وائل عصام
أنطاكيا ـ «القدس العربي»: 19/11/2021
تبدو المحادثات بين النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) قد تعثرت مؤخراً، بانتظار أن تثمر الوساطة الروسية عن حلحلة الخلافات بين الجانبين.
وفي تعبير عن تعثر المحادثات التي بدأت على خلفية التهديدات التركية الأخيرة بشن عمل عسكري في الشمال السوري، شن وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد هجوماً لاذعاً على «قسد» و«الإدارة الذاتية» التابعة لها. وفي تصريح للصحافيين من «قصر المؤتمرات» في دمشق، توعد المقداد ليل الأربعاء، «قسد» بدفع ثمن مساعدة الولايات المتحدة على نقل النفط خارج سوريا.
ومؤكداً وجود حوار بين النظام و«قسد» أضاف «نحن نتحاور مع كل شعبنا والدليل التطورات الأخيرة في درعا والتطورات الإيجابية جداً في دير الزور، فالدولة ترحب بكل من يريد أن يعود إلى حضنها لأن الارتباط الأمريكي والغربي على حساب الوطن هدر رخيص للدماء السورية، ويجب أن يتوقف من يفعل ذلك سواء في شمال شرق سوريا أو في شرقها أو شمالها الغربي».وتعليقاً على حديث المقداد، قال الخبير بالشأن الكردي، الدكتور فريد سعدون، المقرب من «الإدارة الذاتية» إن ما جاء على لسان المقداد يؤشر إلى تعثر المحادثات. ولمّح سعدون في حديثه لـ«القدس العربي» إلى وجود دور أمريكي في تعثر المحادثات، بقوله» كان لافتاً، إرسال الولايات المتحدة لوفد من خارجيتها إلى القامشلي، والخطوة هذه تبدو بداية لتحرك أمريكي جديد وخاصة أن الوفد الأمريكي التقى مع قيادة الإدارة الذاتية». وكان الوفد الأمريكي الذي ترأسه نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، إيثان غولدريتش قد زار شمال شرق سوريا، والتقى قائد «قسد» مظلوم عبدي، يوم السبت.
وبعد اللقاء، أكد بيان لـ«قسد» أن الجانبين عقدا اجتماعاً مطولاً بخصوص الأوضاع الأخيرة في المنطقة وسوريا، وأكد الوفد الأمريكي على أهمية الحفاظ على اتفاقية خفض التصعيد ووقف إطلاق النار في المنطقة وسوريا بشكل عام، وكذلك مواصلة الجهود لإلحاق الهزيمة النهائية بداعش».
وتابع البيان أن الجانبين بحثا «الصعوبات الأمنية والاقتصادية التي تعاني منها مناطق شمال وشرق سوريا وسبل زيادة تقديم الدعم الإنساني لها بغية تجاوز آثار الحرب وتمتين البنية التحتية والتنمية الاقتصادية بما يضمن الحفاظ على الأمن والاستقرار». واشار المتحدث باسم «المصالحة السورية» التابعة للنظام، عمر رحمون الى صعوبات تعيشهل المحادثات بين دمشق و«قسد» قائلاً: «لم يتم التوصل إلى تفاهم يُبنى عليه».وأضاف لـ«القدس العربي» أن مشكلة شرق الفرات لن تحل إلا بلقاء سوري ـ تركي، وكل شيء خلاف ذلك مضيعة للوقت».
وفي السياق ذاته، قالت رئيسة الهيئة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد) إن القبول بحل سياسي أو حوار مع النظام «لا يعني إطلاقاً التنازل أو تسليم أي منطقة للقوات الحكومية».وأضافت في تصريح لمواقع محلية كردية، أن مسؤولي شمال شرقي سوريا رفضوا مقترحاً روسياً بإدخال ثلاثة آلاف عنصر من القوات الحكومية إلى مدينة كوباني (عين العرب)» مضيفة «هدفنا منع تكرار سيناريو درعا في مدينة كوباني، والحرب الإعلامية التي مورست بالتزامن مع التهديدات بعملية عسكرية تركية، كانت شرسة تجاه المنطقة».
ويمكن القول إن «قسد» نجحت حتى الآن في عدم تقديم تنازلات للنظام السوري المدعوم روسياً، رغم الضغوط الكبيرة والتهديدات التركية باجتياح مناطقها، وحسب مراقبين فإن نجاح «قسد» بذلك يعود للدعم الأمريكي لها، واعتراض واشنطن على أي تحرك تركي عسكري جديد في شمال سوريا.
والأربعاء، كان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي، أكد أن «شراكة الولايات المتحدة مع «قسد» تقتصر فقط على مكافحة داعش» وأضاف خلال مؤتمر صحافي، أن هذه الشراكة مستمرة لأن تهديد داعش ما زال مستمراً.