عدنان عبد الرزاق
العربي الجديد:8/12/2020
ارتفعت أسعار الخضر والفواكه بالأسواق السورية بنحو 15% خلال أسبوع، لينتشر الشراء لبعض السلع بـ”الحبة الواحدة” حسب ما يؤكد تجّار ومواطنون من دمشق لـ”العربي الجديد”.
ويوضح تجّار أن سعر كيلو البندورة “طماطم” وصل لأول مرة إلى نحو 1500 ليرة سورية، فيما تعدى سعر كيلو الخيار 1000 ليرة، ووصل سعر كيلو البطاطا لنحو 900 ليرة سورية (الدولار = نحو 2600 ليرة).وتؤكد مصادر من دمشق أن ارتفاع الأسعار، طاول جميع الخضر والفواكه “من دون استثناء وبأعلى نسبة تشهدها الأسعار منذ عام 2011”.
ولم تسلم الفواكه من موجة ارتفاع الأسعار بالأسواق السورية، إذ تشير المصادر إلى أن سعر كيلو الموز زاد عن 2000 ليرة، وكيلو البرتقال بين 900 و1100 ليرة.
وتقول المهندسة الزراعية، بتول أحمد: “ربما ليس المستغرب ارتفاع أسعار الموز، لأنه يستورد بالدولار وسورية بلد غير منتجة له، أما أن يصل سعر كيلو البصل لأكثر من ألف ليرة والثوم 4 آلاف وهو ينتج محليا، فهذا ما يؤكد أن هناك أزمات تتعدى فوضى الأسواق وغياب الرقابة”.
وتضيف المهندسة السورية لـ”العربي الجديد” أن متوسط إنتاج بلادها من الحمضيات يقترب سنوياً من مليون طن، ولا يزيد الاستهلاك المحلي عن نصف الإنتاج، فكيف “حلقت الأسعار”.ويشير مراقبون إلى أن تصدير الإنتاج السوري، من خضر وفواكه، إلى الخارج وخاصة لروسيا، هو السبب الأهم وراء تراجع العرض وارتفاع الأسعار إلى ما فوق قدرة السوريين الشرائية “فأي تناسب بين متوسط دخل السوري البالغ 50 ألف ليرة شهريا، وسعر كيلو البصل البالغ ألف ليرة”.
ويؤكد الاقتصادي السوري، فارس عبد الله، أن سورية وقعت قبل أيام، عقداً لتصدير 700 حاوية من الفواكه والخضر إلى روسيا، ليأتي هذا العقد كضربة للعرض السلعي بالأسواق، وخاصة بعد زيادة الصادرات للمملكة العربية السعودية إثر سماح الرياض للشاحنات السورية بدخول أراضيها.
ووفق فارس فإن كفاية السوريين من الغذاء آخر هموم نظام بشار الأسد الساعي لتحسين العلاقات عبر بطون السوريين وتأمين القطع الأجنبي من خلال تجويعهم، مشيراً إلى انتشار عادات جديدة بالأسواق السورية، منها شراء الخضر والفواكه بالحبة “قطعة” وانتشار مبيع القهوة بـ”الغلوة” “لزوم فنجان قهوة واحد”.
وتوقع الاقتصادي السوري خلال اتصال مع “العربي الجديد” استمرار أسعار السلع بالارتفاع، رغم انخفاض سعر العملة الأميركية بنحو 400 ليرة، إذ بلغ الدولار نحو 2600 ليرة خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري بعد أن كان بنحو 3000 ليرة.وكانت غرفة تجارة وصناعة طرطوس، قد أعلنت مؤخرا، عن توقيع عقد لتصدير 700 حاوية من الحمضيات والفواكه والخضار إلى روسيا، وذلك خلال زيارة وفد روسي إلى مدينة طرطوس الساحلية.
وبينت مصادر إعلامية، نقلا عن رئيس غرفة تجارة طرطوس، مازن حماد، أن الاتفاقية تم توقيعها إلى جانب اتفاق آخر يقضي بإقامة منشأة لفرز وتوضيب وتعبئة الخضار والفواكه بأنواعها المختلفة في طرطوس، وفق المواصفات العالمية باستثمار سوري روسي.وكان وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية في حكومة النظام السوري، محمد سامر الخليل، قال خلال تصريحات سابقة، إن بلاده “تخطط لتصدير أفضل البضائع السورية إلى روسيا” مبيناً:
“نحن حريصون على دخول المنتج السوري إلى السوق الروسية، وأن يكون قادراً على المنافسة السعرية”، وأن المنتجات السورية ستستفيد بشكل كبير من نظام التخفيضات الجمركية المقدمة من روسيا والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والتي تصل إلى 25%.