مضت الموجة الأولى من وباء كورونا بأقل الخسائر في محافظة الرقة، رغم تردي الأوضاع الصحية بشكل عام، ذلك يعود إلى أن الوباء لم يحط رحاله في سورية عموما.
لكن الموجة الثانية اجتاحت الدفاعات الذاتية للناس وأصبحت الكورونا واقعا مرعبا لحجم الخسائر التي ألحقها رغم التعتيم على الحقائق وعدم وجود إحصائيات حقيقية وهي عادة درج عليها النظام السوري لافتقاره لمبدأ الشفافية حتى في موضوع خطير كهذا حيث تعالج كل الأمور من الزاوية السياسية.
والشيء نفسه لدى سلطة الأمر الواقع في الرقة، فمن غير المعلوم ما هي المكاسب السياسية التي يجنونها من حالة الإنكار وكيف لم تؤخذ التدابير الاحترازية دون تفشّي المرض بل أقيمت مهرجانات تسوّق تستدعي اكتظاظ الناس عدا عن همروجات المسيرات والمهرجانات الخطابية.
هذا الإهمال قد يكون مقصودا لدى جميع المتسلطين على المقادير من أجل إشغال المجتمع بالفزع العام في ظل تردي الأحوال الاقتصادية والهبوط المريع للّيرة السورية أمام الدولار، لكن كورونا يستحيل إخفاءها وهي لا تقبل الرشاوى لتستر حقيقتها المرعبة، لذلك ندعو الأخوة في الرقة وعموم سورية اتخاذ التدابير الفردية في الوقاية وتجنّب العادات التي تستدعي الاكتظاظ والتجمهر في الأعراس والمآتم والمآدب وشرب القهوة المرّة من فنجان واحد ووضع التباعد الاجتماعي بعين الاعتبار واستخدام الكمامات في حالات التسوّق وعزل المصابين أو الانعزال عنهم، ونسأل العلي القدير أن يجنبنا ويجنب أهلنا من سوء المصير.
الرقة : ٢٠ / ١١ / ٢٠٢٠