• الإثنين , 23 ديسمبر 2024

مخاطر تمدد هيئة تحرير الشام المصنفة جهة إرهابية في قرارات مجلس الأمن الدولي على قرابة 560 كم مربع خلال الأيام الماضية

تقديم أي دعم أو تنسيق مع هيئة تحرير الشام يعرض أصحابه لخطر التصنيف على قوائم الإرهاب في مجلس الأمن

المحتوى:

أولاً: هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) تسيطر على مناطق واسعة من فصائل المعارضة المسلحة/الجيش الوطني

ثانياً: هيئة تحرير الشام ما زالت هي جبهة النصرة لأن قائدها نفسه وهي مصنفة بقرارات من مجلس الأمن كجهة إرهابية

ثالثاً: توصيات

أولاً: هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) تسيطر على مناطق واسعة من فصائل المعارضة المسلحة/الجيش الوطني:

في 11/ تشرين الأول/ 2022 قام الفيلق الثالث بالسيطرة على مقرات فرقة الحمزة الملقبة اختصاراً بـ “الحمزات” (هي إحدى الفصائل المشكلة للجيش الوطني) في مدينة الباب، وذلك على خلفية تورط فرقة الحمزة في قتل الناشط الإعلامي محمد أبو غنوم، وزوجته الحامل.

استغلت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) هذا النزاع ضمن مكونات الجيش الوطني، وشنت هجوماً عسكرياً واسعاً يهدف إلى توسيع مناطق سيطرتها على حساب مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة (المكونة بشكل أساسي من كلٍّ من الفيلق الثالث والجبهة الوطنية للتحرير والبناء، وهما فصيلان في الجيش الوطني)، ويبدو أن هيئة تحرير الشام كانت تستعد للاستحواذ على مناطق جديدة على حساب فصائل المعارضة المسلحة منذ فشل هجومها الأخير في أيلول الفائت، ويشير إلى ذلك حجم الهجمات واتساع المناطق التي قامت بالهجوم عليها.

انطلقت هيئة تحرير الشام في هجومها من عدة نقاط ضمن مناطق سيطرتها، أهمها بلدة أطمة في ريف محافظة إدلب وبلدتي الغزاوية ودير بلوط في منطقة جبل سمعان في ريف محافظة حلب الغربي، لتمتد العمليات العسكرية بين فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام إلى مناطق واسعة من ريف محافظة حلب الشمالي، وأفضت العمليات العسكرية لهيئة تحرير الشام منذ 12/ كانون الأول الجاري وحتى لحظة إعداد هذا البيان إلى سيطرتها على مساحات واسعة من ريف محافظة حلب الشمالي تقدر بقرابة 560كم مربع، تضم عشرات القرى والمناطق، أهمها مدينة عفرين وبلدة جنديرس، وقرى عين دارة وقرزيحل وبابليت ومعراتة، وحاولت السيطرة على بلدة كفرجنة في منطقة إعزاز في ريف محافظة حلب الشمالي.

أسفرت الاشتباكات بين أطراف القتال، منذ 12 وحتى 17/ تشرين الأول/ 2022 وفق ما تمكن فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان من توثيقه، عمَّا يلي:

1-مقتل 6 مدنيين، هم 4 سيدات وطفلين خلال يومي 12 و13/ تشرين الأول/ 2022.

2-تشريد قرابة 13 ألف نسمة من المناطق التي تركزت فيها العمليات العسكرية، ونشير إلى أن عمليات النزوح لم تقتصر على سكان المخيمات فقد نزح المئات من سكان القرى والبلدات قبل أن تسيطر عليها هيئة تحرير الشام.

عائلات تبيت في العراء في ريف مدينة عفرين/ حلب هرباً من مناطق الاشتباكات- ليلة 13/ تشرين الأول/ 2022

https://drive.google.com/file/d/1hQY06r5XJhnazhmDFdqgfWjb2xcVpANJ/view?usp=sharing https://drive.google.com/file/d/1hQY06r5XJhnazhmDFdqgfWjb2xcVpANJ/view?usp=sharing

3-تأثر ما لا يقل عن 12 مخيماً للنازحين بشكل مباشر بالعمليات العسكرية، من أبرزها مخيم كويت الرحمة في منطقة عفرين، ومخيم المياه في قرية برج عبدالو شرق مدينة عفرين، ومخيمي دير البلوط والمحمدية في ناحية جنديرس.

وقد اندلع حريق مساء 14/ تشرين الأول في مخيم كورتك الواقع قرب قرية مشعلة في منطقة كفرجنة بريف عفرين، ما أدى إلى احتراق 6 خيم للنازحين بشكل كامل، وتضرر قرابة 25 خيمة بشكل جزئي جراء الاشتباكات بين الطرفين.

4-تأثر قطاعي الصحة والغذاء والتعليم في عشرات المخيمات الأخرى الواقعة في المناطق التي طالتها العمليات العسكرية، والتي تعتمد في معيشتها على المساعدات الإنسانية الدورية، والتي يُقدم جزء منها بشكل يومي مثل الخبز والمياه، وذلك بسبب إغلاق الطرقات وانقطاع طرق الإمداد وعجز الفرق الإغاثية عن الوصول.

5-توقف العملية التعليمية في مناطق الاشتباكات، وأصبح الوصول إلى الخدمات الطبية والمراكز الطبية في غاية الصعوبة، كما أن بعض فرق الإسعاف التي حاولت الوصول إلى المخيمات والقرى التي وقع فيها جرحى تعرضت للاستهداف.

6-قيام أشخاص لم نتمكن من تحديد هويتهم بإطلاق سراح المحتجزين، البالغ عددهم قرابة 170 شخصاً، من سجن معراته المدني التابع للجيش الوطني السوري، الواقع قرب قرية معراته في ريف مدينة عفرين.

7-شهدت الأسواق ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية والتموينية نظراً لانقطاع معظم طرق الإمداد بسبب الاشتباكات.

ثانياً: هيئة تحرير الشام ما زالت هي جبهة النصرة لأن قائدها نفسه وهي مصنفة بقرارات من مجلس الأمن كجهة إرهابية:

مرَّت هيئة تحرير الشام بسلسلة من المراحل والتطورات حتى وصلت إلى شكلها الحالي، فنواتها التأسيسية تعود إلى جبهة النصرة التي أُعلن عنها في كانون الثاني/ 2012، وكان قائدها العام أبو محمد الجولاني، وفي نيسان/ 2013 أعلن الجولاني انفصاله عن تنظيم داعش، وبيعت جبهة النصرة إلى القاعدة.

استمرت جبهة النصرة حتى 28/ تموز/ 2016 عندما أعلن الجولاني فكَّ ارتباطها عن تنظيم القاعدة وتغيير اسمها إلى “جبهة فتح الشام”، وفي 28/ كانون الثاني/ 2017 تم الإعلان عن هيئة تحرير الشام، وقد تشكَّلت من جبهة فتح الشام، إضافةً إلى عدد من التنظيمات الإسلامية المتشددة مثل جيش المهاجرين والأنصار.

إن هيئة تحرير الشام هي جبهة النصرة، وإن تغيير الأسماء لا يفيد في تغيير الجوهر، لأن قائد جبهة النصرة كان أبو محمد الجولاني وهو نفسه قائد هيئة تحرير الشام، كما أن فكرها المتطرف لم يتغير، ولم تعلن التبرؤ منه قولاً وفعلاً، وهذا الأهم، وقد أكدنا على هذه النقطة المحورية في تقريرنا الموسع عن انتهاكات هيئة تحرير الشام، والذي وثقنا فيه أنماطاً عديدةً من انتهاكات هيئة تحرير الشام بحق الشعب السوري، وبشكل خاص في المناطق التي سيطرت عليها.

الأهم من كل ذلك، أنها مصنفة وفقاً للعديد من قرارات مجلس الأمن، ومن أبرزها: 2170، 2178، 2199، 2249، 2253، 2368، كتنظيم إرهابي، ويقترن في هذه القرارات اسم جبهة النصرة مع تنظيم داعش، وما زالت مصنفة كذلك حتى اللحظة.

https://snhr.org/arabic/?p=14719

https://snhr.org/?p=57274

https://daccess-ods.un.org/access.nsf/Get?OpenAgent&DS=S/RES/2170(2014)&Lang=A

https://daccess-ods.un.org/access.nsf/Get?OpenAgent&DS=S/RES/2170(2014)&Lang=E

https://daccess-ods.un.org/access.nsf/Get?OpenAgent&DS=S/RES/2178(2014)&Lang=A

https://daccess-ods.un.org/access.nsf/Get?OpenAgent&DS=S/RES/2178(2014)&Lang=E

https://daccess-ods.un.org/access.nsf/Get?OpenAgent&DS=S/RES/2199(2015)&Lang=A

https://daccess-ods.un.org/access.nsf/Get?OpenAgent&DS=S/RES/2199(2015)&Lang=E

https://daccess-ods.un.org/access.nsf/Get?OpenAgent&DS=S/RES/2249(2015)&Lang=A

https://daccess-ods.un.org/access.nsf/Get?OpenAgent&DS=S/RES/2249(2015)&Lang=E

https://daccess-ods.un.org/access.nsf/Get?OpenAgent&DS=S/RES/2253(2015)&Lang=A

https://daccess-ods.un.org/access.nsf/Get?OpenAgent&DS=S/RES/2253(2015)&Lang=E

https://daccess-ods.un.org/access.nsf/Get?OpenAgent&DS=S/RES/2368(2017)&Lang=A

https://daccess-ods.un.org/access.nsf/Get?OpenAgent&DS=S/RES/2368(2017)&Lang=E

https://daccess-ods.un.org/access.nsf/Get?OpenAgent&DS=S/RES/2199(2015)&Lang=E——–

https://daccess-ods.un.org/access.nsf/Get?OpenAgent&DS=S/RES/2249(2015)&Lang=E ——–

OpenAgent&DS=S/RES/2253(2015)&Lang=E ——–

إن أية مشاركة بأية طريقة في دعم أو تمويل أو تشجيع أو مساعدة هيئة تحرير الشام يعتبر سبباً كافياً لإدراج الأفراد والكيانات على قوائم مجلس الأمن للإرهاب، وقد حذرنا من خطورة وحساسية هذا الموضوع مراراً وتكراراً، فبعد أقل من سبعة أيام على تشكيل تجمُّع هيئة تحرير الشام دعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عبر بيان لها جميع فصائل المعارضة المسلحة المُشكِّلة لها بضرورة الانفكاك عنها، لأنَّ كلَّ من ينضم إلى جبهة النصرة أو القاعدة أو أي فصيل مُصنَّف على قوائم الإرهاب، سوف يُعتَبر داعماً له، وسوف يتمُّ استهداف الجميع على السوية ذاتها.

إن وجود هيئة تحرير الشام في أية منطقة يعتبر تهديداً بنيوياً وخطراً على أبناء هذه المناطق، كما أنه سوف يتسبب في عرقلة هائلة للعمليات الإغاثية، والهيئات المدنية في تلك المناطق، وقد تبين لنا عبر السنوات الماضية أن هيئة تحرير الشام لا تكترث لكل ذلك، فهي تطمح للسيطرة، والحكم بالحديد والنار، مهما تسبب ذلك من انتهاكات وتداعيات كارثية على سكان تلك المناطق في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.

ثالثاً: توصيات:

تدين الشبكة السورية لحقوق الإنسان كافة الانتهاكات من قبل جميع الأطراف، وتشدد على عدم تعاون أو دعم الأفراد، أو الهيئات أو الدول، أو الفصائل، لهيئة تحرير الشام لأن ذلك سوف يعرضها إلى خطر التصنيف على قوائم الإرهاب، ويجب أن يتوحد الجميع لطرد هيئة تحرير الشام من كافة الأراضي السورية لما في ذلك من تهديد جوهري لكافة أبناء الشعب السوري، ويحمل مخاطر عديدة على أبناء المناطق المسيطر عليها.

تطالب الشبكة السورية لحقوق الإنسان المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة بالحل السياسي في سوريا 2118، و2245، منعاً لتمدد خطر الإرهاب، وذلك في ظل انعدام أفق الحل السياسي في سوريا، ويتحمل مجلس الأمن مسؤولية تطبيق القرارات الصادرة عنه وإنهاء النزاع المسلح في سوريا.

مقالات ذات صلة

USA