المدن:6/10/2021
تكشف التغطية التي قدمتها وسائل الإعلام الروسية الموالية للكرملين، لما قالت إنه “استقالات جماعية لجنرالات في صفوف الجيش التركي”، عن انحياز واضح من هذه الوسائل للرواية التي تستخدمها المعارضة التركية وعلى رأسها “جماعة الخدمة” التي يتزعمها فتح الله غولن.
ورغم نفي وزارة الدفاع التركية قبل نحو أسبوعين للأنباء التي تحدثت عن استقالة خمسة جنرالات دفعة واحدة، مؤكدة أن الاستقالة كانت لجنرالين اثنين ولأسباب خاصة، أفردت وسائل إعلام روسية حيزاً واسعاً للخبر، مدعية أن كبار الجنرالات المسؤولين عن العمليات العسكرية التركية في سوريا يسعون إلى الاستقالة وسط تصاعد التوترات في إدلب.
وإدعت صحيفة “سفوبودنايا بريسا” الروسية أن استقالة الجنرالات والعقداء الأتراك يمكن تفسيرها كمحاولة لحماية النفس من ملاحقة قضائية على الهزيمة القادمة.
وأضافت الصحيفة في مقال ترجمه موقع “روسيا اليوم”، أن “ما يجري من استقالات بين كبار الضباط في الجيش يذكر بالتطهير الذي جرى عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في العام 2016.
لكن وحسب مصادر تركية، فإن جنرالين اثنين تقدما بطلب التقاعد، لأسباب صحية وعائلية. وقالت وزارة الدفاع التركية إنه “يحق لأي عامل طلب الاستقالة في حال حصوله على حق التقاعد، وبحسب الرغبة، وهناك فترتان لتقديم الطلب، الأولى في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير، والثانية في تموز/يوليو وآب/أغسطس”.
وتعليقاً، وضع الصحافي التركي المقرب من حزب “العدالة والتنمية”، حمزة تكين هذه الأنباء في إطار المحاولات اليائسة الهادفة إلى زعزعة الثقة بالجيش التركي، موضحاً أن اثنين من الجنرالات طلبا التقاعد بسبب الوضع الصحي لأحدهما، والوضع العائلي للآخر.
وقال ل”المدن”: “للدقة، هم حصلوا على التقاعد، والأنباء عن استقالة احتجاجاً على سياسات معينة في سوريا أو في غيرها، الهدف منها التضليل”، مضيفاً أن “لا علاقة للأمر لا بإدلب، ولا بخطط الجيش التركي”.
وحسب تكين، فإن الهدف من بث هذه الأنباء المغلوطة، تصوير الأمر وكأن الجيش التركي يعيش أزمة، “فاستخدام هذه الأخبار الكاذبة بهذا الحجم من وسائل إعلام يفترض أن تكون رصينة، يؤكد انزعاج الدول التي تقف خلف هذه الوسائل من السياسة التركية الثابتة والنجاحات في سوريا وليبيا وأذربيجان”.
وتابع تكين مؤكداً على تماسك الجيش التركي وتناغمه مع السلطة السياسية، قائلاً: “لم يكن الجيش التركي على هذا الحال منذ تأسيس الجمهورية التركية، والتعاون بينه وبينه السلطة السياسية في أوجه”.
وعن الملف السوري، والوضع في إدلب، والحديث عن طلب روسي من تركيا بسحب بعض النقاط العسكرية في الشمال في إدلب، أكد الصحافي التركي على عدم وجود أي تغيير في انتشار قوات بلاده. وقال: “على العكس من ذلك، الجيش التركي يعزز نقاطه العسكرية في إدلب، بنوعية السلاح وزيادة عدد الجنود”.
واعتبر أن ذلك يدل على أن القرار التركي حاسم حول إدلب، “لن تترك تركيا إدلب لقمة سائغة لمن يريد أن يعتدي عليها، والصبر التركي على الخروق ربما يزعج البعض، ولكن هذا الصبر لن يستمر إلى ما لا نهاية، والأرجح أنه إن تمادت الأطراف الأخرى أكثر، ستكون تركيا مضطرة للرد المدروس والمحكم”.
وتابع: “لقد سمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرفياً من الرئيس رجب طيب أردوغان خلال القمة الأخيرة، أنه لا تراجع تركياً عن إدلب”.
وحول الوضع الميداني في إدلب، قالت وكالة “سبوتنيك” الروسية إن “قوات النظام أرسلت تعزيزات عسكرية ونوعية إلى جبهات ومحاور ريف إدلب الجنوبي”، موضحة أن التعزيزات شملت دبابات ومدرعات وآليات عسكرية وعناصر وفرق اقتحام ومعدات لوجستية.
ونقلت عن مصدر عسكري من جيش النظام أن هذه التعزيزات تأتي ضمن خطة لرفع كامل الجاهزية على محاور الاشتباك في جبل الزاوية جنوبي إدلب، ومنطقة سهل الغاب غربي حماة، وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.