العربي الجديد
على خلفية الاحتجاجات المتواصلة في بيلاروسيا، تزداد حالات استقالة الصحافيين من محطات التلفزة الرسمية، وترتفع بين الإعلاميين الأصوات المؤيدة للحراك الشعبي ضد إعادة انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو للمرة السادسة، المتهم من قبل المعارضين لحكمه بتزوير نتائج الانتخابات وقمع الحريات والإعلام. ومن غير المستبعد أن يتعرض الصحافي للمضايقات والاعتقال في بيلاروسيا التي تمارس سلطاتها قمعاً بحق الصحافيين والإعلاميين المعارضين. وفي تقرير “مراسلون بلا حدود” الصادر في إبريل/ نيسان 2020، حلّت بيلاروسيا في المركز الـ153 حسب مؤشر حرية الصحافة (من أصل 180 دولة). وأوضح التقرير أن “آخر دكتاتوريات أوروبا تواصل الملاحقات القضائية بحق الصحافيين المستقلين وتشدد الرقابة على الإنترنت”. وانتقد التقرير تصرفات السلطات بحق الصحافيين والمدونين وترهيبهم واعتقالهم، وأشار إلى أن “الدولة تفرض قبضتها بقوة على جميع المحطات التلفزيونية.. وتوجد وسائل إعلام مستقلة، لكن كثيراً منها أجبر على العمل من الخارج، وتواصل السلطات ملاحقتها”. والسبت الماضي، تجمّع ما لا يقلّ عن ثلاثة آلاف شخص أمام مقر التلفزيون العام في العاصمة مينسك، للمطالبة بـ”الحقيقة” والاحتجاج على إعادة انتخاب الرئيس، بحسب وكالة “فرانس برس”. وكرر المحتجون عبارة “انتخابات نزيهة! حرية!”، فيما لوّحوا بأعلام حمراء وبيضاء، وهما لونان يرمزان إلى المعارضة البيلاروسية. وقالت المعارضة ماريا كوليسنيكوفا، حليفة منافسة الرئيس لوكاشينكو في المنفى سفيتلانا تيخانوفسكا، خلال الاحتجاج: “ليس من الصعب قول الحقيقة. لأولئك الذين يعملون في التلفزيون: قولوا الحقيقة!”.وانضم موظفون في التلفزيون العام إلى المحتجين، فيما خرج آخرون من المبنى رافعين قبضاتهم وسط تصفيق حاد. وقال أندريه ياروشفيتش الموظف في التلفزيون العام: “مثل أي شخص آخر، نحن نطالب بإجراء انتخابات حرة وإطلاق سراح الأشخاص الذين أوقفوا خلال التظاهرات”.وكان 500 صحافي من وسائل الإعلام الحكومية البيلاروسية قد وقعوا رسالة يطلبون فيها تقريراً صادقاً عن الوضع في البلاد. وجمع آخرون تواقيع لتنفيذ إضراب اعتباراً من اليوم الاثنين. قمع الصحافة والإنترنتوأعلن عدد من الصحافيين استقالاتهم من الإعلام الرسمي. وبعد خمس سنين قضاها في تقديم برنامج أسبوعي على قناة “بيلاروسيا 1” الحكومية عن الجيش والقدرات العسكرية البيلاروسية، أعلن المذيع فلاديمير بوركو، استقالته من المحطة، وحضّ العسكريين على “التمعن في التفكير وعدم تنفيذ أوامر السلطات” لقمع المتظاهرين السلميين. بوركو الذي يقدم برنامج “أرسنال” العسكري الأسبوعي كشف عن استقالته عبر فيديو نشره في صفحته على “إنستغرام” من دون أن يحدد مكان إقامته. وناشد عناصر الجيش في بيلاروسيا أن “يفكروا قبل فوات الأوان”، قائلاً: “أنتم تنتظرون أوامر. وأنتم تعلمون تماماً ما هي الأوامر، وعلى الأرجح تعون تماماً العواقب على البلاروسيين الذين يريدون فقط العدالة ويواجهون بالرصاص… فكروا قبل فوات الأوان”. ومع إشارته إلى أنه كان “الوجه الإعلامي من وراء الكواليس لوزارة الدفاع لمدة خمس سنين”، وأنه تحدث “بجدية عن أن جيشنا يملك معدات هي الأحدث، وجميع ضباطنا مثال يحتذى”، قال بوركو: “لم أفكر مطلقاً، حتى في الكوابيس، في أن الجنود والتقنيات التي تحدثت عنها يمكن أن تستخدم ضد شعبنا”.