• الأربعاء , 27 نوفمبر 2024

سجال سوري حول المفاوضات الكردية على تقاسم شرق سوريا

المدن

حمل المجلس الوطني الكردي بشدة على بيان وقعه المئات من المعارضيين السوريين، انتقدوا فيه المفاوضات الكردية-الكردية بخصوص المنطقة الشرقية من سوريا، والتي رأى فيها الموقعون أنها تشكل مصادرة لحقوق المكونات الأخرى في المنطقة.ورغم أن البيان الذي وقع عليه عدد كبير من الشخصيات المعارضة، تمثل مختلف المكونات الإثنية والطائفية والتوجهات السياسية، بالإضافة إلى عدد من المعارضين الكرد المستقلين أيضاً، إلا أن المجلس الوطني الكردي اعتبر أن “الاستباق في رفض مخرجات التفاوض قبل التوصل اليها، يدل على رفضهم بالأساس لأي تفاهم أو اتفاق كردي مهما كانت نتائجه وغاياته، الأمر الذي ينم عن النزعة الموروثة لدى البعض في معاداة الكرد ورفض الآخر بمنطق قومي استعلائي مقيت”.وأضاف المجلس أن “إصرار الذين لم يستطيعوا التخلص من عقد وأمراض الماضي، ويتمسكون بالشمولية والمركزية التي جلبت المآسي للبلاد والعباد، لن يستطيع النيل من الخط الوطني للمجلس، ولا لدور الكرد الوطني منذ بدايات تشكيل الدولة السورية والى الآن”.المعارض السوري المعروف ميشيل كيلو، وهو أحد الموقعين على البيان، استغرب في تصريح ل”المدن”، رد فعل المجلس الوطني الكردي وتوجيهه الاتهامات بالشوفينية والتعصب القومي لشخصيات ناضلت ضد البعثية ومن أجل حقوق الأكراد.وأضاف أنه “كان بإمكان المجلس الوطني أن يسجل موقفه من البيان الذي وقع عليه عدد كبير جداً من السوريين دون توتر وتوجيه اتهامات”، موضحاً أن “البيان الذي وقعنا عليه كان يريد، بشكل واضح، التذكير بأن حواراً يجري بين طرف سوري وآخر غير سوري لديه مشروع إقليمي، وبالتالي أنا أخشى من أن تكون الغلبة للمشروع الاقليمي وهو ما لن يحل القضية الكردية، وهو بالمناسبة موقف العديد من الشخصيات الوطنية الكردية التي كتبت عن هذه المفاوضات وانتقدت نقاطاً جوهرية فيها”.وكان البيان الذي تجاوز عدد الموقعين عليه 750 شخصية معارضة، انتقد الحوار بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديموقراطي، الذي من المقرر أن تنطلق جولته الثانية خلال أيام، ويتعلق بمستقبل المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية (قسد) شمال شرق سوريا.وقال البيان إن “المعلومات المسربة” عن التفاهمات ما بين المجلس الوطني الكردي وميليشيات حزب الاتحاد الديموقراطي “تشير إلى توافق ما بين الطرفين على إبقاء الإدارة الذاتية كحالة أمر واقع، من أجل تطويرها إلى فيدرالية أو حكم ذاتي يهدد وحدة سوريا”.ونظراً لتعرض هذه التفاهمات لقضايا مصيرية، تمسّ بشكل عام مصالح الشعب السوري، وتهدد وجود باقي مكونات المنطقة، ونظراً لتجاهلها دور الغالبية من العرب والسريان والأشوريين والتركمان والأرمن والشركس وباقي الأكراد؛ وبالنظر إلى الموقف من التحالف التاريخي للاتحاد الديموقراطي مع نظام الأسد وإيران، ومن ارتباطها العضوي مع حزب العمال الكردستاني، ومن سلوكها الممنهج في ارتكاب جرائم حرب، ومن حالة الفساد والاضطهاد التي عمّت المنطقة خلال السنوات الماضية، فإننا نستنكر هذه التفاهمات ونرفض مخرجاتها، بحسب ما جاء في البيان.واعتبر الصحافي والكاتب المعارض ابراهيم الجبين، وهو من مصدري البيان، أن “ما يجري بين الطرفين الكرديين ليس مجرد حوار سياسي وتفاهم إيديولوجي. المفاوضات تدور حول كيفية تقاسم حكم المنطقة الشرقية التي تحتلها قوات حزب العمال الكردستاني ومرفقاتها”. وأضاف في حديث ل”المدن”، أن “هذه التفاهمات على المحاصصة وعلى رسم مستقبل ثلاث محافظات سورية (الرقة ودير الزور وقبلهما الحسكة) تجري وسط تغييب تام لأهلها وسكانها من العرب، وهم الغالبية، بالإضافة إلى السريان والتركمان وغيرهم، وهذا غير مقبول، وكان من الطبيعي أن يصدر موقف رافض لمخرجات تلك الحوارات”.وأضاف “نحن نثق بالمجلس الوطني الكردي ولكن لا نثق بعملية تفاوض تدعو إليها ميليشيات حزب العمال الكردستاني، حتى لو أشرفت عليها الولايات المتحدة وأطراف أوروبية، والبيان يستند إلى حقائق صرح بها ممثلون عن المجلس وبشروا فيها بالانتقال في المرحلة الثانية من المفاوضات إلى الملفات الأساسية، وبالتالي لا يمكن القول إنها حوارات سياسية كردية كردية وحسب”. وأكد أن “الملايين من عرب المنطقة الشرقية لن يقبلوا أن يُحكموا من قبل أطراف منفردة تتفق في ما بينها بمعزل عنهم”.وكان المجلس الوطني الكردي، المقرب من أنقرة وحكومة اقليم كردستان العراق، وأحد تشكيلات الإئتلاف الوطني المعارض، قد دخل مطلع نيسان/أبريل الماضي، بمفاوضات مع حزب الاتحاد الديموقراطي الذي يهيمن على الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديموقراطية المسيطرة على مساحات واسعة شمال شرق سوريا، برعاية أميركية فرنسية.وأثارت السرية التي أحاط بها الجانبان المرحلة الأولى من المفاوضات حفيظة المعارضة السورية بشكل عام، وممثلي المنطقة بشكل خاص، بينما يقول المجلس الوطني الكردي إن الهدف من الحوار هو التوصل الى اتفاق ينهي الخلافات الكردية-الكردية.

مقالات ذات صلة

USA