• الإثنين , 23 ديسمبر 2024

مخصصات إزالة أنقاض الغوطة الشرقية إلى جيب المنفوش

تنصلت حكومة اﻷسد من وعودها ﻷبناء الغوطة الشرقية، في إزالة أنقاض اﻷبنية التي دمرتها آلة حرب قواتها وميليشياتها، وتركت الملف عالقاً بيد اﻷهالي الذين أنهكتهم سنوات الشتات والقهر.
عقاب جماعي
يعتقد نشطاء أنّ حكومة اﻷسد لم تتنصل من وعودها، وإنما وجهّت رسالة (عقاب جماعي) ﻷبناء الغوطة الذين خرجوا على نظامها، وكأنها تقول؛ “هذا ما جنته أيديكم”.
وأكّد نشطاء في ريف دمشق أنّ عملية إزالة اﻷنقاض في الغوطة الشرقية ألقيت على كاهل اﻷهالي، وعلى نفقتهم الخاصة.
ويعمل الأهالي مؤخراً على إزالة الأنقاض، وجمعها بعيداً عن أحيائهم، دون القدرة على ترحيلها إلى المكبات المخصصة.
من جيوبهم
وتقدر تكلفة تنظيف اﻷنقاض بحسب مصادر محلية، ما يزيد عن خمسة وسبعون ألف ليرة سورية للمتر الواحد، ما يعتبر مبلغاً كبيراً يضاف إلى قائمة النفقات التي أثقلت حياة الناس في ظل الظروف واﻷزمات المعيشية داخل مناطق نفوذ اﻷسد.
ويرى نشطاء أنّ فاتورة الدمار تم تجييرها على أبناء المنطقة، كنوعٍ آخر من إذلالهم.
وكانت خصصت محافظة ريف دمشق، التابعة للأسد، خمسة مليارات ليرة سورية نفقاتٍ ﻹزالة الأنقاض وترميم المراكز الحكومية، بحسب صحيفة الوطن، الموالية للأسد، إﻻ أنّ الوقائع على الأرض تؤكد تنصل حكومة اﻷخير من تعهداتها.
عودة المنفوش
يقول نشطاء؛ “أينما وجدت سرقة مشاريع مشبوهة فقد وجد المنفوش”، فقد عاد “محي الدين المنفوش” للظهور مجدداً بعد توقيعه عقدًا مع مؤسسة الإسكان العسكري، بهدف إزالة أنقاض بلدات “مسرابا ومديرا وبيت سوا” في الغوطة الشرقية.
والمنفوش صاحب معامل المراعي الدمشقية للألبان والأجبان، برز إسمه كتاجر حرب، ونعته اﻷهالي بـ”تاجر الدم”، فقد كان المسيطر والمتحكم بالمعابر التجارية الواصلة بين مناطق الثوار في الغوطة الشرقية ومناطق نظام الأسد، خلال الفترة الممتدة من منتصف عام 2014 حتى أيار/مايو 2018، حين سيطرة قوات الأسد على الغوطة.
يشار أنّ المنفوش لم يكتفِ بدور المسيطر على المعابر التجارية في فترة حصار الغوطة، وإنما برز كوسيط خلال الحملة العسكرية التي شنتها قوات الأسد على الغوطة الشرقية وانتهت بتهجير أهلها وسيطرة النظام عليها.
بطل العجب
إذا عرف السبب بطل العجب، هكذا تقول اﻷمثال العربية، فبعد ظهور المنفوش، ﻻبد أن أهالي الغوطة أدركوا أين ذهبت المخصصات التي حددتها محافظة ريف دمشق، التابعة للأسد، ﻹزالة اﻷنقاض، فالصفقة واضحة اﻷركان مكتملة الصورة.
وتعمل حكومة النظام السوري على تنظيف الشوارع الرئيسية من الأنقاض دون النظر إلى الأحياء الشعبية، وتكرر وعودها بإزالة جميع الأنقاض.

المصدر: بلدي نيوز

مقالات ذات صلة

USA