جان دوست
انضم عشرات الألوف إلى صفوف المقاتلين لدى حزب العمال الكردستاني مدفوعين بغيرتهم الوطنية وسعياً إلى تحقيق حلم يراود كل كردي وهو حلم الدولة المستحيلة، وهو الحلم الذي تاجر به حزب العمال منذ البداية وجذب عن طريقه الألوف من الشباب واليافعين ثم انقلب على الحلم بنفسه وتنكر لشعاره الذي لا يزال يتصدر جريدته المركزية سرخوبون: الحرية والاستقلال.هؤلاء المقاتلون الذين قضى الألوف منهم نحبهم في الجبال إما في معارك ضد الجيش التركي أو معارك بينية مع الأحزاب الكردية الأخرى أو بنتيجة التصفيات الداخلية/ كانوا بلا شك ناساً يسيرون وراء أحلام ثورية لكنهم على الأغلب تعرضوا لعمليات غسل دماغ ممنهجة في الدورات التي يجب أن يخوضها الكوادر. ركز هذا الحزب على الصور الرومانسية “للثورة” فظهر المقاتلون يرقصون ويدبكون ويبتسمون ويلاطفون الحيوانات البرية ويرعونها أيما رعاية. وفي تلك الصور بعض الحقيقة فالمقاتلون إخوتنا وأهلنا الذين جذبهم شعار الحزب البراق الفتاك: الدولة الكردية المستقلة، وهم بلا شك بشر لهم مشاعر مرهفة بالرغم من حملهم السلاح وخوضهم المعارك الشرسة. لكن من يمسك بخيوط اللعبة في الحزب يستغل تلك المشاهد الجميلة لجذب المزيد ولتلميع صورته المهزوزة أصلاً لدى قسم من المجتمع الكردي والعالمي.الصور القاسية التي تتابعت خلال العهد الأسود في المنطقة الكردية في سوريا منذ تموز 2012 بقيت محصورة بين فئة قيلة من الذي يعارضون هذا الحزب الفاشي أصلاً. ولم تستطع هذه الصور تشكيل رأي عام كردي ضاغط خاصة في العراق وإيران وتركيا حيث بسط الحزب هيمنته على الحياة السياسية وألهب خيال الشباب الحالمين بالحرية عبر ماكينته الدعائية المؤثرة وإمبراطوريته الإعلامية التي تركز على الدعاية الحزبية والترويج للأيديولوجيا الفاسدة المتلونة للحزب وزعيمه. ليس لدى معارضي الحزب في جميع أرجاء كردستان سوى منابر هزيلة لا يمكنها بناء رأي عام مناهض لسلوكيات الحزب الهمجية. لا يمكن لنفخة سحلية صغيرة أن تطفئ نار إبراهيم الخليل.الصورة الثانية هي لقتيل الغدر الآبوجي في سجن الحسكة أمين عيسى الذي قتل تحت التعذيب الوحشي بيد كوادر هذا الحزب. وهي الصورة الحقيقية التي تمثل الحزب بدون ورقة التوت وبدون القناع الجميل المتمثل في الصورة الأولى.ولي مع مثقفي كردستان العراق جولة نقد قاسية من الذي يؤيدون هذا الحزب نكاية بخصمهم التاريخي اللدود الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في إقليم كردستان.أعتذر مرة أخرى عن نشر الصورة القاسية.