تواصل ميليشيات (قوات سورية الديمقراطية/ قسد) ارتكابها مختلف الانتهاكات بحق سكان الحسكة، منذ سيطرتها على معظم المحافظة بداية عام 2013، بحسب ما وثقت منظمات دولية وناشطون محليون.
أكد ناشطون من مدينة الحسكة أن (قسد) أجبرَت سكان المدينة، يوم الخميس الماضي، على حضور احتفال افتتاح حديقة وسط حي (غويران)، بمناسبة ما أسمته “عيد ميلاد القائد عبد الله أوجلان”. ترافق الاحتفال مع تعليق صور كبيرة للأخير، في شوارع الحي. وبعد عدة ساعات؛ أزال شبان من الحي أعلام ورايات (قسد) كافة، ومزقوا صور أوجلان.
يعاني سكان الحسكة، منذ عدة أعوام، من ممارسات هذه الميليشيات، التي اتسمت ممارساتها بكثير من الانتهاكات، كان أبرزها التهجير القسري والتغيير الديموغرافي، حيث وثقت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، في أحد تقاريرها (2015)، تجريف (قسد) ما يقارب 14 قرية في ريف القامشلي، وتهجير أهلها، كما ارتكبت مجزرتين عام 2014: الأولى عند سيطرتها على بلدة (تل براك)، والثانية بعدها بعدة أشهر، حين دخلت قريتي (الحاجية) و(تل خليل) جنوب القامشلي، حيث قتلت عوائل كاملة بأطفالها ونسائها.
أكد الصحافي عبد العزيز الخليفة، لـ (جيرون)، أن “أكبر انتهاك مارسته ميليشيا (قسد) ضد السكان، كان التهجير القسري الذي بدأ عام 2013، بطرد سكان (تل حرمل) في رأس العين، بالتزامن مع تهجير النظام لأهالي مدينة القصير بريف حمص. إضافة إلى انتهاكات أخرى تتمثل بعمليات التجنيد الإجباري للعرب والأكراد، وتجنيد القاصرات، وهو تصرف مخالف لكل الأعراف الدولية والتقاليد المحلية”.
أضاف الخليفة: “يوجد في سجون هذه الميليشيات مئات الناشطين العرب والأكراد المختفين قسريًا، وهناك من هو معتقل منذ عام 2014، ولم تُعرف عنهم أي معلومة حتى الآن، وهذه جريمة حرب بحد ذاتها، إضافة إلى الاعتقالات المتكررة لفترات متفاوتة لبعض الشبان، من أجل الإفراج عنهم بفدية”.
من جانب آخر، أوضح الناطق باسم التحالف الوطني في الحسكة مطيع السهو، لـ (جيرون)، أن “ميليشيات (قسد) مارست، إضافة إلى التهجير القسري والتجنيد الإجباري، عدة انتهاكات أخرى، أبرزها منع ومصادرة الحريات بشكل قمعي، وفرض التعليم باللغة الكردية، ووضع مناهج خاصة بها، وفرض دراستها على الطلاب العرب، ومحاولة نشر أفكارهم بالقوة، ونشر صور أوجلان، في المراكز العامة والحكومية المسيطر عليها من قبلهم، وتغيير أسماء بعض القرى، وطمس الهوية العربية بشكل كامل”.
أضاف السهو: “قامت هذه الميليشيات بالاستيلاء على أملاك ومنازل المهجرين واللاجئين من أبناء المحافظة، واستثمرت آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية التي يملكونها، كما أنها تفرض ضرائب عالية على السكان، وتتحكم بأسعار المحروقات والمواد الغذائية”.
تناقل ناشطون، الأسبوع الماضي، أنباء تفيد أن (قسد) هاجمت قرية (أم كهيف) في ريف القامشلي، واعتقلت عددًا من شبانها، وأنذرت السكان بإخلاء القرية والتهجير إلى ريف حلب الشمالي، خلال ثلاثة أيام، بتهمة وجود أحد أبناء القرية، في صفوف (الجيش الحر) الذي دخل مدينة عفرين.
يحاول السكان في المحافظة مقاومة انتهاكات هذه الميليشيات، بمختلف الوسائل، ولكنهم في أكثر الأحيان يتعرضون للاعتقال والتعذيب أو النفي خارج المحافظة، حيث يؤكد السهو أن “رفض سياسة هذه الميليشيات موجود عند أغلب فعاليات المجتمع في الحسكة، من عرب ومسيحين وأكراد، ويعتبرون أن وجودهم أمر واقع مفروض بالقوة، وبدأت تظهر مؤخرًا بعض أشكال المقاومة الأهلية؛ حيث بدأ السكان بنشاط يهدف إلى نزع كل الشعارات التي تعلقها (قسد) وإتلافها، تعبيرًا عن سخطهم منها، وبدأ بعض الأهالي بالتوقف عن إرسال أولادهم إلى المدارس احتجاجًا على المناهج المفروضة من (قسد)”.