أيمن عبد النور : ( كلنا شركاء )
كلما مرت الأيام تتضح صورة ان هناك اتفاقاً ما بين النظام السوري وبين دول حليفة له خلاصته انه يجب أن يقوم بتحسين صورته لتتمكن من مساعدته والدفاع عنه بالمحافل العربية والدولية .فبعد ان ظهرت للعلن مسودة قانون ( تجريم التعذيب ) بدون مقدمات ودون ان يدرك احد الأسباب الموجبة له تم تمريره على عجل وخلال اقل من شهر ليصبح قانوناً وليدعي النظام ان لديه قانون يجرم التعذيب وان الصور والفيديوهات الكثيرة جدا والمنشورة بالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي هي احداث فردية ويعاقب عليها قانون البلاد ؟.
ليلي ذلك تغيير كامل لقيادة الجيش حيث تم تعيين ضباط ليسوا منخرطين بشكل مباشر بوحدات ارتكبت مجازر او تم تصويرهم وهم يرتكبون جرائم حرب , فتم جلب اللواء علي محمود عباس ( من المسلمين السنة من ريف دمشق ) و الذي لم يمض على نقله لرئاسة الأركان وتعيينه كنائب ثان لرئيس الأركان سوى عام واحد فقط وهو من الضباط الذي امضى عمره في الاكاديمية العسكرية سواء في التدريب او في اتباع دورات قيادية عالية المستوى خارج سورية اثنتين منها في بريطانيا اضافة للسويد وهولندا , وتم تعيينه كنائب القائد العام للجيش ووزير للدفاع رغم ان هناك سبعة ألوية أقدم منه بالرتبة فهو خريج الدورة 38 بينما هناك ضباط مازالوا على رأس عملهم من الدورة 32 وهذا صعب جداً بأعراف وتقاليد الجيش لذلك اضطر بشار الأسد لترفيعه باليوم التالي لرتبة عماد ليكون أعلى رتبة من زملائه .
كما ولأول مرة من اربعة سنوات ونصف وخلافاً للرأي الروسي بعدم تعيين رئيس أركان وتكليف غرفة العمليات المشتركة التي يرأسها ضابط روسي بصلاحيات رئيس الأركان قام بشار الأسد بتعيين اللواء عبد الكريم إبراهيم كرئيس للأركان وأيضاً في هذه المرة تجاوز عدة ضباط أقدم منه وأقرب لروسيا منه ؟, و قام كذلك بتعيين اللواء مفيد حسن في منصب نائب رئيس هيئة الأركان , ويتضح ان الاختيارات تمت لضباط ليسوا قريبين جدا من الروس وليسوا على قوائم العقوبات الامريكية والدولية .
الأمر الآخر الذي قام به النظام بمحاولة تحسين السمعة هو إصدار مرسوم العفو والذي رغم انه تكرار لما سبقه بالأعوام السابقة لكن النظام حرص على إثارة ان أرقام المفرج عنهم كبيرة وحاول خداع المنظمات التي تتابع هذه الأمور عن طريق الافراج من اماكن متعددة وبدون اوراق كي لا يتمكنوا من حصر العدد الحقيقي , ولكن اتضح ان الارقام صغيرة جدا ولأحكام معظمها منذ فترات قصيرة أو لمن حالته الصحية سيئة جداً ولكن رغم ذلك فان المبعوث الدولي للملف السوري كان عليه كوسيط أممي أن يشيد بالمرسوم مما يصب بمصلحة النظام وسمعته إعلامياً .
بدأ أيضا النظام بحراك سياسي حيث سافر بشار الأسد لطهران و تم استقباله على أعلى مستوى من قبل المرشد الأعلى للثورة خامنئي وحضره من الجانب الايراني الرئيس ووزير الخارجية واسماعيل قآاني قائد فيلق القدس ومن الجانب السوري وزير الخارجية وقنصل ملحق بمكتب الوزير وموظف برئاسة الجمهورية ولم يدع السفير السوري في طهران للحضور كما حصل عند زيارة بشار للإمارات , ووجهت هذه الزيارة رسالة للدول العربية التي تدعم نظام الاسد وكذلك لروسيا ان الأسد مازال متمسكاً وبقوة بحليفه الاساسي ايران .
ورغم كل ذلك كان وقع نشر فيديو مجزرة حي التضامن ضد مواطنين مدنيين عزل قاسياً جداً عليه سواء من الأطراف التي تعلم حقيقته وحتى الأطراف العربية التي تحاول مساعدته بحجة إبعاده عن إيران وجدت أن أمر التواصل معه بشكل علني بات أمراً محرجاً للغاية وخصوصا بظل محاكمات كثيرة لأفراد ينتمون لنظامه بعدة محاكم أوروبية , فشاهد الجميع ان رئيس دولة الإمارات ونائبه وولي عهد ابو ظبي لم يقوموا بإرسال برقيات تهنئة لبشار الأسد بمناسبة عيد الفطر كعادتهم مع كل الدول بل ما حصل ان بشار الأسد قام بالاتصال مع ولي عهد ابو ظبي للمباركة بعيد الفطر وذلك كي يقوم إعلامه بنشر الخبر لمواليه بينما لم يحتف الإعلام الإماراتي بهذا الاتصال نهائياً.
خلاصة ما سبق تجعلنا نقول أنه مهما حاول النظام السوري تجميل صورته بشتى الوسائل ودعوة مؤثرين على اليوتوب لزيارة البلد لكن حجم الفظائع والمجازر المرتكبة وتوثيقها بالصور والفيديوهات لا يمكن أن تنجح أي ماكنة دعائية أو قرارات بتبييضها.