بعد مضي شهر تقريباً، من انتهاء النظام وحليفه الروسي تهجير آخر قافلة من المدنيين والمقاتلين في ريف حمص الشمالي نحو الشمال السوري المحرر، أين تقيم العائلات الحمصية، التي يقدّر عددها بنحو 4500 عائلة، وما هي ظروف إقامتها الجديدة؟
*ريف إدلب المحطة الرئيسية
بحسب منسقي “استجابة شمال سوريا” تقدّر أعداد الذين خرجوا من قرى وبلدات ومدن ريف حمص باتجاه إدلب وريف حلب الشمالي الشرقي بحوالي 35650 شخصا بينهم مقاتلون من المقاومة السورية، وكان ريف إدلب المحطة الرئيسية لمعظم من تم تهجيرهم خلال الشهر الماضي، بحسب نشطاء وإعلاميين، لكن هؤلاء لم يفكروا لوهلة بأن يحنوا لذلك الحصار القاتل الذي استمر 6 سنوات تقريباً، نظراً لما آلت إليه أوضاعهم من تشريد وخيبة مع تراجع كبير باهتمام المنظمات الدولية، والحكومة المؤقتة حيث لم يستطيعوا أن يقدموا لهم أكثر من خيمة أو غرفة صغيرة.
ووثّق مكتب التنسيق والدعم بمدينة إدلب بالتعاون مع ناشطين إعلاميين من ريف حمص الشمالي، عدد العائلات المهجرّة وأماكن توزعها على النحو التالي:
– الدانا 205 عوائل.
– إدلب المدينة 600 عائلة.
– سرمدا ودير حسان 176 عائلة.
– كفرناها 230 عائلة.
– جسر الشغور وكفر نبل والهبيط 70 عائلة.
– ترمانين وأطمة وبانيو والأتارب 325 عائلة.
– مخيم زردنا 200 عائلة.
– مخيم الأمل (كفرلوسين) 300 عائلة.
– مخيم الرحمة العالمي 100 عائلة.
– مخيم لستم وحدكر 550 عائلة.
– مخيم حلب لبيه 335 عائلة.
– عقربات وجبل الزاوية وقاح 150 عائلة.
– الهبيط وحرتيان وسرمدا 100 عائلة.
– سلقين وحارم والقرى المجاورة 100 عائلة.
– جرابلس والباب وقرى عفرين 400 عائلة.
من جهته يقول أبو عمار (أحد المهجرين) لـ”زمان الوصل” “تركت كل شيء خلفي ولم أحمل سوى حقيبة صغيرة للثياب التي أرتديها، لكن رغم ذلك سنعود إلى ريف حمص مجدداً ولن يمنعنا التهجير من التفكير بالعودة إلى بيتي وأرضي”.
“أبو النور”، من “الحولة”، لم يستوعب حتى الساعة ما حدث، وما ستكون عليه حياته الجديدة، في قرية “الداما” القريبة من الحدود السورية – التركية، التي فرضت عليه لاضطراره إلى مغادرة مدينته خوفاً من ملاحقته من قبل قوات النظام بعد دخولها.
وأضاف لـ”زمان الوصل” قائلا “في البداية وضعونا في مخيم للاجئين في منطقة أريحا، لكن ولأن المخيم غير مناسب للسكن، اضطررت لاستئجار منزل للعائلة لدى أحد أصدقائي القدامى”.
وانتقد” أبو النور” عمل الجمعيات الإنسانية وتعاملهم مع مهجّري ريف حمص الشمالي، “وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية”.
أما أبو محمد من “الرستن”، والمهجرّ قسرياً إلى مدينة “جرابلس” بريف حلب الشمالي الشرقي فيقول “سكنّا في هنغارات كبيرة مع 20 عائلة من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، ولا يملكون إلا ثيابهم الشخصية”.
وأضاف: “تم تقطيع الهنغارات إلى غرف صغيره بمساحة 6 أمتار لكل عائلة بواسطة بطانيات المساعدات”، مشيراً إلى أن المكان، الذي يتواجدون فيه تنتشر فيه مياه آسنة وقاذورات.
المصدر: زمان الوصل