هبة محمد
دمشق – «القدس العربي»: 13/8/2021
التقى وفد روسي أمس الخميس، مع قيادات في اللواء الثامن المدعوم من موسكو، بقيادة أحمد العودة، في مدينة بصرى الشام في ريف درعا جنوب سوريا، وسط قلق أممي بشأن الوضع الذي وصف بـ «الخطير» نتيجة ارتفاع وتيرة الأعمال العدائية، شمال وجنوب سوريا.
وقال مصدر مطلع من درعا لـ «القدس العربي» إن ضابطاً روسياً، زار في رفقة وفد من العسكريين، الريف الشرقي لمحافظة درعا، بدءاً من مدينة صيدا وانتهاء ببصرى الشام، متجولاً بين الحواجز العسكرية.
واعتبر المصدر الواسع الاطلاع أن الزيارة لم تخرج عن إطارها المألوف، عازياً السبب إلى أن «الضباط الروس كثيراً ما يأتون إلى بصرى، وكل ضابط جديد يبدأ عمله بزيارة بصرى لأن الروس يعتبرونها معقلاً لهم».
زيارة لأماكن تجمع النازحين
وقال المتحدث باسم تجمع أحرار حوران أن هدف الوفد الروسي من الزيارة، معرفة الأسباب المباشرة لمهاجمة الحواجز التابعة للنظام في 29 تموز/يوليو الفائت، ومناقشة عن التصعيد العسكري الأخير في أحياء درعا البلد.وأوضح المتحدث لـ«القدس العربي» أن الضباط الروس استطلعوا أوضاع الحواجز العسكرية في المنطقة، وآلية تعاطيها مع أهالي المنطقة، كما تعهدوا تحسين الأوضاع خلال الفترة القادمة.
وأشار المتحدث إلى أن «دورية من الشرطة العسكرية الروسية زارت الأربعاء أماكن تجمع النازحين من أحياء درعا البلد وحي طريق السد، وقامت بعمليات استطلاع وإحصاء للأهالي».
وعلى صعيد مواز، قال الناطق الرسمي باسم اللجنة المركزية بدرعا البلد المحامي عدنان المسالمة، أن المفاوضات بين الجانب الروسي ولجنة المفاوضات عن درعا البلد متوقفة تماماً، نافياً الأنباء التي تحدثت عن لقاء جمع بين اللجنة المركزية والجانب الروسي أمس.
وقال المسالمة «لا صحة للمعلومات التي وردت عن دخول وفد روسي إلى درعا من أجل التفاوض، وما حدث هو أن دورية تابعة للشرطة العسكرية الروسية دخلت إلى مناطق تجمع النازحين من المناطق المحاصرة إلى المربع الأمني في درعا المحطة، وقامت بعمليات استطلاع وإحصاء لهم من أجل تقديم مساعدات حسب ما وصلنا منهم».
وعزا المسالمة تأخر المفاوضات إلى تغيير الضابط الروسي المسؤول عن الملف، وعدم زيارة الجنرال الجديد درعا بعد، كما أكد المتحدث باسم لجنة التفاوض وصـول رسـالة من الأخير تفيد باقتراب موعد قـدومه إلى درعا من أجـل استـئناف المفاوضـات.
واعتبر العقيد المنشق عن النظام السوري أحمد رحال أن «تغيير القيادة الروسية لضابطها المفاوض في درعا البلد الجنرال أسد الله تعكس الغضب الروسي من الأداء المخيب الذي مارسه أسد الله بعيدًا عما تريده موسكو».
مبدياً اعتقاده أن «الفساد بين الضباط الروس كبير وسبق أن تم التحقيق مع الكثير من ضباط قاعدة حميميم وتمت إعادتهم لروسيا من قبل لجنة استخباراتية قدمت من موسكو».
حركة نزوح كبيرة
وشهدت أحياء درعا البلد وحي طريق السد ومخيمات اللاجئين في درعا، حركة نزوح كبيرة منذ تموز الفائت، وما تزال قوات النظام والميليشيات الإيرانية الموالية لها، تفرض حصارها على أحياء درعا البلد وحي طريق السد، منذ 24 حزيران الفائت، وتمنع إدخال المواد الغذائية إليها، الأمر الذي أدى إلى نفاذ أصناف واسعة منها، فضلا عن انقطاع مادة الخبز والأدوية وحليب الأطفال، في وقت يعاني الأهالي من عدم وجود نقطة طبية ترعى المرضى والمصابين.في غضون ذلك، أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن خلال اجتماع مجموعة العمل المعنية بالشؤون الإنسانية التابعة للمجموعة الدولية لدعم لسوريا (ISSG) والذي عقد في جنيف أمس عن قلقه المتزايد بشأن التطورات في جنوب سوريا.
وأوضح البيان أن ارتفاع وتيرة الأعمال العدائية، والتي شملت قصفاً عنيفاً واشتباكات مكثفة على الأرض، قد تسببت في وقوع إصابات بين المدنيين وإلحاق أضرار بالبُنى التحتية المدنية، كما اضطر آلاف المدنيين للفرار من درعا البلد،ووفقا للبيان فإن التوتر يستمر أيضاً في مناطق أخرى، مع تصعيد ملحوظ في أعمال العنف في شمال غربي سوريا، واستمرار العديد من التحديات المتعلقة بالأمن المائي في شمال شرق سوريا.