أمريكا وفرنسا وبريطانيا يؤكدون على القطيعة المطلقة مع النظام السوري المتورط في ارتكاب انتهاكات فظيعة ويشددون على محاسبته
باريس – بيان صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان:
الثلاثاء 5/ تشرين الأول/ 2021: نظَّمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وحملة سوريا فعالية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمشاركة السيدة عزرا زيا، وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان، والسفير فرانسوا سينيمو، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الفرنسية بشأن سوريا، والسيد جوناثان هارجريفز، الممثل الخاص للمملكة المتحدة إلى سوريا، ومشاركة منظمات ميثاق الحقيقة والعدالة ممثلين بكل من: السيدة ياسمين المشعان، مسؤولة التواصل والتنسيق وعضو مؤسس في رابطة عائلات قيصر، والسيد خليل الحاج صالح، من منظمة مسار (تحالف أسر الأشخاص المختطفين لدى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”).
أدارت الجلسة السيدة نعومي كيكولر، مديرة مركز سيمون سكجوت لمنع الإبادة الجماعية التابع لـمتحف الولايات المتحدة لإحياء ذكرى المحرقة، وتمَّ بثها عبر منصة زوم وصفحات التواصل الاجتماعي. افتتح السيد فضل عبد الغني الجلسة مُرحباً بالسفراء والديبلوماسيين، والمشاركين،
وأشار إلى سياق هذه الفعالية عالية المستوى، وما لها من تاريخ طويل ومتصل منذ عام 2014، حيث عقدت سنوياً في نيويورك وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وشاركت فيها دائماً الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وتناولت مواضيع متعددة، مثل: البراميل المتفجرة، الأسلحة الكيميائية، قصف المشافي ومراكز الدفاع المدني، المعتقلين والمختفين قسرياً، التعذيب، المحاسبة، وغيرها: “في هذا العام والعام المنصرم 2020؛ ونظراً لطبيعة الظروف الاستثنائية بسبب فيروس كورونا المستجد، تشرفنا في الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالتنسيق مع مكتب حقوق الإنسان في الخارجية الأمريكية بتنظيم الفعالية، لأننا لم نرغب أن يكون هناك أي انقطاع في هذه السلسلة المتصلة، ولأن الانقطاع سوف يرسل رسالة سلبية للسوريين، خاصة في ظلِّ توجه بعض الدول الدكتاتورية لإعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري”.
ثم تحدثت مديرة الجلسة السيدة نعومي كيكولر، التي بدأت بشكر الشبكة السورية لحقوق الإنسان وحملة سوريا على تنظيم الفعالية وشكر الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، إضافة إلى المدافعين عن حقوق الإنسان السوريين على مشاركتهم.
وتابعت السيدة كيكولر “بينما نجتمع اليوم هناك عشرات الآلاف من السوريين قيد الاعتقال يتعرضون للتعذيب ويواجهون الموت، مئات آلاف السوريين يتطلعون لأية معلومات عن مكان أحبائهم، في ظل استمرار الضربات الجوية للحلف السوري الروسي على إدلب وغيرها.
” وأضافت: “نحن أمام دولة تم تدمير نسيجها الاجتماعي ويستمر حكمها من قبل شخص ارتكب جرائم مريعة ضد شعبه، وحتى الآن يستمر الإفلات من العقاب”.
وأردفت السيدة كيكولر: “أزيد من 149862 شخصاً تم اعتقالهم تعسفياً منذ عام 2011، ووراء كل رقم إنسان، شاب، امرأة حامل أو طفل صغير وهؤلاء من أكثر الفئات هشاشة من بين المستضعفين في سوريا، وخاصة مع استمرار انتشار كوفيد-19. لم تنتهي هذه الأزمة بعد، ولا يمكن الحديث الآن عن تطبيع العلاقات مع النظام السوري”.
نقلت السيدة نعومي الكلمة للسيدة عزرا زيا، التي قالت: “بصفتي وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان أتابع أمن المدنيين وتقدم الديمقراطية وحقوق الإنسان حول العالم بما في ذلك في سوريا، وعملنا لم يكن ممكناً من دون المدافعين عن حقوق الإنسان الموجودين هنا اليوم، ولذا أتوجه بالشكر للسيدة ياسمين والسيد خليل، وجميع أخوات وأخوة وآباء وأصدقاء السوريين المختفين، جهدكم الغير منقطع في سبيل حرية أحبائكم وآلاف غيرهم ملهم حقاً” وأشارت زيا إلى مرور الذكرى العاشرة على انطلاق الحراك الشعبي في سوريا، الذي واجهه النظام السوري بالقتل والاعتقال والتعذيب المستمر حتى اليوم، وعقَّبت قائلة: “لا يمكن الوصول إلى السلام الدائم في سوريا من دون محاسبة النظام السوري على الفظائع التي ارتكبها، والتي بلغ بعضها جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
” وتابعت: “إنَّ معاناة المعتقلين يجب أن تبقى في مقدمة جهود المجتمع الدولي لتخفيف معاناة الشعب السوري والعمل باتجاه حل سياسي، ولهذا تطالب الولايات المتحدة الأمريكية بإطلاق السراح الفوري لجميع المعتقلين وخاصة النساء والأطفال والأكثر عرضة للإصابة بكوفيد-19.
كما يجب على النظام أن يسمح لجهات مستقلة ومحايدة بالدخول بدون قيود إلى مراكز الاحتجاز لديه، وعليه تقديم معلومات عن المختفين لأهاليهم وتسليم جثامين المتوفين إلى أحبائهم.
” وأضافت السيدة عزرا: “بصفتي مسؤولة حقوق الإنسان في السفارة الأمريكية في سوريا وبعد ذلك وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان، كان لي الشرف في العمل مع الشعب السوري وقيادات المجتمع المدني.
بمواجهة وحشية نظام الأسد رأيت أفضل ما في الإنسانية في عمل المدافعين عن حقوق الإنسان، مثل السيد فضل، الذي بذل جهداً لتوثيق الانتهاكات كان أساسياً في تقارير الولايات المتحدة الأمريكية عن حقوق الإنسان. والعديد من التقارير من قبل دول ومنظمات أخرى”.
كما رحَّبت بإنشاء ميثاق الحقيقة والعدالة لتوحيد الرؤية من أجل معالجة قضية المعتقلين والمختفين قسرياً وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تعمل على زيادة الاهتمام الدولي بقضية المعتقلين والمختفين السوريين، كما أكدت على أن “الولايات المتحدة الأمريكية لن تطبع العلاقات مع النظام السوري ولن نقوم بتمويل إعادة البناء في سوريا حتى يظهر النظام تقدماً فعلياً للعملية السياسية بناءً على قرار مجلس الأمن 2254، كما ندعم جهود السيد غير بيدرسون من أجل حل سياسي في سوريا، وتركيزه على إطلاق سراح معتقلين غير مشروط، بالتنسيق مع لجنة التحقيق المستقلة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان وعائلات المختفين.
” وأشارت: “في تموز، وبالتوافق مع قانون قيصر، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات على سجون ومسؤولون في نظام الأسد على صلة بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.
وإن الجهود المبذولة من أجل المحاسبة يجب أن تترافق مع دعم للسوريين الناجين من الفظائع التي شهدناها في سوريا خلال العقد الماضي”. واختتمت كلمتها بشكر المشاركين على مشاركة قصصهم والتأكيد على أن الولايات المتحدة تبقى الشريك الدائم للشعب السوري.