصل الشتاء، ويقول؛ “مياه اﻷمطار تسربت من الشقوق في السقف الذي أثر فيه صاروخ الطائرة الروسية، قبل أن نسكن في المنزل”.
ويختم؛ “حلم الشباب السوري قبل الثورة كان بسيطاً، سقفاً وعملاً، إنهُ حلمٌ يتجدد”.
كيوم ولدتنا أمهاتنا
“نهاد” امرأة في العقد الرابع من العمر، تخرجت من المعهد المصرفي، وعملت موظفةً في إحدى الدوائر الحكومية، تزوجت وعاشت في بيت أهل زوجها، اعتمدت على القروض واﻻستدانة وبيع مصاغها، بينما عمل زوجها خارج أوقات دوامه الرسمي، حتى تمكنا من شراء “عشهما الصغير”، كما تصفه، في منطقة حرستا بالغوطة الشرقية.
وتضيف؛ “لم تستمر الفرحة طويلاً، حتى بدأت التظاهرات وتسارعت اﻷحداث، أجبرنا على الخروج من المنزل، في التهجير اﻷخير، وعلى العموم؛ فالبيت بقي منه الجدران والسقف قائماً، وإنما كان بقائنا بداخله إذ لا بديل حينها”.
وأردفت “عدنا كيوم ولدتنا أمهاتنا، وعاد الحلم مجدداً، بعشٍ صغير نمتلكه بديلاً عن التنقل من دارٍ إلى أخرى، فضلاً عن دفع بدلات اﻹيجار التي أرهقتنا”.
دون كساء
بعض العائلات اختارت أن تسكن في شققٍ غيرُ مكسيةٍ، عن البقاء في خيمةٍ داخل مخيم، حلمهم تحقق، سقفٌ وجدارن، يستذكرون حالهم قبل الحراك الثوري، مؤكدين أنها مسيرةُ حلمٍ تستمر، حتى يزاح اﻷسد ويسقط نظامه، بحسب تعبير “أبو خالد العمري”، من أبناء ريف دمشق.
باقية وتتمدد
حجم المعاناة كبير، وكل روايةٍ تستفيض ألماً، تختصر ما بدأ به الشباب قبل حراكهم السياسي لتغيير النظام وإسقاطه، ليواجهوا مجدداً بأنّ أحلامهم رسمها حافظ اﻷسد، واستكملها وريثه بشار، حلمٌ بمنزلٍ وعملٍ وحضن زوجةٍ تقر أعينهم، فهل يكتب لحلمٍ بسيط، أن يتحقق أم تبقى أزمتهم تسير وفق المعزوفة الداعشية، “باقيةً وتتمدد”، اﻷمل بين أعينهم، هذا ما تلمسه في كلماتهم.
المصدر: بلدي نيوز