نداء بوست- كندة الأحمد- إسطنبول
عقد مركز جسور للدراسات ورشة خاصة في مدينة إسطنبول بعنوان محدّدات المشهد السياسي بعد 12 عاماً على الثورة السورية متناولاً خلالها الفرص السياسية المستقبلية في مسار القضية السورية تزامُناً مع مجموعة الأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية العالقة على الصعيد الدولي والإقليمي.
وحضر الورشةَ عددٌ من الشخصيات البارزة في المعارضة السورية من ناشطين وإعلاميين وأعضاء في الهيئات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وباحثي مراكز الدراسات الإستراتيجية.
وتناول المشاركون في بداية الورشة أبرز محدّدات المشهد السياسي في سورية بعد كارثة الزلزال الذي ضرب شمال غرب سورية يوم الاثنين 6 شباط /فبراير الماضي وما أظهرته هذه الكارثة من خَلَل في البِنْية المؤسساتية السورية في ظل استغلال النظام السوري لها وتحويلها إلى ملف سياسي.
وقال مدير مركز جسور للدراسات “محمد سرميني” خلال حديثه: “هناك متغيرات في الواقع لكن هناك حقيقة ثابتة وأساسية لدينا هي أن النظام السوري لم يتغير ولن يتغير وبالتالي كل دعاوى التغير التي بدأت قبل 12 عاماً باقية ومستمرة، وأيضاً تسعى لأن تحقق العدالة بعد حجم التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب السوري”.
وأضاف “سرميني” : “نشهد تميُّزاً وتفوُّقاً في كل المجالات في التعليم والجامعات والمؤسسات وسوق العمل هناك نجاح مبهر من السوريين في كل مكان وهذا مبعث للفخر”.
كما أشار “سرميني” إلى أن المعارضة السورية لعبت دوراً مرناً في المسارات السياسية، لكن بالنسبة لمسألة التطبيع مع النظام السوري فهي مرتبطة بمصالح الدول على صعيد العلاقات السياسية”
وقال رئيس رابطة السوريين الكرد عبد العزيز تمو: شهدنا بطولات من السوريين في شمال غرب سورية في رفع الأنقاض، حيث يقومون بذلك بأنفسهم دون مساعدة من أحد بعد كارثة الزلزال الذي ضرب سورية”.
وأشاد تمو بجهود فِرَق الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” في الوقت الذي سارعت فيه العديد من الدول للتطبيع مع نظام الأسد بذريعة العمل الإنساني.
وأضاف تمو : “يجب أن تكون هناك جهود مشتركة بين الأطراف الفاعلة في الوسط السياسي والميداني للوقوف بوجه هذا النظام وهذا التطبيع الذي شهدناه مؤخراً يهدف لتفريق وتقسيم سورية من قِبل أجندة متوزعة على الجغرافيا السورية”.
ومن جانب آخر قال الصحافي من حزب اليسار الديمقراطي السوري “زكي الدروبي”: إن العالم ثابت ولا يتغير، فهناك صراع تاريخي بالنسبة للعب تركيا دوراً إقليمياً بدلاً عن إيران لأن التكوينة التركية السياسية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة تحاول استعادة نفسها”.
كما نوّه “الدروبي ” بأنه في ظل وجود نظام الاستبداد والقمع والمتغيرات السياسية والانقسامات الدولية والصراعات التاريخية الموجودة يجب أن يجد السوريون منفذاً بطريقة أو بأخرى لإيجاد حل سياسي في ظل هذه السياسات المتخبطة على سبيل المثال محادثات السعودية وإيران إلى أين ستؤدي هذه المحادثات؟ إذاً في سورية القوى السياسية مفككة لكن القوى المدنية على الأرض وفي الواقع متماسكة”. على حدّ تعبيره .
وناقش العديد من الشخصيات أبرز المحدِّدات الأساسية المؤثرة في دور المعارضة السورية وطريقة تحسين أدائها في إطار التنسيق المشترك بين الأطراف الفاعلة من خلال وضع أُسس واضحة لكيفية عمل المنظمات المدنية وعمل الهيئات السياسية وَفْق معايير واضحة ودراسة معنية لملء الفجوات والثغرات التي اتَّضحت في الآونة الأخيرة بعد وقوع كارثة الزلزال.