إسطنبول- تلفزيون سوريا
فاز الكاتب والروائي السوري إبراهيم الجبين بـ جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، لتحقيقه كتاب “”الرحلة الأوروبية من دمشق إلى روما، باریس، میونیخ، فیینا، بلغراد، بودابست، صوفیا، إسطنبول 1911- 1912” لـ فخري البارودي.
وأُعلنت أمس الإثنين، في العاصمة البريطانية لندن، نتائج الدورة الـ19 من “جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة” التي يمنحها سنوياً مشروع “ارتياد الآفاق” بالمركز العربي للأدب الجغرافي، وحمل دورتها الحالية اسم الباحث السوري الراحل قاسم وهب.
وفاز في فئة “الرحلة المحققة” بالإضافة إلى كتاب “الرحلة الأوروبية” الذي حققه وقدّمه الجبين، كتاب “حديقة النظر وبهجة الفكر في عجائب السفر (سيرة الحبشة)” لـ الحسن بن أحـمد بن صلاح اليوسفي الحيمي، من تحقيق وتقديم الباحث اليمني محمد عبده مسعد عياش، و”الرحلة الشابورية.. من ميناء عربستان إلى أبو ظبي 1936″ لـ زين العابدين بن حسن باقر، وحققه وقدم له الباحث الإماراتي سلطان العميمي.
البارودي القادم من ذهنية تتعالى على التمييز العرقي والمذهبي والطائفي
حول فوز كتابه “الرحلة الأوروبية – رحلة فخري بك البارودي” بالجائزة، يقول إبراهيم الجبين لـ موقع تلفزيون سوريا: “شخصية فخري بك البارودي من الثروات التي اختطفها منا نظام الأسد، كما اختطف غيرها من القيم الوطنية والإنسانية والتنموية التي أحالت سورية إلى ما هي عليه اليوم. ولذلك كان يسحرني اهتمام البارودي بتنمية الحوامل الاجتماعية السورية، مع اعتداده بعروبته الفكرية والثقافية قبل البعث وقبل الناصرية التي انتقدها بقسوة”.
ويرى الجبين أن “على السوريين في هذه اللحظات من تاريخهم استعادة تلك الشخصيات التي بنت سوريا الحديثة حقاً، عبر مشاريع عديدة لم تتوقف عند السياسة والحياة الحزبية، بل تجاوزتها نحو الفكر والفنون والموسيقا. وثائر عظيم مثل فخري بك البارودي يستحق التكريم ليس بكتاب يلاحق رحلته إلى أوروبا وحسب. بل بمواصلة مشاريعه ومسيرته الوطنية التي تعمّر ولا تهدم، وتجمّع لا تفرّق”.
ويتابع الجبين: “في رحلة البارودي إلى باريس ومن ثم إلى الحواضر الأوروبية، رأى بعينه الناقدة كل ما احتاج إلى رؤيته، وهو القادم من ذهنية تتعالى على التمييز العرقي والمذهبي والطائفي والطبقي. بل تحتقر تلك الظواهر ولا تسكت عن نقدها، بدليل أنه باع 14 ضيعة من أملاكه في ريف دمشق ليموّل ثورتي الشيخ صالح العلي وإبراهيم هنانو والعديد من الثورات التي تفجرت في وجه فرنسا وقد حوكم على ذلك ودفع الأثمان غالية من تهجير ولجوء وحرمان”.
ويلفت إلى أن موقف البارودي الأخير “لم يكن في عهد الفرنسيين وحسب، بل أيضاً في عهود الساسة المحليين المنافقين الذين لم يقبل البارودي الانخراط معهم في تياراتهم”.
وللجبين العديد من الإصدارات، نذكر منها في أدب الرواية: “يوميات يهودي من دمشق” ـ الطبعتان الأولى والثانية (2007- 2017)، و”عين الشرق” 2016.
وفي الشعر: “تنفّسْ هواءها عني” 2010، “براري” الطبعة الأولى 1993 والثانية 2006، “يعبرُ اليَم” 2002
“براري” ـ الطبعة الأولى 1993
في الدراسات: “لغة محمد” 2003. و”الطريق إلى الجمهورية” 2012.
جوائز “ابن بطوطة” الأخرى
عن فئة “الدراسات” في جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، فاز الباحث المغربي بوسيف واسطي عن كتابه “الرحلةُ نَسَقُ أنساقٍ.. مقاربات تاريخانية وإبستيمولوجية”، وكلّ من مواطنيْه الباحث ربيع عوادي عن كتاب “صورة مصر في كتابات الرحالة المغاربة”، ومحمد المسعودي عن دراسة “الرحلة ما بعد الكولونيالية في الأدب العربي المعاصر “.
ونال الجائزة في فئة “الرحلة المترجمة” الباحث الأردني عبد الكريم جرادات عن كتاب “هدايةُ السبيل وكفايةُ الدليل ..من إيران إلى روسيا وتركيا ومصر والحجاز والشام” الذي ترجمه عن الفارسية للكاتب مراد ميرزا “حسام السلطنة” (1818 – 1883)، والباحث المغربي محمد عبد الغني عن ترجمة كتاب “خيول الريح المدهشة.. على دراجة هوائية من إسطنبول إلى بكين 1894” للمؤلفين توماس غاسكل آلن الابن، ووليم لويس ساكليبن.
أما عن فئة “الرحلة المعاصرة/ سندباد الجديد”، فقد ذهبت الجائزة إلى الشاعرة المصرية منصورة عز الدين عن كتابها “خطوات في شنغهاي.. في معنى المسافة بين القاهرة والصين”، وفي فئة “اليوميات” حصل عليها الباحث والناقد اللبناني شربل داغر عن كتابه “الخروج من العائلة”.
وتشكّلت لجنة التحكيم من الباحث الطائع الحداوي من المغرب، والناقد والباحث خلدون الشمعة والكاتب مفيد نجم من سوريا، والناقد عبد الرحمن بسيسو والباحث والأكاديمي أحمد برقاوي من فلسطين، والناقد عواد علي من العراق
يشار إلى أن حفل توزيع الجوائز سيُقام في شهر أيار المقبل، ترافقه ندوة حول أدب الرحلة والأعمال الفائزة، يشارك فيها إلى جانب الفائزين وأعضاء لجنة التحكيم نخبة من الدارسين.
وأسست الجائزة عام 2003 تحت رعاية “دارة السويدي الثقافية”، ويشرف عليها الشاعر السوري نوري الجراح، وتُمنح لأفضل الأعمال المحقّقة والمكتوبة في أدب الرحلة عن أربع فئات هي: الرحلة المعاصرة، والمخطوطات المحقّقة، واليوميات، والرحلة المترجمة.
المؤلف البارودي
فخري بِك البارودي، (30 آذار 1887 – 2 أيار 1966)، زعيم سوري دمشقي وأحد مؤسسي الكتلة الوطنية التي قادت الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار الفرنسي في سورية حتى الجلاء (1946).
عُرف البارودي في سوريا والعالم العربي مناضلاً وشاعراً ومجدداً في الموسيقا والفنّ، وانتُخب نائباً في البرلمان السوري، ممثلاً مدينته من عام 1932 وحتى جلاء القوات الفرنسية عن سورية عام 1946. اعتزل العمل السياسي من بعدها وتفرغ لدعم الحركة الفنية في سوريا.