!العملية “الشبح” لـ”حزب الله” جنوباً وما اعتراها من غموض ونفي، لم تكن الا “بروفة” لحرب لم تحصل الا بالصدفة بين مجموعة من الحزب ومجموعة مؤللة للعدو فحصل اشتباك وانتهى من دون قتلى، ونزل الطرفان عن شجرة التهديدات والعنتريات.لماذ غيّر “حزب الله” روايته؟ ولماذا تراجعت قناتا “الجديد” و”الميادين” عن رواية قصف الميركافا؟ ومن اعطى المعلومات لوكالة “فارس” المحسوبة على الحرس الثوري الايراني، ولوكالة سبوتينك الروسية ومن سحبهما؟ ومن اوعز لوئام وهاب تسريب خبر ان “لا عملية ولا يحزنون”؟ ولماذا تأخر بيان “المقاومة الاسلامية” لثلاث ساعات خلافاً للعادة؟ اسئلة كلها بلا اجوبة، وستبقى كذلك لا سيما ان كل ما يجري على الحدود اللبنانية- الفلسطينية، ليس الا “بروفة” لحرب لن تحصل ولن يذهب اليها الاسرائيلي و”حزب الله” راهناً لأسباب كثيرة. بيان متأخر للحزب في المقابل وبعد التشكيك برواية “حزب الله” وبيانه الرسمي، توقفت مصادر متابعة عند بيان الحزب الذي اتي متأخراً ما يقارب الـ3 ساعات، وهو امر لم يقم به في عملياته السابقة حيث كان يصدر البيان بالتزامن مع العملية او النشاط العسكري ويوزع “الإعلام الحربي” في “المقاومة الاسلامية” البيان المكتوب مع تسجيل فيديو كدليل على تنفيذ العملية ولرفع معنويات وشد عصب الجمهور. قبل بيان الحزب تم التعميم على كل القنوات والوكالات التي نشرت خبر الميركافا بسحبه سريعاً قبل صدور بيان رسمي مغاير! وتقول المصادر ان بيان “حزب الله” اتى ليقطع ويمنع اي تحليل او تأويل وان بعد البيان الرسمي “ممنوع” التشكيك او التأويل او زيادة حرف واحد على بيان “المقاومة”، وهو امر موجود في ادبيات الحزب ومسؤوليه، اذ لا يجرأ اي مسؤول في “حزب الله” في الجناح الحزبي او السياسي ان يتفوه بكلمة واحدة قبل إطلالة امين عام الحزب السيد حسن نصرالله او بعدها، على اعتبار ان “الكلمة الفصل” هي “لسيد الكلام”. على هذه الطريقة القمعية يسير”حزب الله” وتم تعميم على الاعلام بعد البيان وان يُكتفى به والسلام. واللافت في بيان الحزب انه اتى مناقضاً للكلام الاسرائيلي وروايته عما حصل وكذلك لوسائل الاعلام المذكورة اعلاه والتي نقلت الحادثة حرفياً كما حصلت. اصطدام غير محسوب وتؤكد معلومات خاصة بـ”جنوبية” ومن مقربين من “حزب الله” ان ما حصل كان عبارة عن اصطدام غير محسوب بين مجموعة مراقبة لـ”حزب الله” وقوامها 4 عناصر وكانت تقوم بدورية روتينية في داخل الاراضي الفلسطينية وعلى مرأى الجنود الاسرئيليين وهي تتم بشكل دوري كل 3 او 4 ايام وكاجراء استفزازي لجنود العدو. وتقول المعلومات ان الاسرائليين فتحوا النار على المجموعة التي تفاجأت بالرصاص الاسرائيلي من ميركافا كانت من ضمن دورية مؤللة قرب جبل روس فقام عناصر الحزب بقصفها صاروخياً ومن ثم دار الاشتباك لساعة ونصف وتخلله القصف المدفعي والتمشيط بالرصاص والمدفعية حتى المساء. “حزب الله” يتملص من المسؤولية! وتؤكد ان لا اصابات في صفوف المجموعة ولا في صفوف الاسرائيليين. وتشير المصادر القريبة من الحزب الى ان ما جرى كان يهدف من خلاله الاسرائيلي الى جر “حزب الله” لتنفيذ تهديده بالثأر لمحسن ولكنه احجم عن ذلك ولم يلاق الاسرائيلي في “منتصف الطريق” واتى بيانه لينسف فكرة ان ما قام به “حزب الله” هو الرد الموعود وبذلك يُبقي الحزب منطقة الشمال والمستوطنين والجيش الاسرائيلي في حالة استنفار وجهوزية. وتقول ان ما جرى امس جولة من حرب كسب فيها الطرفان بالنقاط من دون الذهاب الى صدام واسع وبذلك نزلا عن “شجرة التهديدات والعنتريات” والاستنفار المتبادل.