• الإثنين , 25 نوفمبر 2024

سم أسود يزحف ببطء”.. تقرير لـ “إندبندنت”: الموت يهدد سكان القرى شمال شرق سوريا

شبكة الشام

سلط تقرير لصحيفة “إندبندنت” الضوء على واقع تعيشه قرية “خراب أبو غالب”، الواقعة في محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، وكيف باتت “بؤرة خطيرة لسم خطير يزحف ببطء” تجاه الأهالي والأرض الزراعية الخصبة التي تشتهر بها بعد سنوات الحرب.وتحدث تقرير الصحيفة عن مجرى مائي تحول إلى نهر أسود يشق الأراضي الزراعية حاملا كميات من النفط المتسرب، والذي يشكل خطرا على صحة السكان، لافتة لوجود منشأة نفط قريبة من المكان تسببت في هذا الدمار الذي حل بالطبيعة،

وسبب التسريب النفطي وعمليات الحرق في المنشاة، ارتفاع عدد الوفيات بينهم، بسبب السموم التي تخترق أجواء المنطقة.ورصدت مراسلة الصحيفة “مرور جنازتين” قرب مجرى التسرب النفطي، تذكر بمصير السكان الذين يحيط بهم الخطر، فيما لا أفق لحل هذه المشكلة البيئة التي تفتك بالحياة هناك، وقالت المراسلة، إنه قبل أربعة أيام من وصولها إلى المكان، توفي رجل مسن وامرأة في منتصف العمر بسبب صعوبات في التنفس ومشاكل في الصدر وفشل كلوي.وتهاجم رائحة النفط الكريهة السكان في منازهم، حيث تحرمهم من تنفس الهواء النقي وتقلق نومهم، لقربها من حقول الرميلان، التي تعاني من تسريبات خطيرة، حيث غمرت سيول النفط الخام الحقول والقرى عام 2020،

وتبعد القربة حوالي 10 أميال عن منشأة نفط كر زيرو، وهي منشأة تخزين النفط الرئيسية في شمال شرقي سوريا الواقعة ضمن الأراضي التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية الكردية.وأدى تدمير مصافي النفط الرسمية وخط الأنابيب إلى المصفاة الرئيسية في حمص إلى ظهور الآلاف من المصافي المؤقتة، كل منها يقذف النفايات في الأرض،

بما في ذلك المعادن الثقيلة المعروفة بأنها مسببات للسرطان مثل الزئبق والرصاص والزرنيخ، وفقا لصحيفة إندبندنت.كما يتم حرق الغازات، بما في ذلك ثاني أكسيد الكبريت وأكسيد النيتروجين، والمنتجات الثانوية لإنتاج النفط وتكريره، أو إطلاقها في الغلاف الجوي، ومما يفاقم المشكلة أن سوريا مرت بحالة غير مسبوقة من الجفاف في الآونة الأخيرة، مما أدى إلى نقص حاد في المياه، خاصة أن خبراء حذروا من أن التسرب النفطي يهدد المياه الجوفية، والتي في حال اختلطت بالمواد النفطية،

لن يتمكن السكان من الاستفادة منها.ويقول، ويم زويجننبرغ، من منظمة السلام الهولندية “باكس”، الذي أعد تقريرا يحذر فيه من التأثير التراكمي من التلوث النفطي في شمالي شرقي سوريا، إن “التلوث النفطي القادم من منشأة صهاريج تخزين النفط القريبة من كر زيرو، كان تهديدا غير مألوف بالنسبة للسكان المحليين”.

وأضاف أن “إهمال البنية التحتية والحصار تسببا بتلوث بيئي قاس. فحتى بعد تهدئة القتال، فإن سكان المنطقة المدنيون لا يزالون يواجهون نوعا آخر من الخطر يتسم بسميته وزحفه البطيء”، وسألت “الإندبندنت” الإدارة الذاتية الكردية عن المشكلة، حيث أقر المسؤولون بوجودها، لكنهم رفضوا التعليق على الطرق التي يتعاملون من خلالها مع هذا الخطر القاتل.

ويقول خبراء في صناعة النفط للصحيفة إن السلطات والأشخاص الذين يديرون منشآت النفط في تلك المناطق، يفتقرون إلى التمويل والموارد والدعم لمواجهة مثل هذه المشكلة المعقدة، وأنهم بحاجة إلى مساعدة دولية.

مقالات ذات صلة

USA