قال المحامي (أنور البني) رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، إن ما يجري في جنيف حاليا من اجتماعات حول تشكيل لجنة لإعادة صياغة الدستور السوري، عبارة عن مسرحية هدفها إضاعة الوقت، وإعطاء فرصة جديدة للنظام وحلفائه من أجل السيطرة على المزيد من الأرض.
وأضاف (البني) أن هذه الاجتماعات تعد فرصة للدول لتقاسم النفوذ على الأرض حتى يصبح أمرا واقعا، إضافة إلى صرف النظر عما يجري في الداخل من تهجير وقتل وتعذيب واعتقال بحق السوريين.
وأكد أن هذه الاجتماعات غالبا لن ينتج عنها أي دستور، موضحا أن أي شيء قد يصدر عنها فإنه لن يكون صالحا للتطبيق على الأرض.
وتابع (البني) قائلا: “إنه إلى الآن لم يتضح أن ما يتم مناقشته في من قبل المجتمعين في جنيف هو من أجل تعديل الدستور أو وضع دستور جديد أو إعلان دستوري، مبينا أن هذه الآلية وجدت لكسب أكبر وقت ممكن قبل أن يتوصلوا لاتفاق حول ما الذي يريدون مناقشته.
وأضاف رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية “لو فرضنا أن اجتماعات جنيف نتج عنها دستور ما، سيكون محاولة لإعادة شرعية نظام الأسد لأنه هو من سيشرف على عملية الاستفتاء وإعطاء الشرعية للدستور الجديد.
وأشار إلى أنه لا المجتمع الدولي ولا الدول الضامنة أجبرت النظام على إخراج المعتقلين أو منع الموت عنهم، متسائلا كيف سيجبره هؤلاء على تطبيق الدستور الجديد أو نقل صلاحياته؟.
وأكد (البني) على ضرورة بقاء الخيار بيد السوريين، منوها إلى أنه على المعارضة رفض ما تمليه عليها القوى المشاركة في جنيف.
وقال: إن من يعتقد بأنه سيذهب إلى جنيف من أجل التفاوض أو المشاركة في صنع الدستور فهو يخدع نفسه قبل أن يخدع السوريين، مؤكدا أن أعضاء اللجنة التي سيتم اختيارهم لصياغة الدستور سيكونوا مجرد دمى تتلاعب بها الدول الموجودة عسكريا على الأرض.
وكان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا (ستيفان دي مستورا)، أجرى اجتماعا مع ممثلين عن (روسيا وإيران وتركيا)، بصفتهم الدول الضامنة لمحادثات “أستانا”، في جنيف أمس (الثلاثاء) لمناقشة مسألة تشكيل لجنة الدستور السوري.
ومثل تركيا في الاجتماع (سدات أونال) مساعد مستشار وزارة الخارجية التركي، أما الجانب الروسي فمثله المبعوث الخاص للرئيس الروسي (فلايمير بوتين) إلى سوريا (ألكساندر لافرينتييف)، في حين مثل الجانب الإيراني مساعد وزير الخارجية الإيراني (حسين جباري).
يشار إلى أن الاتفاق على تشكيل لجنة لإعادة صياغة الدستور السوري تم خلال مؤتمر سوتشي الذي عقد بروسيا في شهر كانون الثاني الماضي.
المصدر: أورينت نيوز