من يتأمل عيني بشار الأسد يدرك تماما ان العيون نوافذ الروح، في خطاباته ومقابلاته ، لا يخفى عليه بريق متوحش كان يخرج منهما مشوبا بطاقة هائلة من الحقد طاقة كان لمعانها كافيا بأن يجعل من كلامه المعسول هباء منثورا .
إنها حقيقة الدكتاتور ابن الديكتاتور : حقد بدائي ، غريزة متوحشة ، ومزاج دموي. لذلك يجهد كثيرا لتثبيت سحنته في هيئة بشرية ، وبالكاد يقاوم الظهور كحيوان مفترس والكف عن الأثير المتوحش الذي يتدفق من عينيه ، دون جدوى . فقد شوشت عليه تلك المخلوقات المارقة ما أعتاد عليه لعقود من الزمن في جنة النسيان في هذه اللحظة من الغضب المدمر لا يليق به إلا أن يتصرف كإله ممتن على مخلوقاته . ان غضبه كبيرا لأنه فقط يتعجب : لماذا يكرهونه كل هذا الكره ؟ وبين مشهدين متناقضين في ذات واحدة ، بدت نوافذ الروح أصدق تعبيرا من خطاب اللسان
وكأن لسان حاله يتقمص هيكل إله جريح في مثل هذه اللحظات الحرجة تتكشف ظاهرتان خطيرتان تعملان بطريقة عكسية : طاقة سحرية طردية لقوة الشعب وإرادته ، في مواجهة طاقة عكسية متوحشة للوحش من أجل البقاء على السلطة بأي ثمن . وخلال العمل الطردي والعكسي للظاهرتين يمكننا رصد حقيقة كبرى تتجلى للعيان مع انهيار كل الأقنعة عن وجهه. ذلك أن إحساسه بالسلطة المطلقة هو بالنسبة له جزء من معطيات الطبيعية ؛ كطلوع الشمس وتدفق الماء والهواء .ولهذا كيف بمن له مثل هذا الإحساس بالسلطة أن يصغي لتلك الملايين من الحشرات المؤذية إن ذلك التدفق الجاف للكلمات العقيمة عبر أداء مسرحي نزق ومتعجرف ، كان يختزن حمولة معنوية نقيضة للألفاظ حمولة تفيض بأقذع أنواع التحقير والإذلال عبر الجدل الواضح بين عينه ولسانه وهي حقيقة مؤلمة تضعنا أمام مسافة هائلة في نفس الدكتاتور عن كل القيم السياسية التي يتشدق بها فهو لا يسمع هياج تلك الملايين أمامه بالرحيل إلا كما يسمع الفيل طنين البعوض إنه نسخة صدئة لإله من العالم القديم في الأزمنة الحديثة ، ولكنه إذ يكشف عن مثل هذا الشعور الخطير واضحا وجليا بعد خفاء كان ينام تحت جلده وهو بالطبع شعور يسكن في العقل الباطن لذاته يكشف عن ذلك العار التاريخي المخزي والمعبر عن الإهانة والإذلال كطريقة وحيدة لعلاقات القوة بين السلطة و الشعب . فجأة تأخذ المعاني الجديدة التي يكتبها الشعب للحرية والكرامة والحقوق والعدالة دلالات أخرى في قاموسه فالتجمع والتظاهر بحسب نظريته مؤامرة خارجية والحراك الكبير للشعب السوري هو نتيجة استماع ضار لبعض القنوات الخارجية وهكذا نجد أن المشهد برمته في ما يحدث في سورية الآن ليس فقط صراعا في حدود سورية بين الدكتاتور والشعب بل وكذلك هو انكشاف وحراك بشع للأساطير التي تقبع في نفسه إنها طبقات تتجلى الآن بأوضح معانيها وتكشف عن قناعها المخزي أمام الملايين من البشر وعلى الهواء مباشرة بأن قضايا الديمقراطية والحريات والحقوق التي هي من بديهيات العالم الحديث هي هنا في هذا الجزء من العالم ألغاز عويصة مستحيلة على الفهم في عقله فضلا عن التطبيق . إنها الأفكار الملوكية المتخلفة للقرون الوسطى تبدو بأوضح صورها إزاء مسألة السلطة في ذهنه وبهذا الاعتبار فإن ما يجعل تحقيق تلك المفاهيم خبزا يوميا للناس والحياة هو فقط تضحيات وإصرار الشعوب على الموت من أجل إشاعة تلك القيم وجعلها في متناول أيدي الناس.
ان الانتقال الديمقراطي في هذه المنطقة مخاض عسير ليس فقط بسبب أن الماضي وما ينطوي عليه من رؤى وتصورات لمفاهيم السلطة والطاعة ظل باستمرار هو الجدار الصلب خلف كل المظاهر الحداثية الخادعة لسورية ، بل وكذلك بفعل استعصاء استراتيجي حديث أجمعت عليه القوى الدولية لمنع هذه المنطقة من دخول مرحلة الحداثة السياسية ، وإدراجها في استثناء من رياح التغيير الديمقراطي خوفا على أمن ورفاهية إسرائيل. وهكذا فإن مايعرفه الأسد من علاقته بالقوى الدولية التي سوقت له القمع بحجة الاستقرار غذى لديه تلك الغريزة السلطوية المستحكمة ورفعها إلى مصاف جعلته يصدق أن سلطته على الشعب هي جزء من غريزة البقاء الطبيعي في الحياة بما يجعل حياته مساوية تماما لغريزته السلطوية . بيد أن الشباب السوري الذي هو أقرب لنبض العالم الحديث كان يطرح أفكاره بعيدا عن تلك المعادلات والموازنات الدولية والتاريخية التي جعلت من التاريخ في هذه المنطقة يسير بخطى السلحفاء.هذا شباب يريد أن يعيش ببساطة حياة ديمقراطية قائمة على الحقوق والحريات والعدالة مثل كل العالم بل ومستعد لأن يموت من أجل تحقيقها. هذه اللغة الجديدة والغريبة على عقل الوحش المتحجر أصبحت بالنسبة له لغزا عويصا ، فيما أصبحت بالنسبة للولايات المتحدة وأوربا حرجا أخلاقيا بالغ الحساسية إنها صناعة ثقيلة للتاريخ ينتجها الشباب السوري لكسر ذلك الاستثناء الذي جعلته الأنظمة الغربية نصابا مفروضا على هذه المنطقة . وبما أن حيازة الدكتاتور للسلطة في نظره جزء من هبات الطبيعة فإن ما يقتلع ذلك الإحساس من نفس الدكتاتور لابد أن يكون زلزالا اجتماعيا يشبه زلال الطبيعة
بشار الأسد مُثخن بالكذبِ والافتراء, زاحفاً على اشلاء نظام فان, وفوق قرارات مُدمرة مُفسدة, يأتى مُنكسر السيف مُغبر الجبين متناقض اللِسان, مُتشدقاً يُدافع كجُندى اعمى القلب, قعيد الهمة حارساً لمن يمنحه مُنحة الحراسة, بنهاية كل شهر ليرهب الخصوم بجعجعة جوفاء, يفرضها على الجميع بشكل بيان, متخيلاً معارك وهمية لا وجود لها الا بخياله الجامح المجنون, ليوصم بالخبل والجهل فى الوقت السابق والان.
الخائن لامانة الوطن, لا الليل يخفى عورته ولا التاريخ ولا ذاكرة شعب بأكمله قادرة على النسيان ولا مُسامحته لما ارتكبه فى حق الشباب الذى وصّم بالجهلِ والتجهيلِ كوصمة عار على جبين هذا النزق الذى لا يندى لشر, لانه مُهان.
هل ياترى يرى ويسمع ما يقال له من حوله ؟ ام ان الجهل قد فقأ عينيه واللتهم شحمة ا ُذنيه توِجّ بالوراثة وظيفة سامية فشرف نفسه بها كتاج وضعه على رأسه الاحمق او كطاووس يختال فى سراديب جهله وبأرض اوهامه والى الابد ناسياً ان الوظيفة تكليف وليس تشريف لاى إنسان ضرب على عقول شبابنا الجهل كسياج طوق عقولهم, ليصيرهو الدكتورالمُتعلمُ بالاضافة الى الامير والمليك ورئيس اللجان مُزبِدا بأنه الوطنى (النادر الوجود) الذى له للسماء يشق العنان. ناسياً ان التاريخ كفيل بحفظ مواقف الرجال واشباه الرجال وهو نفسه الكفيل بحفظ المواقف الوطنية والخيانه بكل الاوقات والازمان
ما يتمتع به البهيم من خواص قوامها الجهل وقلة الادب والكذب والِنفاق والتلاعُب بالالفاظِ وضعت له مكاناً خاصاً فى قلب كل فرد من افراد المُجتمع السوري لتصب عليه لعنة شعب بأكمله, نتيجه لقرارات هذا الجاهل المتخبطة التى تنم عن جهل وغباء صاحبها من جهة وعن وطنية وثورية يدعيها لا يكسب منهما مثقال ذرة من جهة اخرى وطنية يتخذها ذريعة لتغطيه جرائمه المتعددة الاحجام والاشكال.
كل مايفعله إنما ينِمُ عن خطوة هامة وتاريخية تُجسد مبادىء الكراهية والحقد الاسود التى يحملها هذا الغبى تجاه ابناء سورية الشرفاء درس تعلمناه من معلم النظام الفاشل بسهولة ويسر.
(البهيم) هوالنظام وممثله وما طغيان وإضمحلال عقله واخلاقه المعدومة اصلاً, وإنفعاله وإنفعالاته غير المُبررةِ وكراهيته للشعب السوري التى لا يستطيع ان يخفيها الا نتاج ثقافة وسياسة وفكر ولما يحمله من مبادىء وثوابت سادت ولا زالت تسود وستسود مادام النظام باق الجاهل دائما يخط لنفسه خطا يؤمن به ويرتضيه لنفسه الامر الذى يميزه عمن سواه وليضع بصمته التى استحقها بجدارة نتيجه حضوره الغير العادى الناتج عن جهله وعدم وعيه بقيمة الاشياء وبحق الناس الاخرين الذين يختلفون عنه ولا يرتضوه جهل (البهيم) وإختلافه هو سر إستقلاليته وسر تفرده وتميزه وفشله وبالتالى سِر عدم إحترام الناس له
(البهيم) لديه عقدة الخوف من الاختلاف مع الاخرين وهو امر يدل على عدم ثقته من قيمّه وفكره لان شرعيته لهذه القيم والفكر شرعية مهزوزه امام الخيارات الصالحة المطروحة امامه وامام الهشاشة التى يحملها فكره, خصوصاً مع التحولات السريعة التى نراها مع انفتاح المُجتمع نتيجة التقنيه وإنتشار المعلومة, التى اخرجت (المجتمع) من البوتقه والسجن الذى كان سجينا به, والتى جعلت منه رهينة الارهاب الفكرى والنفسى الذى لازلنا نعانى ويلاته الى يومنا هذا.
(البهيم) لا يعرف ان الاختلاف نعمة وليس نقمة كونه سِنه كونية, الا اننا عايشنا كيف ان الاختلاف بعرفه اصبح نقمة, تريد ان تختلف, اختلف ولكن بمزاجه وبطريقته التى ارتأها والا فأن أي رأى مُخالف لفكره محرم لانه خارج عن السياق العام الذى رسمه النظام لنا ولان المُختلف قد خرج صراحة وعلناً عن القيم المُبرمجة والمرسومة, وتريد ان تنتقد, انتقد ولكن اترك حقدك بخزانة بيتك غير موضحاً ما هو الحد الفاصل و المعيار بين النقد بالحقد وبين النقد دونه, او من يقرر ان نقدى فيه حقد والا صافى, ابيض كاللبن او اسود كوجهه ليصبح الامر غير قانونى وغير شرعى ومن ثم تظهر الدعوة الى التحريم والتكفير والنطق بالالفاظ التى رأيناها وسمعناها فى الوقت الذى يعتبر ما ينطق به (البهيم) فى حد ذاته خروجاً صريحاً عن قيمنا وديننا وشرعنا بل خروجاً عن المعقول
تسألت بينى وبين نفسى كم من ارواح ا ُزهقت نتيجه سبه ؟؟؟ الا يعلم ان الشعب كله يسبه ؟ هل هذا يعنى انه سيسحقنا جميعاً لكى لا يجد شعباً غيرنا يحكُمه ؟ سأترك الإجابة لكم
جالس امام الكاميرات والحضور يطل علينا بقامته التى خط الزمن على عارضيها قسمات الاجرام والتسلط والكذب والرياء, وانت تقف مذهولاً لا تملك إلا أن تتصبب عرقاً من الخجل والاسى وشعوراً بالقهرِ ِ بين الاضلعِ لا تعرف له طريقاً للانحسار, وكأنك محاصر بين السيف والجدار, تفغر فاهكً غير قادر على الكلام او حتى البُكاء لانك على وشك الانهيار
قراءة وتأملات غثيان هذا الرجل وتقيأته نرى العجب العُجاب, مِن خواء سياسى وحروف متقطعة غير مفهومة وتقلب اهواء باللحظة الواحدة وسوء مقاصد لا يعلمها الا الله, لاننسى زيف شعاراته صعوداً وهبوطاً كسوق الاوراق المالية… التى ليس لها من قرار… الاستماع الى هذا (الرزيل) يجعلك تصطدم بصخور الواقع المٌر, حيث لا ينبغى ان يكون هناك خلاف بخصوص مبدأ عظيم سام يطلق عليه اسم حرية التعبير, ليجعله مِنّه من النظام
فى محاولة لأستفزاز المُعارضين له يسقط إسفافة الى درجة ضحلة حين يتوهم بأن المُعارضين سينازلونة بالشوارع وكأن لسان حاله يخيل له ان يوجهً قبضته الى وجه خصومه بحلِبة المُلاكمة ليعد عدد اللكمات التى يستطيع توجيهها, واحده, اثنين, ثلاثه… وهكذا فى حال كانت إجابتك بنعم. هل يعتقد ان المقاومين سيسلمونه وجوههم هكذا ببساطة ؟ لم اكن اعرف انه ساذج الى هذه الدرجة صِفة ا ُخرى تُضاف الى غبائِه
اطلق مصطلحات التخوين الى درجة تشعرك بالقرف لا لشىء إلا لتشويه المقاومين له والقدح فى وطنيتهم وانتماءهم لتدمر هذه التسمية ا ُناس شُرفاء كان من المُمكن ان يستفيد مِنهم الوطن. لماذا الاستعجال بأطلاق نيران تلك المدافع على من يشم فيهم رائحة ولو قليلة من إختلاف. لا لشىء الا لانه جزءاً من برنامج تكتيكى يهدف الى رُعب وقتل غيرهم والقضاء على الاقلام الحٌرة وإخضاعها لِفكر الثوره الردىء
اثبت انه لا يُجاريه احد فى البجاحة وبرودة الوجه الذى لا توجد به قطرة حياء ولا حياة, لتوقِفه من التقول بكلام ليس له من قائمة, لانه مُتناقض كذاب. يتنصل من إتهامات التعذيب والتنكيل ومن دوره فى المجازر ناكراً ضلوعه بأى إختراق قانونى مس حُرية وسلامة اى كان يتصاعد حنينه الى الدم كما تتصاعد كل قطرة بخار الى البحر الذى تبخرت منه, حين نستشف من حديثه ان القتل والتصفية وشرب الدم كلها تشى بمدى عمق ازمة مرض هذا المريض ومدى إجرامه ومدى إستخفافه بحياه البشر. القتل والتصفية هن الحل الامثل للتخلص من الاعداء وللمخالفين له كنوع من تجسيد الفكر السياسى الذى يعتمل عقله امام العدد المهول مع من يخالفه حين يعجز رفضه امام رفضنا, فلا يستطيع ان يواجه فكرنا, بشكل اكثر تحضراً ورقياً وشرعيةً. بدل من ذلك يصب غضبه وحنقه على المعارضين الذين لا يوافقونه, فى شخصهم بدل افكارهم التى لا يستسيغها, فيقوم بتسييج افكاره بسياج كهربائى يمنع لمسه, والا سيتم إطلاق النار على من يفكر بالأقتراب منها. كيف له ان يعرف ان ما يُعطى حق الأختلاف معه وعدم قبول ما يطرحه إنما هو حق المواطنة الذى عليه يقوم حق العدالة والمساواة والتكافل والحرية وحق الأختلاف وحق الحياة الكريمة. المواطنه ببساطه وكما تعلمنا هى حق شرعى لكل افراد الوطن بغض النظرعن إنتماءاتهم القبلية او الفكريه او الإجتماعية.
حق الإختلاف هو من اهم حقوق المواطنة. إذا اقر بحريتنا عليه ان يقر بحق الاختلاف والا اصبح مفهوم الحقوق مشوشاً لديه لان الايمان بحق الاختلاف يترتب عليه الايمان بالحرية المطلقة للاخرين تجاه ما يختارونه. الامر الذى يستصعب على البهيم قبوله او التعامل معه وفق قيم المواطنه, والسبب بالطبع ان لا مواطنة الا لسواه ولمن يتبع ولمن تبعه من التُبع
إرثه الثقافى وثقافته (النرجسية) جعلت منه صنماً صخرياً كمشلول يتكىء على عكاز مصنوع من الصخر, يصعب تحريكه حين الحاجه اليه. نستطيع ان نلمس جمود ثقافته من خطاباته ومقابلاته التي جاد بها علينا الغير مقنعة والتى صعبت علينا الإنعتاق من سلطته المعرفية المُقززة كونها تقوم على افكار وتصورات ومُعتقدات لو اعاد النظر فيها لرأى كم هى صخرية جوفاء وغير مجدية
فأذا كان هذا الفكر الفكر الصواب الذى لا يشق له غبار لماذ تخلفنا وتقهقرنا ؟ وما الذى اوصل سورية الغنية الى ان تصبح افقر بلدان الله
فِكرهُ المريض يقوده الى الايمان بتفرده ونُدرته, حيث لا يوجد من يضاهيه, فهو (بتاع كله) ليتشرف وينتدب بالعمل فى كل شىء قراءة فكره توصلنا الى الاسس التى ارتكزت عليها اسرار تحول افكاره واخلاقه والتى اصبحت واقع مؤلم او مُجرب لنا كفئران مختبرات, ليتجمد ويتصخر دون وجود منهج او مناهج او اسس علمية يتجاوز بها العقبات والمصاعب او تجاربه فى حال فشلها, وليوضع مستقبل الوطن بين يديه.. التغيير السلطوى الذى حققه هو التغيير الذى ادى الى مصائبنا التى نعانى منهاالمُتفرد النادر لم يتطرق اليه الشك بأن عليه ان يُعيد حساباته بعد ان جدف ببحر عاصف مُكسراً مجاديف شعب بأكمله مستعملاً عظامهم للتجديف ليواصل هو المسير عكس الريح تجاه مشاريعه مع إلزامنا بشراء وبتسويق إنتاجه الخرب الذى جناه رغم عدم قناعتنا.
لايظهر من جحره الا لتبرير جرائمه بطريقة سمجة وحقيرة بالظهور بهذا الشكل ليتصدى للاتهامات ليكون الخصم والحكم ولترفع الجسلة بعدها بأعلانه حكم البرأة لنفسه لتطوى القضية وكأن الامر ما كان… لعنة الله عليك
إن الشعب السوري الذى يضرب بالسوط والعصا وتكهرب أجسامه وتلقى فى زنازين قذرة قبيحة ضيقة مهينة ليس بها دورة مياه آدمية ولا مكان للنوم ولا غطاء ولا طعام يليق إلا بالكلاب ولا معاملة يرضاها كلب لنفسه هذا الشعب زرع فى قلبه وقلوب أبنائه غلأ وحقدأ يوشك أن ينفجر ليحرق العالم بأسره , هذه الشعب لن يسكت إلى الأبد على الكبت والقهر والذل والفقر والحرمان والإهانات المتكررة فى الليل قبل النهار
إن الشعب الذى قتل منه مئات الالاف فى السجون قد أستيقض من سباته العميق ولن يرضى لحاكم أى حاكم إلا أن يكون خادمأ له لا إلهأ معبودأ , لقد انتهى عهد تأليه الحكام بلا رجعة ولن يعود الناس للوراء حتى لو فقدوا فى سبيل ذلك المال والولد والجاه , لقد تنفسوا عبير الحرية وعطر الديموقراطية الذى يفوح حولهم فى كل أرجاء الكرة الأرضية , وداعأ لعصر عبادة الحاكم ووداعأ لعصور الخوف
وداعأ للحاكم الدجال المتأله الذى جثم على صدرنا ضارب بنا وباحلامنا وأمالنا عرض الحائط غير عابئى إلا بأطماعه البشعة و أحلامه الممقوتة , ومرحبأ برجال يجلسون على عرش الحكم ولكن تحت أقدام الشعب ينفذون القانون الذى يرفع من شأن الوطن و المواطن بين الأمم ويعلو به ليصبح فى مصاف العالم الأول كفانأ ذلأ وإحباطأ بشعورنا أننا دوله من دول العالم الثالث كفى تحقيقأ للأطماع الشخصية وتحقيرأ للآمال الوطنية كفى كبتأ للآراء وقتلأ للأحلام وحرقأ للأفكار ومصادرة للفكر الحر والإبداع
لقد آن الأوان للشعب السوري المقهور عبر عشرات السنين أن يتحرر و يشم نسيم الحرية وعبق الديموقراطية والعدالة الإجتماعية , آن لهذا الشعب الذى صبر على الإستبداد عشرات السنين أن ينهض من غفلته و يستيقض من غفوته بعد أن عافه الزمان و صار مسخ بين الشعوب التى تلذذت بالحرية والكرامة والسعادة
الخاتمة
إن العدل قيمة أخلاقية و الحرية صبغة أصيلة في دماء البشر. فأي محاولة للتدجين و التسييس تكون اشبه بعمليه تشويه في بنية الإنسان السوي. من أراد الخير لشعبه لا يحتاج لسنين عدة كي يثبت نقاء نيته, و من جاء من أجل الحرية لا يستخدم عصا الرذيلة ضد شعبه و لا يلوي رقابهم بالقمع و السياط و حتى البارود. إن جمال الإنسان و جمال العيش لا يقترن مع الضرب و التنكيل. فالبادئ أظلم, و من ظلم الشعوب فلا بد أن يتجرع سم الخيانة فيرتد صاغراً. ما كتب الشعراء و ما صدح الأحرار إلا لأن الحرية أجمل مكتسب إنساني. إن قيمة الثورة تكمن في الانتفاض من اجل عطل اخلاقي ثورة من العقل ضد العقل المظلم, ثورة من الروح ضد الروح الكسيحة, ثورة من النفس ضد النفس الغدارة. الثورة تعني التغيير و التغيير ما هو إلا مرحلة جديدة مفصلية في حياة الشعوب لتضاء بها الدروب. فان الثورة ضد النفس الظالمة هي دعوة جذرية عادلة للتغيير , التغيير الذي يبدأ من الأفراد واحدا تلو الآخر. فان خبا لهيب الشعب ماتت الكرامة و حل مكانها الخزي و العار
انه من اللائق للسوريين ان يدرسوا خياراتهم السياسية, لانه لا يُمكن التعويل ولا الوثوق بهذه النوعية من البشر
على السوريين ان يراقبوا بأهتمام حوار هذا المعتوه ونتائجه المتوقعه وان يحذروا من تصرفاته النزقة والغير مسئولة والتى اصبحت مع الاسف امراً مشاعاً لمن هو على شاكلته, والتى يتحمل تبعتها النظام, إستناداً الى مسئولية التابع والمتبوع القانونية
لايمكن للشعب ان ينسى ما قامت به هذه العصابة من تجاوزات قانونية والتى سمحت من خلال إختراقها لشحاذين عبروا الحدود ليكتسبوا جنسية بلادنا , لينقلبوا على شعبنا بخناجرهم المسمومة وليصبحوا هم المُترفين الحاكمين. هؤلاء المُجرمين تسببوا فى دمار سوريا وتحويلها الى جزيرة نائية ملوثة بجميع الامراض وادران العالم قاطبة بعيداً عن السياق العالمى والإنسانى وعن أي قيمة أخلاقية.
(شجرة الحرية تسقى بدماء الطاغية) روبسبير
د.محمد حاج بكري