نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية مقتطفات من كتاب “ضربة الظل” للكاتب الصحفي ياكوف كاتز والذي يشغل حالياً منصب رئيس تحرير صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.
تناول كاتز في كتابه، تفاصيل تنشر لأول مرة عن اكتشاف الموساد للمفاعل النووي في دير الزور وردة فعل البيت الأبيض على التحرك العسكري الإسرائيلي. إليكم أهم ما جاء فيه.
زيارة عاجلة لواشنطن
في منتصف نسيان 2007، سافر رئيس الموساد الإسرائيلي مائير داغان إلى عجل إلى البيت الأبيض بهدف لقاء الرئيس الأمريكي.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها إيهود أولمرت قد اتصل بالرئيس الأمريكي جورج بوش ليخبره أن داغان سيصل إلى واشنطن وبحوزته معلومات في غاية الخطورة طالباً منه مقابلته بشكل شخصي قائلاً “سأكون ممتنا لك لو تمكنت من مقابلته”.
توقع داغان عند وصوله لقاء بوش في مكتبه البيضاوي. بدلاً من ذلك، تلقى الحراس أوامر بإبقاء اسمه خارج سجلات الزوار الرسمية، ومرافقته سراً إلى مكتب مستشار الأمن القومي ستفين هادلي، حيث حضر اللقاء نائب هادلي، إليوت أبرامز. ومستشار الرئيس الأمريكي ديك تشيني.
شكل طلب أولمرت مفاجئة للطرف الأمريكي، إذ جرت العادة عدم لقاء الرئيس الأمريكي رؤساء أجهزة الاستخبارات بغض النظر عن مدى قرب التحالف الذي يجمع الولايات المتحدة مع الدول التي يتبعون لها إلا أن طلب أولمرت يعني معلومات بالغة الخطورة تقضي بتجاوز البروتوكول الدبلوماسي.
قال داغان بعد أن جلس على الأريكة مباشرة “سوريا تبني مفاعلاً نووياً” وأضاف بانفعال “إن امتلاك سوريا لبرنامج أسلحة نووية، هو أمر غير مقبول”.
كابوس استراتيجي
أخرج داغان من حقيبته مجلد فيه العشرات من الصور الملونة التي حصل عليها الموساد ووضعها على الطاولة. التقط تشيني إحدى هذه الصور وفعل الأمر ذاته هادلي وأبرامز.
أشار داغان إلى قيام النظام ببناء مبنى خرساني، وتركيب بعض الأنابيب الكبيرة في داخله. الصور لم تظهر أي إشارة على أنه مفاعل نووي. لا توجد قبة، ولا مداخن، ولا أي علامة ذات صلة بالمنشآت النووية.
قال داغان “هذا هو المفاعل النووي” وأوضح أنه مفاعل معدل بالغرافيت ويعتمد على الغاز للتبريد ويستخدم لإنتاج بلوتونيوم وهو نسخة طبق الأصل عن مفاعل موجود في كوريا الشمالية.
ظهر في الصور إبراهيم عثمان رئيس هيئة الطاقة الذرية السورية بجانب رجل من أصل آسيوي، يرتدي بدلة رياضية زرقاء. وقال داغان إن الشخصية الآسيوية هي لـ تشون تشيبو، أحد العلماء الكوريين المسؤولين عن مفاعل يونغبيون النووي.
لم تكن حينها أجهزة الاستخبارات الأمريكية على دراية بأي خطط لكوريا الشمالية في سوريا وليس لديها ما يدعم ادعاءات داغان.
بالنسبة للولايات المتحدة لم يكن الأمر مجرد صدمة بل كابوس استراتيجي له أبعاد عالمية.
الدخول إلى دير الزور
في آب 2007، وضع عاموس يادلين، قائد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية خطة لإرسال قوات النخبة لتدخل عمق الأراضي السورية وتفحص المفاعل النووي على أرض الواقع.
وبالفعل، وصلت الوحدة العسكرية، وقامت بجمع عينات من التربة والنباتات والأوساخ ووضعها في صناديق بلاستيكية. وللتأكد من النتائج، عملت القوات العسكرية على الحفر داخل الأرض حتى عمق محدد لفحص وجود اليورانيوم الذي سينتشر في حال ما قام النظام ببناء مفاعل نووي.
تمت المهمة خلال دقائق، وغادرت القوات الإسرائيلية بسلام بدون أن تشعر قوات النظام أو تكتشف ذلك حتى أن الجنود الإسرائيليين استخدموا جهازا شبيها بالمكنسة الصغيرة لعدم ترك أي مسارات على الأرض تكشف وجودهم مستقبلاً.
أظهرت العينات وجود اليورانيوم هذا يعني بدون شك أن البناء هو لمفاعل نووي وعليه قررت إسرائيل شن هجمات عسكرية لتدميره.
وبناء على الصور عالية الدقة الملتقطة والفحص الميداني قال يادلين إن “بضع طائرات يمكنها إنجاز المهمة”. أطلق على العملية اسم “اللحن الناعم” نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، حيث حلقت الطائرات الإسرائيلية على علو منخفض للغاية لم يتجاوز 200 قدم.
نفذت إسرائيل العملية خلال مدة لم تتجاوز الأربع ساعات وعادت جميع الطائرات إلى قواعدها سالمة بدون أن يكتشفها النظام أو تتعرض لأي مضايقات بعد أن حققت هدفها بتدمير المبنى بشكل كامل.
المصدر: بلدي نيوز