• الأحد , 22 ديسمبر 2024

بيدرسون يؤكد أن الشعب السوري يحتاج إلى مسار سياسي شامل للخروج من الصراع وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254.

أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسون أن الشعب السوري بحاجة إلى مسار سياسي شامل للخروج من الصراع وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254.

جاء ذلك خلال إحاطة إلى مجلس الأمن الاربعاء الماضي المصادف 23 أكتوبر/تشرين الأول 2024

وفيما يلي ترجمة غير رسمية للاحاطة كاملا :السيدة الرئيسة – السفيرة باسكال باريسفيل

1- تشتعل نيران الصراع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك في غزة، وفي لبنان. كما تنعكس تبعاتها على سوريا أيضاً. ويُخلف تصعيد العنف أثاراً كبيرة على سوريا وعلى المدنيين السوريين. وأود أن أحذر بشكلٍ واضح من أن امتداد الصراع الإقليمي إلى سوريا أمر مثير للقلق وقد يزداد سوءاً، وقد يُخلف عواقب وخيمة على سوريا وعلى السلم والأمن الدوليين. فسوريا تتطلب اهتمامنا بشكلٍ جماعي.السيدة الرئيسة،

2- لقد فر مئات الآلاف من السوريين واللبنانيين من لبنان إلى سوريا – إلى بلدٍ يشهد هو نفسه صراعاً متصاعداً.

3- فقد شهد الشهر الماضي أسرع وتيرة من الضربات الجوية الإسرائيلية وأوسعها نطاقاً في السنوات الثلاث عشرة الماضية. حيث تم قصف عشرات المواقع في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك المناطق السكنية، حتى في قلب العاصمة دمشق. وفي المجمل، ذكرت الحكومة السورية أن إسرائيل ضربت الأراضي السورية أكثر من 116 مرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى، وفقاً للحكومة، إلى مقتل أكثر من مائة شخص

.4- وفي الجولان، قامت قوات الدفاع الإسرائيلية ببعض أعمال البناء في محيط منطقة الشريط الفاصل. وخلال هذه الأعمال، رصدت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك دبابة قتالية إسرائيلية وحفارات تعبر خط وقف إطلاق النار إلى المنطقة العازلة. ووردت أيضاً تقارير عن قيام جيش الدفاع الإسرائيلي بتنفيذ ضربة واحدة على الأقل بمسيرة في المنطقة العازلة. وفقاً لاتفاقية فك الاشتباك بين القوات لعام 1974، لا يُسمح بأي قوات أو معدات أو أنشطة عسكرية من قبل إسرائيل أو سوريا في المنطقة العازلة

.5- وفي الوقت نفسه، ورد في أواخر سبتمبر/أيلول تقرير عن هجوم صاروخي انطلق من الأراضي السورية باتجاه الجولان السوري المحتل، في حين زعم جيش الدفاع الإسرائيلي أيضاً أنه أسقط مسيرات أُطلقت من سوريا باتجاه إسرائيل.

6- تقول إسرائيل إن هجماتها تضرب أهدافاً مرتبطة بإيران أو حزب الله، وتتهمهما بتهريب الأسلحة إلى لبنان من سوريا. ومع ذلك، سلطت الحكومة السورية والعديد من المراقبين الضوء أيضاً على التأثير الشديد لتلك الهجمات على المدنيين، مع ورود تقارير مقلقة حول مقتل وإصابة مدنيين نتيجةً للضربات الإسرائيلية، فضلاً عن الأضرار التي لحقت ببعض البنى التحتية المدنية والاقتصادية. ولقد أعاقت الضربات الإسرائيلية التي استهدفت الطريق الدولي بين بيروت ودمشق عبور المدنيين الباحثين عن الفرار، وخنقت أيضاً شرياناً تجارياً حيوياً بين البلدين. مما تسبب في انخفاض حركة المرور التجارية وتضاعف أسعار الوقود في سوريا.

7- ويبدو أن التصعيد الإقليمي يُشكل عاملاً محفزاً للصراع في شمال غرب سوريا بشكلٍ خطير. فقد شنت هيئة تحرير الشام الإرهابية المدرجة على قوائم مجلس الأمن هجوماً واسعاً عبر خطوط التماس على مناطق تابعة للحكومة السورية، إلى جانب تقارير عن إطلاق مسيرات من إدلب واستمرار إطلاق المدفعية والصواريخ. كما استأنفت روسيا الضربات الجوية لأول مرة منذ أشهر، وكثفت القوات الموالية للحكومة بشكلٍ كبير من هجماتها بالمسيرات وعمليات القصف. كما وردت تقارير مقلقة حول سقوط ضحايا ونزوح أعداد كبيرة من المدنيين، وإلحاق أضرار بالبنى التحتية المدنية، بما في ذلك محطة كهرباء تغذي محطة مياه

8- كما تأثرت منطقة الشمال الشرقي بالتصعيد الإقليمي، مع ورود تقارير عن استئناف الهجمات على القواعد العسكرية الأميركية هناك، مما دفع الولايات المتحدة إلى الرد بالقصف المدفعي. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة التي شهدت بالفعل تصاعداً للأعمال العدائية بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات الحكومة ومجموعات المعارضة المسلحة، فضلاً عن بعض التقارير عن ضربات تركية بالمسيرات.

9- ويزيد الوضع المتردي على كافة الأصعدة من صعوبة مكافحة الجماعات الإرهابية المدرجة على قوائم مجلس الأمن مثل داعش، والتي لا تزال تُشكل تهديداً خطيراً.باختصار السيدة الرئيسة،

10- نشهد الآن توافر كافة العناصر اللازمة لعاصفة عسكرية وإنسانية واقتصادية تضرب سوريا المدمرة بالفعل، مع عواقب خطيرة ولا يمكن توقع مداها على المدنيين وعلى السلم والأمن الدوليين. ولدي في هذا الصدد خمس مناشدات عاجلة:

11- أولاً، لابد من حماية سوريا من آثار الصراع الإقليمي. وأكرر دعوتي إلى احترام سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها. ولا يجوز أن تُصبح سوريا ساحة مفتوحة للجميع، تقوم فيها مختلف الأطراف بتسوية حساباتها أو تأجيج مسارح عمليات أخرى، ولا أن تُصبح نقطة انطلاق لشن هجمات أو أعمال انتقامية.12- ثانياً، لابد من تهدئة التوترات الإقليمية بشكلٍ فوري. ودعوني هنا أكرر دعوة الأمين العام إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان. كما أعرب عن قلقي البالغ إزاء احتمال ارتفاع التصعيد بين إسرائيل وإيران، وما قد يؤدي إليه من تبعات فيما يتصل بسوريا.

13- ثالثا، هناك خطر من أن يؤدي التصعيد الإقليمي إلى انهيار اتفاقيات وقف إطلاق النار التي نصت على وأدت – وإن كان بشكل غير مثالي – إلى تجميد خطوط التماس داخل سوريا لما يقرُب من أربع سنوات. وهناك حاجة إلى مزيد من العمل لخفض التصعيد وصولاً لوقفٍ شامل لإطلاق النار على المستوى الوطني بما يتماشى مع القرار 2254. وهناك ضرورة أيضاً إلى نهجٍ تعاوني لمكافحة الجماعات الإرهابية المدرجة على قوائم مجلس الأمن، وفقاً للقانون الدولي.

14- رابعاً، يجب على جميع الجهات الفاعلة، السورية والدولية – بما في ذلك إسرائيل – الامتثال لأحكام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب والحذر. وأعبر في هذا الصدد عن أسفي إزاء ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين مجدداً، والأضرار التي لحقت بالبنى التحتية المدنية

.15- خامساً وأخيراً، دعوني أُذكر أيضاً بأهمية وجود قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك وأشدد على ضرورة التزام الطرفين بشروط اتفاق فض الاشتباك. فأي انتهاك للاتفاق من شأنه أن يزيد من حدة التوترات بين الطرفين ويؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة.

16- لقد نقلت مؤخراً هذه الرسائل بعبارات واضحة إلى أعضاء مجموعة العمل المعنية بوقف إطلاق النار في جنيف ــ بما في ذلك روسيا وتركيا والولايات المتحدة وإيران ــ وذلك استكمالاً للمشاورات التي أجريتها في نيويورك الشهر الماضي.السيدة الرئيسة،

17- في خضم هذه الأحداث الخطيرة، تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن نحو 425000 ألف شخص عبروا إلى سوريا في الأسابيع الأخيرة، هرباً من الضربات الجوية الإسرائيلية والعنف. نحو 72% منهم سوريون، والباقي أغلبهم من اللبنانيين.

18- غني عن القول أنه يجب حماية السوريين أينما كانوا، بما في ذلك النازحين من أماكنهم وأولئك الذين بقوا حيث هم. فالعالم يُراقب عن كثب ما إذا كانت المخاوف التي عبر عنها اللاجئون السوريون منذ فترة طويلة سوف يتم التعامل معها بشكلٍ فعال في هذا الوضع الجديد. وآمل أن تفهم كافة الأطراف أن هذه بالفعل لحظة حاسمة للجميع للتصرف بمسؤولية وبشكلٍ بناء. لقد أكدنا مراراً على أن هناك نوعين من المخاوف التي يُشير إليها اللاجئون السوريون – أحداهما تتعلق بالحماية وما يتصل بذلك من مخاوف من الاعتقال التعسفي والخدمة العسكرية الإلزامية وحقوق السكن والأرض والملكية – والأخرى تتعلق بسبل العيش نتيجة نقص الخدمات الأساسية والرعاية الصحية والمياه والكهرباء والسكن الملائم.

19- وفي هذا الصدد، اسمحوا لي أولاً أن أكرر تقدير المفوض السامي غراندي للحكومة السورية لإبقائها الحدود مفتوحة، وقيامها بتبسيط بعض الإجراءات، والعمل مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. بطبيعة الحال، ستكون هناك حاجة إلى المزيد، فيما يتعلق بمجموعة كاملة من القضايا المتعلقة بالحماية. واسمحوا لي أيضاً أن أؤكد، كما فعل المفوض السامي، على الحاجة بمرور الوقت إلى الاستمرار في ضمان سلامة وأمن جميع الوافدين من لبنان – ليس فقط عند العبور، ولكن بعد العودة. اسمحوا لي أيضاً أن أوضح أن هذا النداء موجه إلى جميع السلطات بما في ذلك سلطات الأمر الواقع على الأرض. ودعوني أؤكد في هذا السياق على الحاجة إلى ضمان استمرار الوصول الإنساني دون عوائق وبكافة الوسائل.السيدة الرئيسة،

20- ثانياً، دعوني أكرر أيضاً نداء الأمم المتحدة إلى الدول المانحة للتبرع بسخاء. فعلى الأرجح يواجه أولئك الذين نزحوا من أماكنهم بالإضافة إلى المجتمعات المضيفة ظروفاً شديدة الصعوبة. هذا ويتطلب توفير المساعدات الإنسانية الطارئة وجهود التعافي المبكر موارد كبيرة – للوافدين الجدد وأيضاً لملايين السوريين الذين يعانون بالفعل. نُقدر الكرم الذي أبداه المانحين حتى الآن، ولكن هناك حاجة إلى المزيد. وينطبق هذا النداء أيضاً على كافة مناطق سوريا. ودعوني أؤكد أيضاً على ضرورة الانخراط الفعال من جانب الدول الفارضة للعقوبات للتخفيف من الآثار السلبية للعقوبات وتجنبها، وخاصة في فيما يتعلق بمسألة الإفراط في الامتثال.السيدة الرئيسة،

21- إن التطورات الأخيرة هي بمثابة تذكير صارخ بهشاشة الوضع في سوريا. ولا يمكن للمقاربات الجزئية أو سياسات إدارة الصراع أن تُعالج حجم التحديات المتزايدة التي تواجهها سوريا. فلا تزال سوريا تعاني من حالة من الصراع العميق، حيث ينقسم السوريون سياسياً وجغرافياً في مناطق مختلفة، ويتعرضون لضغوط هائلة ومختلفة. ومن الواضح أنه لا يوجد حل سريع لتلك التحديات. ما لم تُستأنف العملية السياسية بقيادة السوريين وبتيسير من الأمم المتحدة، والتي توقفت منذ فترة طويلة. وما لم تبدأ في التحرك إلى الأمام، أخشى أننا سنستمر في رؤية سوريا تعاني من أزمة تلو الأخرى دون نهاية. ولكن في المقابل، فقد حان الوقت لتهدئة الأمور وإرسال إشارة جديدة إلى الشعب السوري والمجتمع الدولي بأن البحث عن تسوية سياسية قد استؤنف بشكلٍ هادف.

22- كيف يمكن تحقيق ذلك؟ من خلال اجتماع السوريين مرة أخرى في إطار اللجنة الدستورية – وقد طرحت أفكاراً محددة حول كيفية تحقيق ذلك أثناء المشاورات التي أجريتها هنا في نيويورك الشهر الماضي مع الأطراف السورية، وأواصل السعي لتحقيق ذلك. وهذا يعني أيضاَ أن يتم أخذ المقترحات الخاصة بإجراءات بناء الثقة بين الأطراف السورية والدولية – خطوة مقابل خطوة – على محمل الجد.

23- وفيما هو أبعد من ذلك، هناك حاجة لتطوير مسار جديد وشامل للخروج من هذا الصراع ــ مسار بقيادة وملكية سورية، وبتيسير من الأمم المتحدة، دون تدخلات خارجية، يتناول القضايا السياسية التي تقع في قلب الصراع بالإضافة إلى قضايا السيادة والأمن وحماية المدنيين والاقتصاد التي تهم الأطراف الخارجية أيضاً. ونحن بحاجة إلى دبلوماسية دولية بناءة لدعم جوهر المسألة ــ وهو عملية سورية-سورية بتيسير من الأمم المتحدة للمضي قدماً في تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254.

24- منذ الأسبوع رفيع المستوى على هامش أعمال الجمعية العامة وحتى الآن، ناقشت أهمية خفض التصعيد بشكل عاجل بالإضافة إلى سبل المضي قدماً في العملية السياسية مع وزير الخارجية السوري وهيئة التفاوض السورية. وكذلك مع وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران الذين اجتمعوا في صيغة أستانا، ومع عدد من وزراء الخارجية العرب، ومسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وأوروبا وغيرهم. السيدة الرئيسة،

25- أحد المسارات المستمرة هي العمل النشط الذي يقوم به رجال ونساء من المجتمع المدني السوري لخدمة بلدهم ومجتمعاتهم بلا كلل. وأود في هذا السياق أن أوجه الشكر إلى سويسرا على دعمها لجهودنا الرامية إلى تيسير عمليات الدمج والحوار والتعاون بين المجتمع المدني السوري، وخاصة من خلال غرفة دعم المجتمع المدني ــ وأتطلع إلى الاستماع إلى عبير التي ستقوم بتقديم إحاطة إليكم اليوم. فالعديد من الأولويات التي يعمل عليها مكتبنا مستوحاة من الأفكار التي يتداولها أعضاء غرفة دعم المجتمع المدني، ويُشرفنا أن ندعمهم وأن نستمر في العمل معهم.

26- وينطبق الشيء نفسه على المجلس الاستشاري النسائي، الذي نستمر في الاعتماد على أفكاره وطاقته، والذي تعمل عضواته معاً عبر خطوط مختلفة. في الأسبوع الماضي، تحدثت مع عدد من عضواته من جميع أنحاء سوريا وخارجها أيضاً، ونقلن لي تأثيرات الأزمة الأخيرة على مجتمعاتهن. وفي الوقت ذاته يكثف السوريون جهودهم لدعم الوافدين من لبنان في بيئة اقتصادية صعبة بالفعل، ووسط مخاوف من المزيد من التصعيد العسكري والإقليمي.

27- وتواصل النساء السوريات تحديد الفرص المتاحة للمضي قدماً في العملية السياسية، وبناء الثقة، وإعطاء صوت لمن لا صوت لهم. وفي كل مكان، تقف النساء السوريات على الخطوط الأمامية، ويتحملن عبء هذا الصراع عن مجتمعاتهن وأسرهن، في الوقت الذي ينادين فيه بإنهاء العنف. وخلال هذا الشهر الذي نحتفل فيه بمرور 24 عاماً منذ صور قرار مجلس الأمن رقم 1325، نجدد التزامنا بالمشاركة السياسية الفعالة للمرأة في العملية السياسية السورية.

وأود أن أذكر الأطراف السورية وأن أذكركم جميعاً بأن السلام المستدام لا يمكن تحقيقه إلا عندما تعكس نتائج العملية السياسية تطور وتضحيات جميع أفراد المجتمع. السيدة الرئيسة،

28- ختاماً، دعوني أذكركم أن السوريون يحتاجون اليوم إلى الحماية العاجلة من خلال عملية خفض التصعيد والدعم اللازم لمواجهة الأزمات الواحدة تلو الأخرى. ويحتاجون أيضاً إلى مسار سياسي شامل للخروج من الصراع وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يعيد سيادة سوريا، ويعيد كرامة الشعب السوري الذي عانى طويلاً، ويُمكّنه من تقرير مستقبل بلاده بشكلٍ مستقل، ويُساهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة.

وبينما نسعى إلى تسهيل هذا المسار في مواجهة التحديات الهائلة، فإننا نحتاج إلى تعاون وانخراط الأطراف السورية وجميع الأطراف الرئيسية.شكراً السيدة الرئيسة

مقالات ذات صلة

USA