يعتزم وزير الخارجية التركي (مولود جاويش أوغلو) الإثنين المقبل على زيارة الولايات المتحدة الأمريكية للقاء نظيره (مايك بومبيو)، وذلك بهدف بحث آخر التطورات على الساحة السياسية، وعلى رأسها قضية منبج السورية، وتواجد قوّات “الوحدات الكردية” فيها.
الكاتب والإعلامي (دنيز زيرك) أفاد في مقال نشرته صحيفة حرييت بأنّ المعلومات الواردة من أنقرة، أكّدت توصّل كلّ من أمريكا وتركيا إلى اتفاق مشترك فيما يخص إخلاء منبج من عناصر “ب ي د” ، موضحا -والحديث عن الكاتب- أنّ تصريحات جاويش أوغلو وبعض الدبلوماسيين أكّدت صحّة المعلومات الواردة أعلاه.
مراحل الاتفاق الأمريكي-التركي
وبحسب الكاتب فإنّ الاتفاق الأمريكي-التركي حول منبج يتألف من 3 مراحل، المرحلة الأولى: انسحاب قوّات “ب ي د” من منبج، المرحلة الثانية: القوات المسلحة التركية والأمريكية -وقبل حلول تاريخ 15 تموز- سيتوليان المهمة الأمنية في المدينة، والمرحلة الثالثة والأخيرة: تشكيل إدارة جديدة لمدينة منبج وذلك قبل انتهاء شهر تموز.
ولفت زيرك إلى أنّ الجدول الزمني للاتفاق الثنائي بين البلدين قد تمّ تحديده بالتنسيق مع الزيارة المزمع إجراؤها من قبل جاويش أوغلو الاثنين المقبل إلى واشنطن، موضحا أنّ المدة الزمنية المتوقعة لتنفيذ المرحلة الثانية عقب انتهاء الزيارة هي 45 يوما، أما المرحلة الثالثة والمتمثلة بتشكيل إدارة جديدة 60 يوما.
ما المشكلة في الاتفاق الأمريكي-التركي حول منبج؟
وأشار الكاتب إلى أنّ المشكلة في الاتفاق الثنائي بين البلدين حول منبج تكمن في عدم وضع الإدارة الأمريكية موقفا واضحا وموحدا فيما يتعلق بالاتفاق، مؤكدا أنّ ما سبق هو السبب في تشكيل موقفين متناقضين للإدارة في واشنطن، يتمثلان بـ اتّباع سياسة إيجابية ومتقاربة مع تركيا حول الاتفاق، وفي الوقت نفسه التصريح بعدم حل كافة الإشكاليات مع أنقرة.
وفي هذا السياق أردف الكاتب زيرك: “الرئيس ترمب أحال الملف السوري إلى البنتاغون والاستخبارات الأمريكية، بينما وزير الخارجية بومبيو يرى سياسة القوات العسكرية والاستخباراتية لبلاده، والتي تتمثل بضرورة التعاون المشترك مع “ب ي د” غير صائبة، فيما الدبلوماسيون يعارضون فكرة التخلي عن تركيا لمجرّد التعاون مع أمريكا”.
ما هي المرحلة الأصعب في الاتفاق؟
ونوّه زيرك إلى أنّ تطبيق المرحلتين الأولى والثانية من الاتفاق الأمريكي-التركي سهلة، إلا أنّ المرحلة الأصعب هي الثالثة، والتي تتمثل بتحديد وتشكيل شكل الإدارة الجديدة في المدينة.
ويقول زيرك: “المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي ضد داعش “بريت ماكغورك” كان قد أكّد صعوبة الاتفاق الثنائي، حيث لفت إلى أنّ إشكالية منبج ليست بسبب اختلاف الرؤى بين أنقرة وأمريكا في بعض القضايا فحسب، وإنما بسبب إشكالية الوضع السوري بذاته.
وختم الكاتب بأنّ تصريح ماكغورك يفيد المعنى التالي: مع إتمام المرحلتين الأولى والثانية ومجيء دور تحديد قائمة الإدارة في منبج، فإنّ أمريكا سترفض وتعارض القائمة التي سترغب بها تركيا، وكذلك تركيا لن تقبل بالقائمة التي ستتضعها أمريكا”.
المصدر: أورينت نيوز