المدن:8/10/2020
وسّعت قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها عملياتها الهجومية والاستطلاعية في جبهات إدلب نحو ريف اللاذقية المحاذي لإدلب.واستهدفت بقصف بري مركز مواقع المعارضة السورية في منطقة العمليات بعمق 15 كيلو متراً على الأقل، مع تسخين جبهات سهل الغاب، وجبهات كبانة والمرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي.
وتحاول قوات النظام رصد تحركات الفصائل المعارضة على طول خط التماس عبر تسيير عدد أكبر من طائرات الاستطلاع في سماء المنطقة، وقصف المواقع والمحاور التي يتم إشغالها حديثاً من جانب المعارضة بالمدفعية والصواريخ.
وقصفت المعارضة مواقع قوات النظام في سهل الغاب وأطراف جورين، وتمكنت سرية القناصين التابعة ل”جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام) من قتل عنصرين من المليشيات الروسية في محور كفر بطيخ جنوب شرقي إدلب.
فيما تركزت رمايات مدفعية “الجبهة الوطنية للتحرير” على مواقع النظام في محيط سراقب وجبهات غربي حلب القريبة من الفوج 46.
وأوضح الناشط محمد الفيصل أن جاهزية الفصائل قلّلت من خطر عمليات التسلل التي تنفذها قوات النظام في جبهات إدلب عموماً، وجبل الزاوية بشكل خاص. وساهمت عمليات إعادة الانتشار في التمويه وإخفاء الأهداف التي تبحث عنها عادة طائرات الاستطلاع لتضيفها إلى قائمة الأهداف التي يتولى سلاح المدفعية والصواريخ استهدافها.
وأضاف الفيصل في حديث ل”المدن”، أن “قصف الفصائل بات أكثر كثافة مؤخراً، ويلاحق تحركات المليشيات ونقاط تمركزها الجديدة في جبهات القتال والتي استقبلت المزيد من التعزيزات العسكرية”.وبدأت المعارضة في تشرين الأول/أكتوبر، باتباع التكتيكات العسكرية نفسها التي تنفذها قوات النظام، من ناحية الرصد وتنفيذ الهجمات البرية المحدودة والقصف البري البعيد، مستفيدة من المعلومات العسكرية (الرصد والاستطلاع) التي تقدمها نقاط الجيش التركي في إدلب.
وشهدت جبهات المعارضة خلال الأسبوع الأول من تشرين الأول انتشار أعداد إضافية من مقاتلي الفصائل، ووصول تعزيزات عسكرية منوعة قادمة من منطقتي “درع الفرات” و “غصن الزيتون” في ريف حلب.وتبدو التحركات العسكرية للطرفين في جبهات إدلب متوازنة من ناحية الحشود والعتاد الحربي، والقصف والخروق المتنوعة لوقف إطلاق النار من الجانبين، وبدا أن استعدادات المعارضة وجاهزيتها العالية إلى جانب التهديدات التركية بالرد على التصعيد قد منعت المعركة التي كانت قوات النظام تهدد بإطلاقها.
مدير المكتب السياسي في “فرقة المعتصم” التابعة للجيش الوطني مصطفى سيجري قال ل”المدن”، إن “تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام، كانت تأكيداً واضحاً على الالتزام بالدفاع عن إدلب وعلى استمرارية التعاون مع المعارضة السورية “1.
وأضاف سيجري أن “الفصائل في الجيش الوطني عملت على رفع الجاهزية العسكرية في مناطق عمليات درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام استعداداً لصد أي عدوان محتمل بعد ورود معلومات عن نوايا روسية لشن عملية عسكرية ضد المنطقة الخاضعة لتفاهمات تركية روسية سابقة تمنع العدوان وتتجاوز الخطوط، في تصعيد خطير ومحاولة للضغط على تركيا”.بدوره، قال القائد العسكري العام لفرقة الحمزة التابعة للجيش الوطني، عبد الله حلاوة ل”المدن”، إن “عموم الفصائل في الجيش الوطني أمرت برفع جاهزية تشكيلاتها العسكرية، وهي على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي تحرك عسكري معادٍ”.
وكان حلاوة أشرف مؤخراً على تسيير أرتال عسكرية توجهت من مناطق ريف حلب نحو جبهات إدلب.وبجانب جاهزبة المعارضة والتهديدات التركية، لعبت مجموعة من العوامل والمتغيرات دوراً في تأخير المعركة، بسبب أثرها الفعلي في أي مواجهة قادمة بين الجانبين. وقال الصحافي محمد رشيد ل”المدن”، إن “وضع الفصائل في الوقت الحالي مختلف عن السابق، من ناحية التسليح، كمّاً ونوعاً، ومن نواحي التنظيم والانتشار المنفرد والمشترك مع الجيش التركي في الخطوط الدفاعية، وبالتالي ستكون المواجهة مكلفة بالنسبة لقوات النظام وسيتوجب على القوات الروسية رفع سقف التوحش الناري، براً وجواً لكسب ميزان القوة مجدداً.وتحوي إدلب الآن غرفتي عمليات، الأولى “الفتح المبين”، وتشترك فيها عموم فصائل “الجبهة الوطنية للتحرير” مع “تحرير الشام”، وأصبح لديها إمكانات كبيرة، أعداد وعتاد حربي، والغرفة الثانية يديرها الجيش التركي، ومعه أكثر من 6 آلاف مقاتل موزعين على أربعة ألوية منتشرة في أربع قطاعات عسكرية وتشكل خطوط دفاعية مهمة، وسيكون لها دور بارز في أي مواجهة قادمة.