الجزيرة من برنامج: المسافة صفر
كشف تحقيق “المسافة صفر” والذي بث يوم (2021/7/4) عن معلومات جديدة حول الوضع العسكري والإنساني بمناطق شمال وشرق سوريا ذات الحكم الذاتي والخاضعة لسيطرة قوات “سوريا الديمقراطية”.
وقد تمكن فريق “المسافة صفر” -وعن طريق فرق سرية رصدت المشهد الميداني على مدار أشهر- من كشف شبكة الأنفاق الممتدة بين المدن والتي تصل إلى العمق التركي، بالإضافة إلى الإخفاء القسري للمخالفين، والتجنيد الإجباري للشباب، والتلوث الصحي والبيئي الناتج عن استخراج النفط بطرق غير علمية.
وكشف التحقيق عن وجود أنفاق أرضية بالقرب من الحدود التركية، حيث تتركز أعمال الحفر في المناطق ذات الكثافة السكانية المحاذية للحدود، كما تربط بعضها بين المدن السورية. وقد رصد فريق “المسافة صفر” نحو 140 فتحة نفق بمدينة الميلان وحدها، ويقدر طول الأنفاق بين المدن السورية بأكثر من 113 كيلومترا لديها 1500 فتحة موزعة داخل المدن.
وتحتوي مدينة القامشلي وحدها على حوالي 1200 فتحة نفق، ويقدر طول شبكة الأنفاق في المدينة بنحو 90 كلم، وقد تم رصد 20 فتحة نفق قرب الحدود التركية، كما يعتقد أن بعضها يتجه نحو مدينة نصيبين التركية.
وقد رفض المتحدث الرسمي للإدارة الذاتية الكردية بسوريا عامر مراد التعليق على وجود الإنفاق باعتبار الأمر “يخص الجانب العسكري” ولأنه ليس مخولا بالحديث عنها.وتشكل المناطق الكردية بالشمال الشرقي لسوريا أكثر من 40% من مساحة البلاد، في حين تسيطر ما تُسمى “قوات سوريا الديمقراطية” على نحو ربع مساحة سوريا، وقد أُعلن الحكم الذاتي لمناطق شمال وشرق البلاد للمرة الأولى عام 2014 تحت اسم الإدارة الذاتية المؤقتة.
وقد أعلنها في ذلك الوقت حزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي) المؤسس عام 2003، كامتداد لحزب العمال الكردستاني التركي (بي كي كي) والمصنف على قوائم الإرهاب التركية والأوروبية والأميركية، وقد أعلن الحكم الذاتي للمرة الثانية أواخر العام 2018.
التلوث البيئي
وتحتويي محافظة الحسكة على أكبر مخزون للنفط في سوريا، حيث يوجد فيها نحو 400 بئر نفطية، وبعد سيطرة “سوريا الديمقراطية” عليها انتشرت الآبار البدائية والمصافي المحلية المسماة بالحراقات، وهي تستخدم في تكرير النفط الخام وإنتاج المشتقات البترولية منخفضة الجودة.
ويشكو أهالي القرى التي بها عمليات التكرير النفطية من الأمراض التي تصيبهم وأطفالهم، بالإضافة إلى تعرض المواليد والرضع لتشوهات خلقية جراء التلوث، فضلا عن تلوث مياه الأنهار بمخلفات النفط وعمليات التكرير ومخلفات المصانع، مما نتج عنه تلوث بيئي حاد وروائح كريهة يمكن تميزها من مسافة بعيدة.
إخفاء قسري
كما تحدث أحد السكان -رفض الإفصاح عن اسمه أو التحدث أمام الكاميرا وتم التقاط حديثه عبر الكاميرات السرية- عن إجبار اثنين من أبنائه على التجنيد لصالح قوات “سوريا الديمقراطية”