”أفاد المبعوث الأمريكي الجديد إلى سوريا “جويل رايبيرن”، في تصريحات خاصة لقناة “حلب اليوم” الفضائية، بترجيحه مواصلة الإدارة الأمريكية الجديدة، بدعم الأهداف الأمريكية في سوريا المتبعة لدى الإدارة السابقة، المتمثلة في دعم الأهداف الثلاثة (مكافحة الإرهاب، وتقويض الدور الإيراني في سوريا، والسعي للوصول إلى حل سياسي في سوريا).
هل ستقوم الإدارة الجديدة للولايات المتحدة بتغيير سياستها في سوريا؟وقال المبعوث الأمريكي إنه لا يستطيع التكهن أو التوقع حول سياسة الإدارة الجديدة لبلاده، وأوضح أن سياسة بلاده السابقة المتبعة في سوريا سابقاً تحظى بدعم واسع من كلا الحزبين في واشنطن، مع توقع متابعة هذه السياسات في سبيل تحقيق الأهداف الثلاثة في سوريا (محاربة الإرهاب والدور الإيراني، والحل السياسي).
وأضاف أن سياسة بلاده السابقة تعتمد في مضمونها على ثلاثة أهداف مترابطة، أولها حملة مكافحة الإرهاب التي شنت ضد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، وقال: “وأظن أننا سنرى دعماً واسعاً من واشنطن بهذا الشأن”، والثاني تقويض تأثير القوات والميليشيات الإيرانية في سوريا
وأردف: “هناك إجماع واسع بين الحزبين في واشنطن حول ضرورة التصدي لذلك بسبب الدور الذي لعبتة إيران في سوريا بزعزعة الإستقرار”، والهدف الثالث هو محاولة الوصول الى حل سياسي للنزاع السوري بالإعتماد على قرار مجلس الأمن رقم 2254 واستعمال أدوات مثل قانون قيصر للوصول الى ذلك، وقال: “هناك إجماع واسع حول هذا أيضاً”.
هل ستستمر الولايات المتحدة في تضييق الخناق على نظام الأسد؟
وأبدى المبعوث الأمريكي اعتقاده بأن بلاده ستستمر في تطبيق العقوبات بما فيها “قانون قيصر”، بسبب وجود دعم قوي لتطبيق هذا التضييق الاقتصادي على حكومة النظام، بهدف إيقاف حرب النظام ضد الشعب السوري والوصول معه إلى الحل السياسي.
ما هي رؤية الحكومة الأمريكية الجديدة حول مدينة إدلب والشمال السوري؟
وقال “جويل رايبيرن” في تصريحاته لـ”حلب اليوم”: “إن الوضع في إدلب متردٍّ جداً، بحيث أن هناك قرابة 3 ملايين شخصاً يتعرضون للقصف المدفعي والجوي الذي يشنه نظام الأسد وحلفاؤه، كما أن الوضع المعيشي سيئ جداً، حيث يقوم نظام الأسد بمحاولة قطع المساعدات الإنسانية المتوجهة للسكان في المنطقة.
وانتقد “رايبيرن” استعمال روسيا والصين حق “الفيتو” للحد من وصول مساعدات الأمم المتحدة عن طريق معبر “باب السلامة”، وتخصيص معبر “باب الهوى” لوصول المساعدات، الأمر الذي كان له تأثيراً كبيراً على سكان المنطقة الشمالية الغربية، وأضاف: “لذا فإن الأمر برأي الولايات المتحدة ليس جيداً”وأبدى المبعوث الأمريكي، دعم بلاده لتركيا في ما وصفه بـ”محاولتها وقف اعتداءات النظام وحلفائه ضد الشعب السوري”، لتفادي حدوث “كارثة إنسانية”، وشدد بقوله: “لا بد لنظام الأسد وحلفائه إيقاف الحرب ضد إدلب، وإعطاء الشعب الفرصة للعودة لحياتهم الطبيعية”.
إلى أي مدى نجحت السياسة الأمريكية في سوريا في تطبيق الحل السياسي؟
وأفاد المبعوث الأمريكي، بأنه نظراً لعام 2016 بعد تطورات حلب، لم يخطر لأحد أن يحلم بأن يمنع نظام الأسد وحلفائه من تحقيق انتصار عسكري، وشدد بقوله: “بعد 4 سنوات من تطورات حلب أعتقد أنه ما من أحد في صفوف النظام ظن أن النظام سيغدو أبعد عن أهدافه، وأنه سيتدهور اقتصادياً، وأن العملة السورية ستتدهور وأن وضع النظام سيغدو أضعف فأضعف شهراً بعد شهر”، وفق تعبيره.
وأضاف “رايبيرن”: “أظن أن قبيل نهاية 2020 و بحلول عام 2021، قد باتت الصورة واضحة بأنه ما من حل سياسي مرتقب في المنطقة، وأنه قد حان الوقت للتحقق من الواقع، وحتى بالنسبة للنظام فلا مخرج له من النزاع هذا سوى الموافقة على قرار2254”.
هل ستتابع الحكومة الأمريكية الجديدة سياستها المتبعة مع القوات الإيرانية في سوريا؟وحول الموقف الأمريكي من التدخل الإيراني، قال المبعوث الأمريكي إنه “لا نقاش في وجوب وقف التأثير السلبي للوجود الإيراني في سوريا، ومحاولة النظام الإيراني بتحويل سوريا إلى حامية عسكرية”، ووصف المشروع بأنه “حلم قاسم سليماني في تحقيق القيادة”.وأردف “جويل رايبيرن” بأنه “ليس من المقبول أن يستمر النظام الإيراني بإرسال الميليشيات والأسلحة الإستراتيجية إلى سوريا بهدف شن الحرب ضد شعبها، أو بهدف جعل المنطقة كقاعدة إيرانية تستعملها في حربها مع الدول المجاورة لسوريا.
ماهو موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الانتخابات التي سيقيهما نظام الأسد هذه السنة؟
وحول انتخابات النظام الرئاسية، قال “رايبيرن” إنه من الواضح أن “انتخابات النظام لا تحمل أي مصداقية لدى المجتمع الدولي، ولن يراها أحد على أنها شرعية،
وأضاف: “يبدو أن الانتخابات ستكون زائفة بحيث سيفوز بها بشار الأسد من تلقاء نفسه مرة أخرى”.ووصف المبعوث الأمريكي، انتخابات النظام بأنها “لاتحمل أي شرعية وبأنها ليست موثوقة، وبأنه من الواضع أنها لا تخضع لقرار مجلس الأمن 2254 الذي يتطلب توفر بيئة موثوقة وعادلة لإجراء الإنتخابات، وذلك عدا عن أحقية مشاركة السورين خارج سوريا بالانتخابات”.
وشدد على أن “أي عرض سيقدمه نظام الأسد في شهري أيار وحزيران لن يحمل أي تأثير على الوضع السياسي في سوريا”.
بطاقة شكر لقناة “حلب اليوم”واختتم المبعوث الأمريكي إلى سوريا “جويل رايبيرن”، تصريحاته لقناة “حلب اليوم”، بتعبيره عن تقديره لعمل القناة، ووصفها بأنها “استطاعت الحفاظ على المصداقية الصحفية ضمن الظروف القاهرة”، حيث كانت “خير مثال يحتذى به لما يتوجب على الصحافة السورية أن تكون عليه”.
وأردف قائلاً: “تتفوق حلب اليوم بمصداقيتها بعشرات المرات على إعلام نظام الأسد.. أرى الفرق الشاسع بمصداقية نقل قناة حلب اليوم للوقائع، بالمقارنة بالإعلام الكاذب الذي يعتمده نظام الأسد والقنوات التي يدعمها”.