• الأحد , 24 نوفمبر 2024

واشنطن تفكر بخطة بديلة..هل فشلت مفاوضات فيينا؟

المدن:10/7/2021

كشفت وكالة‭ ‬‮”بلومبرغ”‬‭ ‬الأميركية‭ ‬أن‭ ‬إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بدأ‭ ت‬‬جدياً بدراسة احتمال عدم العودة إلى الاتفاق النووي وتفكر ببدائل، وذلك بعد‭ ‬ست‭ ‬جولات‭ ‬من‭ ‬المفاوضات‭ ‬في‭ ‬فيينا وغياب‭ ‬المؤشرات‭ ‬عن‭ ‬موعد‭ ‬بدء‭ ‬الجولة‭ ‬السابعة.

وقالت ‬الوكالة ‬‮إن الآمال تضاءلت ‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬السريعة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‮، لافتة إلى أن الجمود تفاقم بسبب التقدم التكنولوجي الذي حققته إيران مؤخراً، ما أثار الشكوك حول ما إذا كان الاتفاق سيكون كاياً لتقييد طموحات طهران النووية.

وأفادت‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية ‬الثلاثاء‭ ‬بأن‭ ‬إيران‭ ‬اتخذت‭ ‬خطوات‭ ‬لإنتاج‭ ‬صفائح‭ ‬وقود‭ ‬معدنية‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصب‭ ‬بنسبة‭ ‬20 في المئة ما يمثل خطوة مهمة نحو إنتاج قنبلة نووية.وفي السياق، لفتت مديرة سياسة حظر انتشار الأسلحة في جمعية “أرمز كونترول اسوسيييشن” كيلسي دافنبورت إلى أنه كلما اكتسبت إيران المزيد من المعرفة أصبح من الصعب ضمان أن يحد الاتفاق النووي من تطوير طهران للأسلحة النووية.

وقالت في حديث للوكالة: “إيران تعرض محادثات فيينا للخطر من خلال مواصلة الأنشطة النووية التي لا يمكن التراجع عنها بالكامل”.وبحسب الوكالة، يجعل فوز إبراهيم رئيسي في الإنتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران/يونيو التوصل إلى إتفاق أكثر صعوبة، ففي حين أن الاستراتيجية الرئيسية للولايات المتحدة تتمثل في إعادة الانضمام إلى الاتفاق النووي ثم التوصل إلى ما تسميه صفقة “أطول وأقوى” تعالج قضايا مثل توسيع القيود المفروضة على برنامج إيران النووي، وطرح مسألة الصواريخ الباليستية الإيرانية ودعم الفصائل المسلحة في عدد من البلدان العربية، أكد رئيسي أن تلك المسائل خارج نطاق البحث.

بدوره، قال كبير المستشارين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات التي تعارض الاتفاق النووي ريتشارد غولدبيرغ: “لقد ذهب هذا الوهم الآن، فقد سلبه رئيسي”.

وقالت “بلومبرغ” إن الهدف الرئيسي للاتفاق النووي هو تقييد البرنامج النووي الإيراني بما يكفي لدرجة أن طهران ستحتاج إلى عام كامل لبناء قنبلة إذا اختارت الخروج منه، وسألت: “إذا كانت إيران قد اكتسبت بالفعل القدرة على إنتاج قنبلة في غضون بضعة أشهر، فهل هناك أي جدوى من محاولة العودة إلى الصفقة؟”.

وأضافت أنه حتى مع إصرار القادة الإيرانيين على عدم وجود نية لديهم لبناء قنبلة، إلا أنهم طردوا العديد من المفتشين الدوليين ويقومون بتطوير أجهزة طرد مركزي يمكنها تخصيب اليورانيوم أسرع 50 مرة من السابق، ونقلت عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس قوله في تصريح الثلاثاء، إن مدة الاختراق النووي قد تقلصت إلى ربما بضعة أشهر.

وقال برايس: “ندرك أنه مع مرور الوقت سيكون للتقدم النووي الإيراني تأثير على وجهة نظر العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، إذ كانت إحدى المزايا الرئيسية لذلك الاتفاق هي إطالة وقت الاختراق النووي”، مضيفاً “لكن إذا بدأت هذه المزايا في الاختفاء فسنضطر إلى إعادة تقييم ما وصلنا إليه في عملية المحادثات”.

وأجبر التقدم النووي الإيراني الأطراف الأخرى على التفكير في بعض البدائل. ويتمثل أحد الاقتراحات، بحسب “بلومبيرغ”، في مطالبة إيران بتخزين أجهزة الطرد المركزي الأكثر تقدماً تحت ختم الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن يسمح الاتفاق باستخدامها عام 2025 بموجب أحكام انقضاء الاتفاق. كما طرح اقتراح آخر أن تقلل إيران عدد أجهزة الطرد المركزي لديها.

وأشارت الوكالة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المشككين‭ ‬في‭ ‬الصفقة،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬الجمهوريون‭ ‬وبعض‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬في‭ ‬الكونغرس، ‬جادلوا‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬بأن‭ ‬الاتفاق‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬الأحوال‭ ‬يؤخر‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭.‬

وفي الصدد، قال السيناتور من الحزب الديمقراطي بن كاردان: “لقد حدث الكثير منذ الاتفاق النووي وقد يكون حرمان إيران الآن من التكنولوجيا اللازمة لصنع قنبلة قضية خاسرة”.من جانبها، أشارت مجلة “إيكونومست” إلى أن العودة إلى الشروط الأصلية في خطة العمل الشاملة المشتركة ليست مهمة سهلة لأن الظروف تغيرت كثيراً خلال ست سنوات.

وذكرت المجلة أنه فيما تشهد إيران في 3 آب/أغسطس عملية انتقال سياسي إذ من المقرر أن يتسلم رئيسي منصبه كرئيس لإيران، إلا أن هذا لا يعني أن الصفقة مستحيلة، موضحةً أن محمود أحمدي نجاد، وهو كان رئيساً متشدداً، هو الذي بدأ المحادثات التي أدت في النهاية إلى الاتفاق النووي.

ونقلت المجلة عن الباحثة البارزة في قسم دراسات الأمن الدولي في “المعهد الملكي للخدمات المتحدة” أنيسة بصيري تبريزي أن حكومة روحاني لديها حافز ضئيل للغاية لتكريس شهرها الأخير في إتفاق دبلوماسي، لأن أي مكافآت سياسية ستكون بعيدة المنال.وقالت بصيري تبريزي إن الانتخابات المقبلة بالنسبة للبرلمان الإيراني لن تكون مستحقة قبل ثلاث سنوات، مضيفة أنه لا يوجد أي ضمان على أن الحكومة الجديدة ستنفذ بالكامل أي صفقة ترثها.

وكان من المفترض أن تنطلق الجولة السابعة من محادثات فيينا مطلع تموز/يوليو، إلا أن بعض الخلافات حول مسائل أساسية عالقة عرقلت تحديد موعد الجولة حتى الآن، فيما قالت واشنطن في آخر تصريح لها إنها تتطلع إلى المشاركة في الجولة المقبلة.

مقالات ذات صلة

USA