فريد ماهوتشي*
– 15 أيلول 2022 ( THE LEVANT) -يمکن التصور بأن إبراهيم رئيسي وعندما أعلن عن تقديمه للحصول على تأشيرة من أجل المشارکة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم، فإنه کان بذلك يسعى لتحدي الأوساط السياسية والحقوقية الدولية والإعلامية التي قالت بعد إحجامه للمشارکة في العديد من المناسبات الدولية، بأن ذلك يأتي خوفاً من اعتقاله ومحاکمته لکونه عضواً في لجنة الموت التي نفذت مجزرة 1988 الخاصة بإبادة أکثر من 30 ألف سجين سياسي.السعي لاستغلال المزايا التي تمنحه منصبه وکذلك الظروف والأوضاع المرتبطة بالمفاوضات النووية، يمکن القول إنها شجعت وحفزت رئيسي لاتخاذ هکذا قرار، ولکن مشکلة رئيسي أنه نسى أو يتناسى بأن الضجة المثارة ضده ليست أساساً من تلك الأوساط التي أشرنا إليها آنفاً، وإنما هي من جانب رفاق الضحايا من أعضاء منظمة مجاهدي خلق التي شکل أکثر من 90% من الذين قضوا نحبهم في مجزرة 1988.
محاکمة حميد نوري، نائب المدعي العام في سجن جوهر دشت عام 1988، أمام محکمة سويدية والحکم عليه بأقسى حکم في القضاء السويدي، لکونه من المشارکين في مجزرة السجناء السياسيين، کانت رسالة مهمة بعثت بها منظمة مجاهدي خلق للنظام من أنهم لن يفلتوا من العقاب، وإن غداً لناظره قريب، خصوصاً وأن مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية قد قادت حملة المقاضاة من أجل محاکمة کل الذين اشترکوا في تلك المجزرة، ومن ضمنهم رئيسي، وهذا يعني أن المنظمة کانت وما زالت وراء تهيئة الأجواء لمطاردة واعتقال المشارکين في تلك المجزرة.
إعلان محکمة أمريکية في نيويورك عن رفع دعوى ضد إبراهيم رئيسي بتهمة مشارکته في مجزرة عام 1988، والتي جاءت مباشرة بعد تقديمه لطلب الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة، قد جاءت کرد قوي ضده وجعلته في موقف ووضع صعب ذلك أن إثارة دوره في تلك المجزرة، وخصوصاً وأنه کان عضواً في لجنة الموت الرباعية ومن المٶمل جداً إثارة معلومات مأساوية جديدة قد تلفت أنظار العالم کله إلى هذا الرجل على افتراض أن يسمح له بالمشارکة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بل حتى إن ذلك من شأنه أن يحرج الأمم المتحدة عندما يتساءل العالم کيف يمکن السماح لهکذا رجل دموي بالمشارکة في هکذا اجتماع مهم والتحدث من على منبر الأمم المتحدة.
منظمة الأمم المتحدة التي قامت بتوجيه 69 قرار إدانة ضد النظام الإيراني بسبب انتهاکات حقوق الإنسان، فإن الذي يجب الإشارة إليه والتوقف عنده هو أن رئيسي کان وما زال واحداً من أکثر مسٶولي النظام إصراراً على التمسك بارتکاب انتهاکات حقوق الإنسان، والمهم أن رئيسي سيکون أمام تحدّ ليس من السهل عليه مواجهته.
*عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.