• الإثنين , 25 نوفمبر 2024

أنفاق وعسكرة وإخفاء وتلوث.. “المسافة صفر” يكشف ماذا يحدث شرقي الفرات

الجزيرة من برنامج: المسافة صفر

كشف تحقيق “المسافة صفر” والذي بث يوم (2021/7/4) عن معلومات جديدة حول الوضع العسكري والإنساني بمناطق شمال وشرق سوريا ذات الحكم الذاتي والخاضعة لسيطرة قوات “سوريا الديمقراطية”.

وقد تمكن فريق “المسافة صفر” -وعن طريق فرق سرية رصدت المشهد الميداني على مدار أشهر- من كشف شبكة الأنفاق الممتدة بين المدن والتي تصل إلى العمق التركي، بالإضافة إلى الإخفاء القسري للمخالفين، والتجنيد الإجباري للشباب، والتلوث الصحي والبيئي الناتج عن استخراج النفط بطرق غير علمية.

وكشف التحقيق عن وجود أنفاق أرضية بالقرب من الحدود التركية، حيث تتركز أعمال الحفر في المناطق ذات الكثافة السكانية المحاذية للحدود، كما تربط بعضها بين المدن السورية. وقد رصد فريق “المسافة صفر” نحو 140 فتحة نفق بمدينة الميلان وحدها، ويقدر طول الأنفاق بين المدن السورية بأكثر من 113 كيلومترا لديها 1500 فتحة موزعة داخل المدن.

وتحتوي مدينة القامشلي وحدها على حوالي 1200 فتحة نفق، ويقدر طول شبكة الأنفاق في المدينة بنحو 90 كلم، وقد تم رصد 20 فتحة نفق قرب الحدود التركية، كما يعتقد أن بعضها يتجه نحو مدينة نصيبين التركية.

وقد رفض المتحدث الرسمي للإدارة الذاتية الكردية بسوريا عامر مراد التعليق على وجود الإنفاق باعتبار الأمر “يخص الجانب العسكري” ولأنه ليس مخولا بالحديث عنها.وتشكل المناطق الكردية بالشمال الشرقي لسوريا أكثر من 40% من مساحة البلاد، في حين تسيطر ما تُسمى “قوات سوريا الديمقراطية” على نحو ربع مساحة سوريا، وقد أُعلن الحكم الذاتي لمناطق شمال وشرق البلاد للمرة الأولى عام 2014 تحت اسم الإدارة الذاتية المؤقتة.

وقد أعلنها في ذلك الوقت حزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي) المؤسس عام 2003، كامتداد لحزب العمال الكردستاني التركي (بي كي كي) والمصنف على قوائم الإرهاب التركية والأوروبية والأميركية، وقد أعلن الحكم الذاتي للمرة الثانية أواخر العام 2018.

ولاء خارجي ودعم أميركي

وتحدث طلال سلو أحد مؤسسي “سوريا الديمقراطية” قبل أن ينشق عنها لاحقا -لتحقيق “المسافة صفر”- عن الخطوات الأولى لتأسيس هذه القوات عام 2015، عبر دعم أميركي ومن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بهدف القضاء على التنظيم، لكن الهدف الحقيقي -بحسب سلو- كان تغييرا ديموغرافيا وتصفية حسب الهوية وتحول العمل لصالح حزب العمال الكردستاني، وهو الأمر الذي دفعه لترك هذه القوات، حسب قوله.كما كشف عن وجود صفقات سرية بين قيادات تنظيم الدولة وقيادات “سوريا الديمقراطية” من أجل السيطرة على المدن، وتركهم يغادرون دون التعرض لهم، كما أكد أن مصطفى عبدي قائد “سوريا الديمقراطية” كان في صفوف قوات حزب العمال الكردستاني.

وقد عرض التحقيق مقطع فيديو لأحد المجندين التابعين لـ “سوريا الديمقراطية” يؤكد فيه التقاءهم بعناصر تركية من تنظيم (بي كي كي) قادمين من جبال قنديل رفقة مترجمين لتدريبهم.

التلوث البيئي

وتحتويي محافظة الحسكة على أكبر مخزون للنفط في سوريا، حيث يوجد فيها نحو 400 بئر نفطية، وبعد سيطرة “سوريا الديمقراطية” عليها انتشرت الآبار البدائية والمصافي المحلية المسماة بالحراقات، وهي تستخدم في تكرير النفط الخام وإنتاج المشتقات البترولية منخفضة الجودة.

ويشكو أهالي القرى التي بها عمليات التكرير النفطية من الأمراض التي تصيبهم وأطفالهم، بالإضافة إلى تعرض المواليد والرضع لتشوهات خلقية جراء التلوث، فضلا عن تلوث مياه الأنهار بمخلفات النفط وعمليات التكرير ومخلفات المصانع، مما نتج عنه تلوث بيئي حاد وروائح كريهة يمكن تميزها من مسافة بعيدة.

وقد رصد فريق بيئي متخصص استعان به برنامج “المسافة صفر” عبر الأقمار الاصطناعية نحو 10.5 ملايين متر مربع من الأراضي الزراعية تعرضت للتلوث الحاد جراء المخلفات، ولم تعد صالحة للزارعة، وقد امتد التسرب عبر الأنهار بحوالي 93 كلم، ويعود التلوث إلى بداية إعلان الحكم الذاتي عام 2014، كما رصد الفريق الفني وجود أكثر من 1500 ماكينة لاستخراج وحرق النفط.

إخفاء قسري

كما كشف تحقيق “المسافة صفر” عن الإخفاء القسري عبر الحديث إلى العديد من العوائل التي تعرض أحد أفرادها على الأقل للإخفاء قسرا، وقد رفض أغلبهم الظهور أمام الكاميرا خوفا على حياتهم وحياة أقاربهم، لكن دلال -التي أخفي زوجها- قررت الحديث للكاميرا عن معاناتها وأطفالها الثمانية في البحث عن زوجها دون الحصول على معلومة تشير إلى مكان وجوده.

كما تحدث أحد السكان -رفض الإفصاح عن اسمه أو التحدث أمام الكاميرا وتم التقاط حديثه عبر الكاميرات السرية- عن إجبار اثنين من أبنائه على التجنيد لصالح قوات “سوريا الديمقراطية”

.في المقابل، يقول المتحدث الرسمي للإدارة الذاتية الكردية بسوريا عامر مراد إن الحديث عن وجود إخفاء قسري يجب أن يستند إلى معلومات صحيحة توثق ذلك، مؤكدا في ذات الوقت أن من جرى اعتقالهم متهمون بالإرهاب وأن توقيفهم تم بالتعاون مع التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

USA