قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن روسيا استخدمت قمة إسطنبول التي عقدت يوم السبت لتعزيز دورها الجديد “كوسيط قوي في الشرق الأوسط” وبهدف جذب التمويل الأوربي لإعادة بناء سوريا بعد الحرب.
وجمعت “قمة إسطنبول” للمرة الأولى، الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) والمستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) والرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) والرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) لمناقشة الوضع في سوريا، حيث لدى الزعماء الأربعة مصالح مشتركة في إنهاء الحرب وحل أزمة اللاجئين.
وركزت القمة على شروط مسبقة لإحياء عملية السلام برعاية دولية، حيث دعا الزعماء الأربعة لتشكيل لجنة خاصة بصياغة دستور سوري جديد.
وبحسب الصحيفة، بدا دور روسيا البارز واضحاً خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد القمة، عندما تطرقت الأسئلة إلى وقف إطلاق النار الهش في إدلب الذي توصل إليه (بوتين) و(أردوغان) في أيلول والذي أدى إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح، حيث قال (بوتين) “مستمرون في اعتمادنا على الجانب التركي لضمان إتمام الاتفاق في المستقبل القريب مع انسحاب المعارضة من المنطقة منزوعة السلاح”.
وأضاف “إذا ما قامت العناصر المتطرفة بانتهاك هذا الهدف، من خلال تنفيذ حملات استفزازية مسلحة في منطقة إدلب، فإن روسيا ستحتفظ بحقها في تقديم دعم فعال بهدف القيام بإجراءات حاسمة من قبل الحكومة السورية للقضاء على بؤرة التهديد الإرهابي هذه”.
وتشير الصحيفة إلى أن (بوتين) أصبح يؤيد الآن التوصل إلى تسوية سياسية للحرب الدموية الطويلة في سوريا؛ أما الحل المفضل لدى موسكو، فيتمثل باتفاقية دولية تعترف بحكم (الأسد) وتعيد ملايين اللاجئين السوريين لإحياء النشاط الاقتصادي؛ إلا أن هذا الحل، يبدو بعيداً في الوقت الراهن، بسبب رفض الدول الغربية التعامل مع نظام (الأسد) وإعلان وكالة الأمم المتحدة للاجئين أن سوريا ما تزال غير آمنة لاستقبال اللاجئين.
تثبيت الوضع الراهن
يقول (أندريه كورتونوف) رئيس “مجلس الشؤون الخارجية الروسي” (مركز للأبحاث يدار حكومياً) للصحيفة، إن رؤساء الدول الأربع يتفقون على أنه لا يوجد حل عسكري للحرب السورية، مشيراً إلى إمكانية حدوث المزيد من المحادثات بهدف الوصول إلى تسوية عبر التفاوض، حيث أكد “أن هذا المجال، يعد واحداً من المجالات القليلة التي يستطيع فيها الروس واللاعبون الأوربيون الأساسيون تضيق الفجوة فيما بينهم إن لم يتمكنوا من ردمها” وأضاف “لم تحصل قبل الآن، محادثة صريحة حول شروط مسبقة محددة للمشاركة الأوربية في سوريا”.
وكانت موسكو قد أرسلت اقتراحاً إلى واشنطن في تموز لإعادة حوالي 1.7 مليون لاجئ من لبنان وتركيا وأوروبا. وعلى الرغم من أن الاقتراح لم يتم العمل به على الإطلاق إلا إنه وبحسب الصحيفة يوضح استراتيجية موسكو التي تتماشى تماما مع استراتيجية (الأسد).
من جانبه، أشار (خضر خضور) الباحث غير المقيم في “مركز كارنيغي للشرق الأوسط” في بيروت، إلى أن “عودة اللاجئين ستعطي شرعية للأسد” وعلى هذا الأساس قام بإصدار عفو في وقت سابق من هذا الشهر عن الفارين من الجيش، دون إعفائهم من الخدمة العسكرية التي فروا منها بالأساس.
ونوه إلى وجود تناقض في الأجندات لدى حلفاء النظام، حيث تسعى طهران إلى إنشاء نفوذ لها في دمشق كحصن ضد إسرائيل وقناة لمليشيا “حزب الله” في لبنان؛ أما موسكو فعلى النقيض من ذلك “تريد روسيا أن تكون البلاد بأسرها مستقرة. إنها تريد استقرارا إقليمياً” وعلى هذا الأساس تعمل على تركيز سلطة النظام في دمشق وتقوية قواته وتعمل على الوساطة بين إيران وإسرائيل في سوريا.
المصدر: أورينت نيوز