صرح المتحدث باسم الرئاسة التركية “إبراهيم كالين” أن على الأوروبيين ممارسة المزيد من الضغط على الأسد، محذرا أن بلاده تجاوزت طاقتها من اللاجئين السوريين الذين وصل عددهم قرابة الأربعة ملايين، ولا يمكنها قبول المزيد من الناس.
ونقل موقع “بيرغون” عن كالين قوله في تصريحات أدلى بها لمجلة “دير شبيغل” الألمانية: إن كل فترة تتطلب اتخاذ قرارات مختلفة في مجال السياسة الخارجية بحسب الظروف الحالية، فأنقرة كانت تؤيد الحوار مع نظام أسد حتى خرج الوضع في سوريا عن السيطرة، ومات الآلاف من الناس مع استمرار هذا النظام بمهاجمة شعبه. وأضاف أنه في بداية الأحداث عقد في تونس مؤتمر بعنوان “أصدقاء سوريا” الذي حضرته “هيلاري كلينتون” وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وأكدت وقتها أن الولايات المتحدة ستدعم المعارضة السورية، لكن بعد ذلك بوقت قصير تم حل “أصدقاء سوريا” وتُركت المعارضة واللاجئون وشأنهم، الأمر الذي جعل النظام قادراً على ارتكاب جميع أنواع الجرائم.
وأشار كالين الى أن الأسد الآن “فقد كل شرعيته” ومن واجب المجتمع الدولي إنهاء الحرب في سوريا على الرغم من أن روسيا وإيران لديهما آراء مختلفة حول هذه القضية.
وطالب الناطق باسم الرئاسة الأوروبيين بعدم التراجع والانجرار إلى وجهة النظر الأوروبية بشأن سوريا، مؤكداً ضرورة ممارسة المزيد من الضغط على الأسد وإظهار أن العالم لم يُدر ظهره للسوريين.
وقال: إنه لا يتوقع أن يرسل الغرب قوات إلى المنطقة لحماية المعارضة في إدلب فهذا غير وارد، مشيراً إلى أن بلاده في الأعوام 2015 و 2016 و 2017 اقترحت إنشاء منطقة آمنة تتضمن حظر طيران في ذلك الوقت، الأمر الذي من شأنه تخفيف موجة الهجرة بشكل كبير وحماية المدنيين لكن مع الأسف “لقد ضاعت هذه الفرصة” على حد تعبيره.
وبخصوص نشر قوات تركية في سوريا أوضح كالين أن بعض الأصدقاء الأوروبيين ينتقدون هذه الخطوة على الرغم من أن هذا الأمر ينبغي أن يرضيهم، فالقوات التركية تحافظ على حياة مليونين ونصف المليون سوري في المناطق التي توجد فيها بإدلب.
وبيّن أن الغرب يتصرف مع تركيا حول هذا الموضوع وكأنها قوة محتلة، فبدلاً من شكرها قام بفرض عقوبات عليها بسبب حربها أيضاً على حزب العمال الكردستاني هناك، مؤكداً أن بلاده لا تطمع في الأراضي السورية لكنها يجب عليها اتخاذ هذه الخطوة من أجل سلامة مواطنيها وسلامة المدنيين السوريين في المنطقة.
ونفى كالين المزاعم بأن تركيا انتهكت القانون الدولي في سوريا قائلاً: “إن الأسد وحزب العمال الكردستاني هما من قاما بانتهاك القانون الدولي، ومع هذا يتم التركيز على تركيا فقط، فبلاده لديها الحق في الدفاع عن نفسها هناك ضد أي خطر يهدد أمنها، وكما مُنحت روسيا والولايات المتحدة الحق في دخول سوريا فأنقرة لديها هذا الحق أيضاً.
وأفاد أن واشنطن لا تأخذ في الاعتبار قلق تركيا من وقت لآخر في قضايا مثل تقديم الدعم لوحدات حماية الشعب الكردية، واصفاً الأمر بغير المقبول، كما إن الرئيس الأمريكي “جو بايدن “لم يستطع فهم أن امتداد حزب العمال الكردستاني في سوريا يشكل تهديداً وطنياً لتركيا.