المدن:14/10/2022
خسرت هيئة تحرير الشام عدداً من عناصرها وآلياتها خلال محاولتها التقدم نحو مدينة أعزاز شمال حلب، فيما شنّ الفيلق الثالث هجوماً معاكساً على مدينة عفرين سيطر خلالها على مواقع استراتيجية على أطرافها الجنوبية.
كفرجنة مستعصية
وقال مصدر عسكري في الفيلق الثالث ل “المدن”، إن تحرير الشام بدأت عقب سيطرتها على مدينة عفرين، بحشد قواتها تمهيداً لاقتحام بلدة كفرجنة التي تعتبر البوابة الغربية لمدينة أعزاز، آخر معاقل الفيلق الثالث في منطقة “غصن الزيتون” شمال حلب، موضحاً أن البلدة تعتبر بمثابة خط الدفاع الأول عن أعزاز من جهتها الغربية.
وأضاف المصدر أن الفيلق الثالث تمكن من إعطاب 3 آليات تابعة لتحرير الشام ضمنهم دبابة وعربة مدرعة بقذائف صاروخية، ما أدّى إلى مقتل عدد من عناصرها وجرح آخرين. كما استهدف بصاروخ مضاد للدروع قواتها المتمركزة في معمل الصابون على طريق عفرين-كفرجنة موقعاً خسائر كبيرة في صفوفها.
وأشار إلى أن تحرير الشام حاولت اقتحام كفرجنة مستخدمة الدبابات والآليات الثقيلة 3 مرات خلال الساعات الأخيرة، لكنها لم تُفلح في اختراق دفاعات الفيلق الثالث، الأمر الذي أجبرها على التراجع نحو مواقعها التي تقدمت منها في مدينة عفرين، في محاولة لترتيب قواتها غالباً والتحضير لهجوم جديد.
هجوم معاكس
وقال المصدر إن الفيلق الثالث لم يقف عند حدود الدفاع عن أعزاز، بل تقدم ونفّذ هجوماً معاكساً نحو مدينة عفرين، سيطر خلاله على القرية الشامية وقرية ترندة وتلّتها الاستراتيجية المطلة على أطراف مدينة عفرين الجنوبية، وتقدموا أكثر نحو محور قرزيحل الذي كان قد انسحب منه الفيلق الثالث، باستثناء النقاط المجاورة للجبهة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) شرقاً.
وكانت تحرير الشام قد سيطرت على مدينة عفرين الخميس، بعد معارك مستمرة بدأت من مدينة الباب منذ الثلاثاء، شاركت فيها فرقتا “الحمزات” و”العمشات” المنضويتين في الجيش الوطني في القتال إلى جانب الهيئة، ما أدّى إلى خسارة جميع القرى والمدن التي يسيطر عليها الفيلق الثالث في ريف عفرين الجنوبي الغربي إضافة إلى مدينة عفرين، ثم انسحابه إلى معاقله الرئيسية في أعزاز شمال حلب.
مفاوضات مع تحرير الشام
من جهة ثانية، كشف المصدر عن إجراء مفاوضات بين الفيلق وتحرير الشام، موضحاً أن الأخيرة تُطالب بعوائد اقتصادية من معابر الفيلق الحدودية مع تركيا وخصوصاً معبر باب الهوى، إضافة إلى معابر أخرى تسيطر عليها حركة “التحرير والبناء” المتحالفة مع الفيلق الثالث، مقابل انسحابها من مدينة عفرين والمناطق التي تقدمت إليها في ريفها الجنوبي الغربي. كما تُطالب، حسب المصدر، بحلّ أو طرد “جيش الإسلام” المنضوي في صفوف الفيلق الثالث، والذي تعتبره تحرير الشام ألدّ أعدائها.
كما تجري مفاوضات مشابهة في مدينة الباب شرق حلب، لعودة فرقة “الحمزات” إلى المدينة، واسترجاع مقرّاتها التي أُخرجت منها من قبل الفيلق الثالث، وإعادة خرائط السيطرة العسكرية في جرابلس وريف الباب الشمالي الشرقي إلى ما كانت عليه سابقاً.
لا انسحاب من عفرين
وتواردت أنباء عن انسحاب تحرير الشام من مدينة عفرين بعد الحديث عن المفاوضات التي تأتي بالتزامن مع تغريدة لرئيس الحكومة المؤقتة في الائتلاف الوطني المعارض عبد الرحمن مصطفى، أكد فيها أن الحكومة “تواصل إدارة مدينة عفرين”، وأن القوات الأخرى، في إشارة لتحرير الشام، “غادرت المدينة”.
إلا أن مصادر ميدانية متقاطعة أكدت ل “المدن”، أن تحرير الشام لم تنسحب، وأنها لا تزال تحافظ على مواقعها في المدينة، فضلاً عن الدفع بالمزيد من قواتها نحو كفرجنة لاقتحامها خلال الساعات القادمة إذا ما فشلت المفاوضات.