_محمد علي عيسى / عضو مجلس إدارة الرابطة/ عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري
_”الشعب يريد اسقاط النظام” “الموت ولا المذلة” “آزادي آزادي”بهذه الشعارات النبيلة انطلقت ثورة الشعب السوري، ثورة نبيلة بأهدافها وسلمية في ولادتها، حالمة بمستقبلٍ أفضل وصارخة في وجه نيرون هذا العصر. الثورة التي شكلت الأمل في كتابة بداية جديدة في تاريخ سوريا، حملت معاني الحرية والكرامة والعدالة والمساواة والعيش المشترك.بدأت الثورة السورية بحناجر الشباب، يطالبون بحقوقهم المشروعة، فكانت تعبيراً عن رغبة الشعب في تحقيق الحرية والديمقراطية ونهاية حقبة الفساد والقمع والترهيب.
هذه المظاهرات قابلها النظام بالرصاص والبراميل والكيماوي والقصف العشوائي ليؤكد للعالم أن مثل هذه الدكتاتوريات يجب إسقاطها وإن تطلب الأمر سنين طويلة وتضحيات جسيمة. لم يكن عدو الشعب السوري هو النظام السوري فحسب، بل واجهت الثورة تحديات عديدة من خلال تدخلات حلفاء النظام من إيران وروسيا وحزب الله وحزب العمال الكردستاني، وما زاد الطين بلة هو خنوع وتخاذل المجتمع الدولي تجاه السوريين.
والآن، وبعد الأزمات العالمية الجديدة ابتداءً من حرب أوكرانيا مروراً بغزة والسودان والتطبيع العربي المجاني مع النظام لم يعد الشأن السوري أولوية عالمية لذا وجبَ أن تكون إعادة الملف السوري إلى الواجهة الدولية من أهم الأهداف المقبلة وكذلك التأكيد على أن تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة بأكملها يتطلب جهوداً حثيثةً وتعاوناً دولياً أكثر فاعلية من ذي قبل بغية خلع هذا النظام وإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة.
يمكننا أن نعيد هذه الأولوية من خلال لفت الأنظار للمناطق المحررة في سوريا، من خلال توفير الدعم اللازم لها لتحقيق التنمية وإعادة الإعمار، وتأمين الخدمات الأساسية للسكان، وعكسها للعالم باعتبار هذه المناطق نموذجاً لسوريا المستقبلية، سوريا التي تحكمها مبادئ العدالة والمساواة في ظل الحوكمة الرشيدة .
اليوم وبعد ثلاث عشرة سنة من انطلاق شرارة الثورة لا بد أن نعود ونؤكد أن التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب السوري من قتل وتهجير وتشريد في المخيمات وشق عباب البحار ، كل هذا لم يذهب سدى فما زالت صرخات المعتقلين مسموعة وما زالت حنجرة القاشوش تشحن نفوسنا وما زال مشعل تمو يمدنا بحكمته وعيون حمزة الخطيب تبعث فينا الأمل.
فإن هذا النظام المجرم والذي بعد مرور 13 عامًا على ثورة الشعب السوري وارتكابه أبشع الممارسات والجرائم، ما زال يتصرف وكأنه منفصل عن الواقع ومستمرًا في جرائمه، فإنه يستحق أن تقوم ضده عشرات الثورات المطالبة بالحرية والعدالة ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها.
الثورة باقية ما بقي نظام الأسد، مستمرة ما استمر البطش والقمع، ومشتعلة بهمة الثوار من حملة السلاح وحملة القلم.ولا زالت الشعارات هي نفسها :
“*الشعب يريد اسقاط النظام”*
*”الموت ولا المذلة”*
*”آزادي آزادي”..*