عبدالله كدو // القيادي في حزب يكيتي الكوردستاني _سوريا وعضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري
السياسيين السلبيين من الكرد السوريين وخاصة المسؤولين منهم، الذين لا يقدمون مبادرة ولا نشاطاً ملموساً في المجال السياسي، لا يقدّمون لأسباب معينة، منها:عدم توفر الجدية والإحساس بالمسؤولية، أو الخوف من النتائج، وهذا يمكن تفهّمه، لكن ما هو غير متفهم، أن يقوم أولئك المتقاعسين المسكونين بالخوف، باتهام الإيجابيين الذين يعملون ويقدمون – ولو قليلا – في المجال السياسي أو المدني أو غيره، بتهم كاذبة، أو يقومون بالتشكيك بنواياهم و مصداقيتهم، ذلك لتبرير تلك السلبية، أي للتغطية على عدم قيامهم بأي عمل إيجابي ملموس قد يكلفهم جهداً أو وقتا، أو قد يكلفهم مساءلة أو محاسبة من طرف ما، وعليه فإن مهمة أولئك السلبيين الخائفين على مناصبهم تبقى الحفاظ على الهمود والسكون السياسي الذي لا يستهلك الكثير من الجهود و لا يتطلب الكثير من المعرفة التي لا تتوفر عندهم..
وهذا يذكرنا بما كان يقال عن الشهيدين، الشيخ معشوق الخزنوي ومشعل تمو، الذّين كان البعض من أولئك الجاحدين الذين دأبوا على أن يغمطموا الإيجابيين حقهم، الإيجابيين ممن يعتبرونهم منافسين لهم على (الصنعة).
كانوا يتهمونهما، على سبيل المثال لا الحصر، بأنهما محصّنان أمنيا، رغم دفاعهما العلني المستميت عن ضحايا الأجهزة الأمنية، ورغم ما يشهد لهما على شعورهما العالي بالمسؤولية وشجاعتهما.
ربما يكون الجواب الشافي لهذه العلة المنتشرة، فوبيا المنافسة، بشكل أكبر في الوسط الكردي السوري الذي حكمته سلطات تسلطية متعاقبة بأساليب لا دولتية بوليسية مقيتة بشكل سافر، بخصوصية كردية تختلف عن تلك لدى بقية مكونات شعبنا السوري، عِلة الأنانية والحقد على المنافسين، ذلك ضمن صفوف أطراف من القوى الوطنية المعارضة، ربما يكون تفسير هذه الآفة موجودا في علم النفس السياسي.