كشفت دراسة نشرها الباحث في “معهد دول الخليج العربية” في واشنطن، علي آلفونه، الخسائر التي تكبدتها ميليشيا “حزب الله” اللبناني نتيجة لتورطه العسكري إلى جانب نظام الأسد في سوريا.
وأظهر المسح الذي قام به الباحث، بناء على الأسماء المعلنة لقتلى الـ”حزب” وجود ما لا يقل عن 1,233 قتيلاً سقطوا خلال المعارك الدائرة في سوريا (أي ما يعادل 40% من إجمالي عدد خسائر المليشيات الشيعية الأجنبية التي قاتلت إلى جانب النظام والتي يبلغ عدد قتلاها 2,972 قتيل).
ولفت الباحث أن عدد قتلى المليشيات الشيعية هذا، يعتبر الحد الأدنى، حيث تميل المليشيات إلى تقليل عدد الخسائر البشرية، لذا من المتوقع أن يكون عدد القتلى الفعلي أعلى من ذلك بكثير.
وينطبق ذلك على “حزب الله”، الذي كان يعلن عن سقوط مقاتليه في سوريا عبر وسائل الإعلام التابعة له، ويرد سبب الوفاة إلى حوادث مرورية أو قصور مفاجئ بالقلب إلى أن اعتراف (حسن نصر الله) بمشاركة المليشيات الشيعية بالحرب في سوريا في 2013.
وتُبين الدراسة الجديدة، بالإضافة إلى الخسائر البشرية التقريبية، العديد من الملامح البارزة لبنية المليشيات الشيعية في سوريا، والتي وتختلف طريقة الإعلان عن مقتل عناصرها، بناء على رتبته العسكرية، حيث يتم وصف المقاتلين الذين سقطوا في سوريا بـ”الشهيد” بينما يتم إضافة صفة “القائد/ القائد الشهيد” أو “القائد الميداني/ القائد” إلى بعض الأسماء الأخرى في إشارة على ما يبدو إلى الضباط. وإذا كان الأمر كذلك، هذا يعني أن “حزب الله” قد خسر 77 ضابطاً، من أصل 1,233 قتيل تم إحصائهم.
وبين السمات البارزة الأخرى التي تم التعرف عليها، هي مكان ولادة قتلى “الحزب” حيث تتصدر محافظة النبطية القائمة بـ385 قتيلاً، يليها بعلبك الهرمل بـ 288 قتيلاً، ومن ثم محافظة جنوب لبنان بـ 271 قتيلاً و72 قتيلاً من سكان البقاع.
وبحسب الدراسة، فإنه وعلى الرغم من أن “حزب الله” ينسق مع “الحرس الثوري الإيراني” والمقاتلين الأجانب الشيعة والقوات الجوية الروسية؛ إلا أنه في الوقت نفسه لا يخضع لقيادة عسكرية مباشرة من الضباط الإيرانيين، وهذا يتضح من خلال ارتفاع خسائر “الحزب” في وقت مختلف عن بداية إعلان الخسائر في صفوف “الحرس الثوري”.
ختاماً، يشير الباحث إلى الخسائر الهائلة في صفوف “حزب الله” والتي قد أضعفته إلى حد كبير؛ إلا أن الاستقرار الواضح لنظام (الأسد) قد عزز الروح المعنوية داخل “الحزب” كما أن التجربة القتالية في سوريا أضافت خبرة جديدة اكتسبها “حزب الله”، نتيجة لقتاله مع المليشيات الشيعية وقوات النظام و”الحرس الثوري” والقوات الجوية الروسية، وعلى هذا الأساس لا ينبغي أن يكون الشعار الذي أعلنه (حسن نصر الله) البقاء في سوريا “حتى إشعار آخر” مفاجئاً.
المصدر: أورينت نيوز