قال فريق إنساني ومسؤول إعلامي إن المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سورية لم تمر عبر معبر “باب الهوى” الحدودي، رغم التفاهم الأخير الذي توصلت إليه الأمم المتحدة مع النظام السوري.
وأوضح فريق “منسقو الاستجابة في الشمال”، اليوم الاثنين، أن حركة المعبر الحدودي لا تزال متوقفة بشكل كامل أمام دخول المساعدات الإنسانية لليوم الأربعين على التوالي.
وأكد مدير المكتب الإعلامي لـ”باب الهوى”، مازن علوش في حديث لـ”السورية.نت” عدم عبور أي قافلة مساعدات إنسانية إلى الداخل السوري، منذ التفاهم المعلن.
وفي غضون ذلك يشهد معبر “باب السلامة” حركة ضعيفة جداً أمام دخول المساعدات الإنسانية، رغم الاستثناء المعمول به حتى منتصف أكتوبر، وفق “منسقو الاستجابة”.كما يشهد معبر “الراعي” توقفاً نهائياً لدخول المساعدات، على الرغم من شموله بالاستثناء السابق.
ماذا جاء في “التفاهم”؟
وفي التاسع من أغسطس الحالي أعلنت الأمم المتحدة أنها توصلت لاتفاق مع النظام السوري حول تمديد إيصال المساعدات لشمال غرب سورية، عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، إن النظام وافق على إعادة فتح معبر باب الهوى أمام المساعدات، مدة ستة أشهر.وأضاف أنه تم التوصل لهذا “التفاهم” بعد محادثات بين منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، ومسؤولين في نظام الأسد.
ولم يذكر المسؤول الأممي شيئاً عن الشروط المسبقة التي كان النظام قد وضعها لقاء موافقته على إعادة فتح المعبر، في وقت بقيت تفاصيل “التفاهم” غامضة، وهو ما أثار ريبة عمال إغاثة سوريين.
وكان النظام قد اشترط سابقاً إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري على عملية إيصال المساعدات لشمال غرب سورية.
كما اشترط عدم تعامل وكالات الأمم المتحدة مع من يسميها “المنظمات الإرهابية” العاملة في تلك المنطقة. إلا أن الأمم المتحدة اعتبرت أن هذه الشروط “غير مقبولة”.
وأشار “منسقو الاستجابة” إلى أنه رصد خلال الأسبوعين الماضيين “توقف كامل لبرنامج الأمن الغذائي للنازحين ،حيث اضطرت آلاف العائلات إلى تخفيض عدد الوجبات اليومية إلى وجبة واحد فقط يومياً”.كما رصد “انقطاع مادة الخبز عن المخيمات، ما اضطر النازحين إلى حذف الوجبات الغذائية المعتادة لتأمين كفاية الخبز اليومية من الشراء”.وقال الفريق الإنساني إنه وثق تراجعاً ملحوظاً لكمية المياه في المخيمات، بالتزامن مع زيادة الحاجة بشكل أكبر للمياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
كما تم تسجيل زيادة واضحة في أعداد المصابين بالأمراض الجلدية داخل المخيمات، نتيجة نقص المياه.وتوقف دعم العديد من المشافي والنقاط الطبية المنتشرة في شمال غرب سورية، وانخفضت كمية المستهلكات الطبية فيها، الأمر الذي زاد من الأعباء على المشافي للعمل وفق الطاقة المحددة.ولاحظ “منسقو الاستجابة” ارتفاع في أسعار المواد والسلع الغذائية الأساسية في الأسواق المحلية، بالتزامن مع توقف المساعدات، مما سبب ضغط إضافي على العائلات لتأمين الاحتياج اليومي من الغذاء.
المصدرالسورية.نت