يبدو ان نوستالجيا الحنين للنظام السوري ولكرباج ابو ثائر وابو الليل لدى البعض من الكرد السوريين قد أخذ يتصاعد خاصة لدى القابعين خلف حدود المحيطات والبحار أو لدى بعض الأحزاب الكردية التي لم تفطم بعد من ثدي مازوشية البعث رغم كل هذا الدم المراق ..ووصلت هذه النوستالوجيا لحدود تجاوزت حد الحياء.
الاهم من كل هذا كان المطلوب منا خلال السنوات الماضية تصديق كذبة أنهم طردوا النظام من مناطقهم .. وأننا من أنصار الخط الثالث ولاعلاقة لنا بما يجري في سوريا .. ومن ثم كان علينا تصديق ان منبج والرقة وتل رفعت وغيرها مناطق كردستانية ويتوجب الدفاع عنها .. ثم طالبونا بأخوة الشعوب وأكتشفنا شعوباً كنا غافلين عنها ..وتدحرجنا بين النظم السياسية من إدارات وفيدراليات وكانتونات .. وبالنيابة عنا فكروا واكتشفوا ان النظم القومية بالية ولم تعد تجدي نفعاً .. حتى الاعتقالات التي تجري في عفرين تحت القصف علينا التعامي عنها وتبريرها لأن من يحمينا حتى لو نكح امهاتنا فتلك لضرورات المرحلة وهم أدرى بجدوى هذا النكاح وفوائده المستقبلية خاصة وأن نتائج تلك السياسات تبينت أنها محل تقدير .. انظروا مثلاً إلى مواقف روسيا وامريكا..
واليوم بعد كل هذا التخاذل علينا تصديق أن اعداء الكرد درجات .. ويحتل النظام السوري أخر هذه الدرجات بعدما خفف من الحمى التي اصابتنا بتحاميله وبنادوله.. وكل القمع الذي مارسه تجاهنا لم يكن في الحقيقة سوى لحمايتنا من موبقات أنفسنا …. حتى أتفاقية اضنة كانت لدرئ هذا العدو الواحد الأحد المتربص بنا ؟؟
أخيراً .. من يحاول اليوم تجميل بعض الاعداء وتقبيح أخرين .. بحجة حماية عفرين وكأن الحلول أنعدمت.. هو في واقع الحال يدرك أنه يمارس النفاق السياسي ويدرك أنه أجبن من أن يرفع كلمة حق لحماية المدنيين .. وكما قالها ذات يوم ” كوسرت رسول ” حينما وصف النظام السوري والعراقي وقال عنهما بوصفه الرائع ” يشبهان فردتي حذاء هورماني ” .. لذا ما يروج له البعض من انصاف المثقفين والمعتوهين والسياسيين للهروب من استحقاقات المرحلة وقول كلمة الحق والبحث عن مخارج جادة ليس سوى تفضيل لفردة حذاء على أخرى ..
ملاحظة . الحذاء الهورماني .. حذاء يصنع من مواد محلية في منطقة هورمان بكردستان العراق وينتعل على الطرفين . اي ليس له فردة يمين وشمال.