مع انطلاقة الثورة السورية بدأ تنظيم الأسد الأرهابي في إرتكاب ابشع المجازر ضد الشعب السوري إلى أن ارتوت كل ذرة من تراب سوريا بدماء أبناءها الأحرار.
تعتبَر مجزرة داريا أكبر مجزرة إعدامات ميدانية تحصل في تاريخ الثورة السورية، حيث قتلت قوات تنظيم الأسد الأرهابي في يومَين ما يزيد عن 700 شخص، وفُقد ما يزيد عن 1000 شخص لم يعرَف مصير معظمهم حتى هذه اللحظة..
فمع انطلاقة الثورة السورية استطاعت داريا، المدينة القريبة من دمشق، أن تسجل حضورًا مبكّرًا وقويًّا في الثورة السورية منذ انطلاقتها في مارس/ آذار 2011 في المجال السلمي والعسكري مما أثار حقد تنظيم الأسد الأرهابي على هذه المدينة الثائرة.
واكد المراقبون حينها أن السبب الرئيسي لحقد قوات تنظيم الأسد الارهابي على هذه المدينة، يعود إلى قيام الجيش الحر بعمليتَين نوعيتَين ضد النظام، وكان لهما تأثير كبير على مجريات الثورة السورية في بداياتها وهي : _ تنفيذ الجيش الحر عملية تسميم عدد من رجالات الصف الأول في حكومة الأسد، كانوا يُسمّون وقتها بأعضاء “خلية الأزمة”.
وكانت هذه العملية الأكبر من نوعها على مستوى سوريا، _ تأمين انشقاق الدكتور رياض حجاب، رئيس الوزراء السوري، والتي وُصفت بأكبر عملية انشقاق لأرفع سياسي سوري منذ انطلاقة الثورة السورية، حيث تمّت العملية بسرّية كاملة بتنسيق مع أحد إخوة رياض حجاب، وتمّ إحضار رئيس الوزراء المنشق من جهة المتحلق الجنوبي شمال داريا، وتأمينه هو وعائلته وإخوته وعائلاتهم حتى الحدود مع الأردن.
هذه الأسباب وغيرها جعلت تنظيم الأسد الأرهابي ترتكب مجزرة داريا والتي تعد من ابشع الجرائم التي ارتكبها تنظيم الأسد الأرهابي ضد أبناء الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته . ففي ثاني أيام عيد الفطر، في 20 من آب 2012، قطعت قوات تنظيم الأسد الأرهابي الماء والكهرباء والاتصالات عن المدينة ثم حاصرتها وقصفتها أيامًا متتالية بالمدفعية والدبابات وقذائف الهاون وغارات المروحية مسببة استشهاد 70 شخصًا، أن تنسحب منها فصائل “الجيش الحر” المحلية، وتدخلها قوات النظام في 24 من آب وبدأت بارتكاب مجازر وإعدامات جماعية راح ضحيتها أكثر من 700 واعتقلت العشرات من مواطني المدينة.
ومن الجدير بالذكر أن سوريا شهدت منذ بدء الثورة منتصف مارس/آذار 2011 مجازر وعمليات دامية نفذها تنظيم الأسد الإرهابي راح ضحيتها آلاف من الأطفال والنساء والرجال مثلما حدث في مجزرة الغوطة الشرقية بـريف دمشق والحولة بـحمص, وفي التريمسة بـبحماة وغيرها الكثير من المجازر ومازال هذا التنظيم الأرهابي يرتكب ابشع المجازر ضد أبناء الشعب السوري دون أي اكتراث للقوانين الدولية .