• الأحد , 24 نوفمبر 2024

جهاد عبدو وعبد الحكيم قطيفان..فنانون سوريون يلطخون وجوههم بالطين

انضم الفنان السوري جهاد عبده إلى حملة إلكترونية باسم “حملة الطين” تحت وسم “مخيمات الطين والخوذ البيضاء”، بعد معاناة استمرت عدة أيام عانى فيها النازحون السوريون من غرق خيامهم جراء الأمطار، ثم هطول الثلوج بكثافة، وانقطاع الإمدادات عنهم، ليفكر مع عدد من الناشطين والفنانين في إطلاق “حملة الطين”، تضامنا مع الأطفال السوريين الذين ظهروا وأرجلهم الصغيرة تغوص في الوحل.

ونشر عبده رسالة مؤثرة عبر صفحته الشخصية على تويتر، يطلب فيها من كل أب أن يتذكر وهو يطعم أولاده أن هناك نازحين سوريين، لا يملكون سوى مسح الطين من على وجوه صغارهم، في مخيمات أغرقتها الأمطار، واقتلعتها الرياح، والليلة تكسوها الثلوج.

وشارك عدد من الناشطين والفنانين والعاملين في الحملة ونشروا تسجيلات مصورة وهم يلطخون وجوههم بالطين، تضامنا مع النازحين الذين تحولت مخيماتهم إلى برك من المياه والوحل. وانضم الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان إلى حملة “الطين”، مع تدهور أحوال المخيمات.
وقال قطيفان في مقطع مصور نشره على صفحته الشخصية في فيسبوك: “10 سنوات هم وأولادهم في الطين.. حياتهم بالطين.. أحلامهم بالطين.. تفاصيلهم بالطين، وبالصيف نفس الشي، لازم نفكر فيهم، لما نفوت على بيوتنا ونسكر على حالنا لازم نهتم فيهم، ونفكر فيهم”.
وأضاف في المقطع الذي عنونه باسم “من أجل أهلنا الكرام الطيبين في المخيمات.. #كرامتهم _من كرامتنا” أن “هؤلاء أهلنا وناسنا الكرام الطيبين، خلونا نفكر كيف نساعدهم، العالم تخلى عنا.. السياسيون والمعارضة تخلوا عنا، خلونا نهتم فيهم وبمصابهم وبأحلامهم وبإنسانيتهم.. إما الطين وإما إنسانيتنا”.

ويحاول الناشطون السوريون والمنظمات الإغاثية المحلية ابتكار ما يستطيعون من أفكار للفت أنظار العالم إلى معاناة نحو مليوني نازح سوري شمال غربي سوريا في المخيمات التي لم تصمد أمام فصل الشتاء بأمطاره وثلوجه وبرودته، في ظل عجز وتجاهل دولي فاقم مأساتهم.
وتتجدد الكارثة كل شتاء مع هطول الأمطار الغزيرة والثلوج على شمال سوريا، وغرق مخيمات النازحين السوريين في إدلب وحلب، بعد تعرض المنطقة لمنخفض جوي وحالة من الطقس السيئ منذ بداية الشهر الجاري.
ودمرت الفيضانات أكثر من 200 خيمة، وتعرضت أكثر من 1400 خيمة للأضرار، وتأذت أكثر من 1700 أسرة في الأسبوع الثالث من شهر كانون الثاني الجاري، وأصاب الأثر الأسوأ للفيضان الأطفال النازحين مع ذويهم، فغرق طفل وجرح 3 بعد انهيار الخيام فوق رؤوسهم، كما تسببت الحرائق المندلعة داخل المخيمات منذ مطلع العام الجاري في وفاة رجل وامرأة وإصابة 3 أطفال، نتيجة وسائل تدفئة غير صالحة للاستخدام.
وكان فريق “منسقو استجابة سوريا” قد أصدر آخر إحصائياته بشأن تفاصيل الوضع الإنساني في شمال سوريا، حيث يقيم نحو مليون و44 ألف نازح، وبلغت نسبة العجز في الغذاء والصحة 83%، وفي قطاع المياه 69%، ناهيك عن معاناتهم من الطرق غير الممهدة وحفر الصرف الصحي، ليأتي الشتاء وتهطل الأمطار وقد فشلت محاولات تثبيت الخيام أمام قوة الرياح.
وحلت برك الوحل ضيفا ثقيلا داخل خيام السوريين، وبرك المياه خارجها تفصلهم عن بعضهم بعضا، وعن العالم الخارجي، فانقطعت الطرق المؤدية إليهم، وتعطل انتقال الخدمات للنازحين المحاصرين بين سوء الظروف المعيشية والجوية وأزمة إنسانية تتفاقم منذ اندلاع الثورة السورية في شباط 2011.

مقالات ذات صلة

USA