نداء بوست
منذ بَدْء ما يسمى بالحوار الكردي الكردي بدعم أمريكي أو قُبيل بَدْئه بقليل بين أحزاب الإدارة الذاتية التابعة والمقربة من حزب العمال الكردستاني بقيادة الاتحاد الديمقراطي pyd وبين المجلس الوطني الكردي في سورية الذي يُعَدّ جزءاً أساسياً من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة وهيئة المفاوضات واللجنة الدستورية ورغم عدم حدوث أية تغيرات مهمة في سياسة الإدارة الذاتية وخاصة بمجال العلاقة مع الآخر المختلف والذي طالما اعتُبر بالنسبة للعمال الكردستاني وكافة أذرعه السياسية والعسكرية تاريخياً إما مشروعاً للأخذ تحت الإبط أو مشروعاً للإنهاء بالقوة وكنوع من الفعل التبريري والتسويقي لهذا الحوار الذي لم تنضج ظروفه ولم يتم تهيئة البيئة المناسبة له سواء فيما يخص التفرد بالسلطة أو فكّ الارتباط مع العمال الكردستاني أو العلاقة مع نظام العصابة الأسدية وبالتالي العلاقة مع قُوَى الثورة والمعارضة،
ناهيكم عن موضوع إطلاق سراح المعتقلين وقضية تجنيد القُصّر والتجنيد الإجباري وقضية التعليم، حيث جرى –ويجري- الحديث عن وجود تيارات داخل قسد ومسد و(ب ي د) والإيحاء بأن هناك تياراً وطنياً سوريّاً داخل هذه المجموعات رغم أن كل المعطيات ما زالت تشير بأن علاقة التبعية للعمال الكردستاني ما زالت قائمة وقوية. تماشياً مع هذه الرؤيا وعلى فرض وجود مثل هذه (التيارات) دعونا نحاول تِبْيان حقيقتها.
فالعمال الكردستاني كحركة راديكالية وبكافة أذرعها العسكرية والسياسية مثلها مثل باقي الحركات الراديكالية تتأثر بالتغيرات والتحولات والانعطافات الكبرى، وبالتالي يمكننا هنا الحديث عن وجهتَيْ نظر أو حتى ثلاثة لا ترتقي إلى كونها تياراتٍ نظراً لبنية هذه الجماعة وآلية قيادتها الصارمة جداً والأيديولوجيا المتخشِّبة التي تعتمدها؛
وبالتالي يمكننا الحديث عن جهة هي مع إحداث تغييرات بدوافع براغماتية وإرضاء للمجتمع الدولي ومن أجل التسلل إلى هيئة المفاوضات واللجنة الدستورية. وجهة ضد إحداث تغييرات تمسّ المبادئ المقدسة للجماعة تتمثل بكوادر قنديل وما يسمى بجوانن شورسكر.وربما هناك جهة ثالثة هي مع تغييرات شكلية لا تمسّ المبادئ وآليات الحكم تحاول الكسب الشكلي لبعض القوى من أجل شَرْعَنة التجربة محلياً كمفتاح لشرعنتها دولياً،
ولكن بالمحصلة التي تهمنا هنا هو أن جميع هذه الجهات لا تدعو علناً إلى فكّ الارتباط مع حزب العمال الكردستاني المصنف على لوائح الإرهاب، وما زال موقفها من الثورة السورية ونظام العصابة الأسدية ملتبساً، والأهم من هذا وذاك أن معاملة جميع هذه الجهات لم تتغير مع السوريين،
وما زالت تمارس بحقهم نفس السياسات والممارسات التي تعتمد على القمع والاستبداد وانتهاك الحقوق والحريات وخلق التوتر بين أطياف الشعب السوري بعيداً عن الديمقراطية المتخذة كشعار، وأخيراً فهي لم تلبِّ أي طلب من طلبات المجلس الوطني الكردي شريكها في هذا الحوار رغم الإعلان عن الاتفاق على رُؤْيا سياسية موحَّدة من قِبل الطرفين، فعن أي تيارات تتحدثون؟