• الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024

أنباء عن رفض «العمال الكردستاني» الانسحاب من شمال شرقي سوريا

أنطاكيا – «القدس العربي»:

أكدت مصادر كردية خاصة لـ»القدس العربي» الأنباء عن رفض حزب «العمال الكردستاني» الانسحاب من المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في شمال شرقي سوريا، موضحة أنه اشترط قبل الموافقة على فك ارتباطه بـ»قسد» شروط عدة، في مقدمتها رفع اسمه من اللوائح الدولية للإرهاب.

وكانت مصادر إعلامية كردية، قد كشفت أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، طالب خلال زيارته الأخيرة إلى الحسكة، بفك ارتباط «قسد» مع «العمال الكردستاني» وذلك لتهدئة مخاوف أنقرة، وقطع الطريق على أي عمل عسكري جديد لها في شمال سوريا.

وتابعت أن رد «العمال الكردستاني» جاء سريعاً على لسان عضو مكتبه السياسي، ومسؤول الحزب عن مناطق شمال شرقي سوريا، صبري أوك، الذي قال: «نحن لن نخرج من شمال سوريا، ولا من إقليم كردستان العراق أيضاً، لأننا حررنا هذه المناطق بدمائنا وإننا نحمي هذه المنطقة، ولن نتخلى عنها» مضيفاً: «أن الحزب لن يخرج من المنطقة إلا بتحقيق عدد من شروطه، وأولها رفع صفة الإرهاب عنه».المصنف إرهابياً في تركيا لا يستطيع مواجهة تيار عبدي المدعوم أمريكياًوفي تصريح لـ «القدس العربي» أكد الصحافي الكردي شيرزان علو، هذه الأنباء، مشيراً إلى دور إيراني وصفه بـ»التحريضي» الهادف إلى خلط الأوراق، وعرقلة الترتيبات الأمريكية في المنطقة.وأوضح: أن «الحوارات الكردية في سوريا أثارت حفيظة إيران والنظام السوري، ومن المعروف أن لـ»العمال الكردستاني» صلات جيدة بإيران، ومنذ تأسيس هذا التنظيم تستغل طهران هذه العلاقة في سوريا من أجل الضغط لمنع تشكل تكتل كردي سوري قوي، قادر على التفاوض مع النظام».

وحسب علو، يشهد نفوذ «العمال الكردستاني» انحساراً قوياً على الأرض، لصالح التيار الذي يقوده مظلوم عبدي، وأصبحت الكلمة الفصل في قرار «قسد» العسكري بيد تيار عبدي الذي يقود جهود فك الارتباط مع «العمال الكردستاني» مع بقاء بعض المناصب الإدارية بيد «العمال الكردستاني». وبناءً على ذلك، رجح الصحافي الكردي، أن يكون شمال شرقي سوريا، ساحة لمواجهة باردة بين التيارات الكردية، لكنه استبعد في الوقت ذاته، حدوث مواجهات مباشرة، عازياً ذلك إلى تفادي «العمال الكردستاني» خسائر كبيرة في حال قرر المواجهة.وقال: إن «حزب «العمال الكردستاني» محاصر فهو مهدد بمواجهة مع تركيا في جبال قنديل شمال العراق، ولا يستطيع الدخول في مواجهة ساخنة مع تيار عبدي المدعوم أمريكياً في سوريا، علماً بأن المزاج الكردي السوري كذلك لا يصب في صالحه، حيث يسجل الشارع الكردي السوري زيادة في الرفض لتيار قنديل».

وشكك نائب رئيس «رابطة المستقلين الكرد السوريين» الحقوقي رديف مصطفى، بالأنباء التي تشير إلى خلاف كبير بين «العمال الكردستاني» وتيار عبدي زعيم «قسد». وقال مصطفى لـ»القدس العربي»: «ما يجري هو مجرد تسريبات إعلامية ومسرحيات، لأن «قسد» هي كيان خاضع وتابع بشكل تام لـ «العمال الكردستاني» وفك الارتباط بينهما كفك الارتباط بين الرأس والجسد (…) هي مجرد لعبة سياسية لإدارة الأزمة».وأضاف الحقوقي رديف مصطفى أن «العمال الكردستاني» لن يخرج من سوريا، وهذه الخطوة غير مطروحة على أجنداته، خصوصاً أنه يتعامل مع أكراد سوريا كخزان بشري للمقاتلين، لتنفيذ أجنداته الخاصة والبعيدة كل البعد عن مصالح الشعب السوري». وتابع قوله «هم مجموعة إرهابية يستخدمون لغة القوة والعنف ولا يفهمون سوى لغة القوة» مستدركاً: «الغريب بالنسبة لي هو مراهنة الولايات المتحدة على موضوع خروج «العمال الكردستاني» من سوريا، أو إمكانية فك الارتباط بينهم وبين قسد».وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، قد زار الحسكة، الأسبوع الماضي، للاطلاع على سير المفاوضات بين «المجلس الوطني الكردي» وحزب «الاتحاد الديمقراطي» وسط أنباء عن تقديمه وعوداً للأكراد بالدعم المالي والحكم الذاتي، في حال توصلت الأطراف السابقة إلى اتفاق شامل، مع فك الارتباط بـ»العمال الكردستاني». وكانت الأطراف الكردية، قد توصلت إلى اتفاق على تشكيل «المرجعية السياسية الكردية» التي ستكون أعلى مرجعية سياسية كردية في سوريا، وذلك خلال الجولة الثانية من المفاوضات التي ترعاها واشنطن وباريس.ويعتقد بعض المراقبين أن الولايات المتحدة تحاول زيادة الضغط على «قسد» لفك الارتباط مع «العمال الكردستاني» المصنف على لوائح الإرهاب التركية والدولية، وذلك بهدف تليين مواقف تركيا، وحساباتها المتعلقة بأمنها القومي، والتهديدات له انطلاقاً من المناطق السورية الحدودية.

مقالات ذات صلة

USA