أطلق النشطاء الإيرانيون وسم #سپاه_عامل_سيل (الحرس الثوري مسبب الفيضان) في شبكات التواصل الاجتماعي، عقب استغلال قادة الحرس الثوري الفيضانات الأخيرة لتسجيل مقاطع فيديو إعلامية بدلاً من تقديم مساعدات حقيقة للمتضررين.
وداهم سيل التفاعل مع الوسم قادة ميليشيا “الحرس” أكثر مما باغتهم الفيضان نفسه، إذ يؤكد مراقبون أن الشعب الايراني لم يعد يحتمل استغلال قادة الميليشيا للكوارث الطبيعية لصالحهم على حساب المواطنين المتضررين.
وكانت وكالة الفارس أول من أسهمت في استغلال تضرر الإيرانيين بنشر فيديو لمتزعم الميليشيا “قاسم سليماني” وهو يمشي بين المتضررين في محافظة خوزستان، ويتحدث مع المواطنين العرب.
وعدا عن ذلك، شوهد محمد علي جعفري في مقطع آخر، وهو يدعي المساعدة في ملء أكياس الرمل أمام عدسات الكاميرات.
بدورها، نشرت وكالة مهر الإيرانية شريطاً مصوراً يظهر فيه قاسم سليماني إلى جنب بعض المتضررين في الفيضانات الأخيرة، قائلاً: “ما حدث أخيرا يشبه الدفاع عن الحرم، فما هو أعلى من أن نحتفظ بكرامة الإنسان، وأن لايهجر من بيته ولا يذهب إلى المخيمات، يحتفظ بكرامته ويبقى في بيته؟ هل هناك حريم أعلى من الاحتفاظ بكرامة الانسان؟”.
ولفت مغردون إيرانيون إلى “نفاق” سليماني الذي أسهب في الحديث عن الكرامة وعدم التهجير إلى المخيمات، بينما كان له الدور الرئيسي وميليشياته في تهجير الملايين من السوريين من بيوتهم إلى مخيمات الموت.
وفي المقطع نفسه، يظهر المداح “سيد رضا نريماني” والمعروف لدى الإيرانيين بـ”مداح خامنئي” لما يلقيه من أشعار دفاعاً عن جرائم فيلق القدس في سوريا، قائلاً: “كانت الأجواء مزعجة في شبكات التواصل الاجتماعي” في إشارة إلى إطلاق وسم #سپاه_عامل_سيل.
ووضع “نريماني” موضع السخرية لدى المغردين الإيرانيين، عندما ادعى “بانه هناك 3 جنود باكستانيين بيينا. جاؤوا مؤخراً من سوريا لمساعدتنا، وأن هناك آخرين في الطريق”.
وأضاف: “للذين يقولون لماذا يذهب البعض إلى سوريا، هؤلاء يأتون إلى هنا الآن. من جهتين نحن نذهب (إلى سوريا) وهؤلاء يأتون لمساعدتنا الآن، أينما كانت الحاجة للمساعدة سنكون هناك. لا فرق إذا كانت في سوريا أو إيران”.
كما أعلنت وكالت فارس الخميس الفائت، عن وصل أول مجموعة من المقاتلين الأفغان من ميليشيا “لواء فاطميون” إلى القرى المحيطة بمدينة بلدختر بمحافظة لرستان الإيرانية، لمساعدة المتضررين من الفيضانات، وذلك لتبييض وجه المرتزقة الأفغان، الذين يستلمون رواتبهم الشهرية من الحرس الثوري للمشاركة في قتل السوريين.
يشار إلى أن عدة محافظات إيرانية شهدت فيضانات واسعة، منذ منتصف آذار الفائت، والتي ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، حيث بلغ عدد المحافظات المتضررة 27 محافظة من مجمل 31 محافظة.
يذكر أن ميليشيا “الحرس الثوري” ليست أكبر مؤسسة عسكرية في إيران وحسب، وإنما تعتبر أكبر مؤسسة مالية وتجارية، وتسيطر على جميع مفاصل الحياة في إيران، عدا عن دورها التخريبي، حيث جاءت عاصفة تغريدات باستخدام الوسم #سپاه_عامل_سيل احتجاجاً على دور الميليشيا التخريبي ليس في المنطقة فقط، وإنما في إيران أيضا.
المصدر: أورينت نيوز