كشفت صحيفة “فيلت” الألمانية أن حزب الله كان يخزن كميات كبيرة من نترات الأمونيوم، في الوقت الذي وصلت فيه شحنة نيترات الأمونيوم التي فجّرت مرفأ بيروت في الرابع من آب الجاري. ووفقًا للمعلومات التي نشرتها الصحيفة بناء على وثائق حصلت عليها أجهزة استخباراتية، كان لدى حزب الله كميات كبيرة من نترات الأمونيوم التي تم تسليمها إلى الحزب في أوقات سابقة عبر وحدة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني كانت مسؤولة عن النقل. بحسب الوثائق، حصلت الصفقة الأولى في 16 تموز 2013، حين تم تسليم ما مجموعه 270 طنًا من نترات الأمونيوم من إيران إلى لبنان. والتكلفة كانت ما يعادل 179.399 يورو. في 23 تشرين الأول من العام نفسه، تم تسليم 270 طنا أخرى من نترات الأمونيوم، هذه المرة بما يعادل 140.693 يورو. بالنسبة للتسليم الثالث، فإن كمية نترات الأمونيوم التي يتم تسليمها غير مؤكدة، ولكن يمكن تقديرها تقريبًا بناءً على التكاليف. بالمجموع تم تسليم ثلاث كميات من 630 إلى 670 طناً من نترات الأمونيوم. الحرس الثوري الايراني وكشفت الصحيفة أن شحنة تشرين الأول 2013 قد تم نقلها في حاويات مرنة داخل طائرة تابعة على الأرجح لإحدى شركات الطيران الأمامية للحرس الثوري وبينها شركة “ماهان اير”. تم تسليم الشحنة الأخرى عن طريق البحر أو البر كالحدود السورية على سبيل المثال. من المشاركين المزعومين في عمليات التسليم، شخصان على قوائم العقوبات الأمريكية هما بهنام شهرياري الذي يخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2011 لدعم حزب الله، وهو رئيس شركة النقل الإيرانية Liner Transport Kish، التي دخلت على ما يبدو في عمليات تسليم نترات الأمونيوم إلى حزب الله. والثاني هو اللبناني محمد قصير (57 عاما) المدرج على قائمة العقوبات الأمريكية لوقف تمويل حزب الله منذ 2018. يُقال إن قصير كان مسؤولاً عن الخدمات اللوجستية لحزب الله لمدة 20 عامًا وكان مسؤولاً أيضًا عن دفع تكاليف تسليم نترات الأمونيوم. قصير أيضا، هو شقيق الإستشهادي أحمد قصير الذي نفّذ أول هجوم لحزب الله في تشرين الثاني ضد الإسرائيليين في عام 1982. وأثناء حرب لبنان، قاد شاحنة إلى مقر الجيش الإسرائيلي في صور، وفجّرها مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 75 جنديًا إسرائيليًا. المادة المتفجرة في هذا الهجوم كانت نترات الأمونيوم. شحن جوي وتقول الصحيفة إن الأكيد هو أن حزب الله استخدم نترات الأمونيوم مرارًا وتكرارًا لشن هجمات. في سجلات المخابرات الأمريكية، هناك أربع حوادث تتعلق بنترات الأمونيوم بين أنشطة حزب الله. وتتابع “يقال إن الحزب أقام المزيد من مخازن المواد في ألمانيا وبريطانيا والكويت وقبرص من بين دول أخرى”. أما سبب تخزين الحزب لهذه المواد، يعزوه خبير أمني غربي للصحيفة عينها إلى سببين محتملين. الأول: الحرب في سوريا إذ أن حزب الله شارك بشكل خاص في العمليات القتالية في 2013/2014 حين كان وضع قوات النظام حرجا وكان هذا هو الوقت الذي استخدم فيه الأسد وحلفاؤه أيضًا قنابل بدائية ضد تقدم المعارضين. كان من الممكن أن يكون هذا هو الغرض المحتمل من نترات الأمونيوم. أما الإحتمال الثاني فهو إن حزب الله الذي عزّز مواقعه القتالية على الحدود الإسرائيلية وقام أيضًا ببناء الأنفاق نحو إسرائيل، قد يكون بحاجة إلى نترات الأمونيوم لشن هجمات ضدها باستخدام هذه الأنفاق. المصدر: وكالات ، و جنوبية