عدنان عبد الرزاق العربي الجديد:20/9/2022
رفعت مؤسسة المطبوعات الحكومية في سورية أسعار الكتب والمطبوعات المدرسية، أمس الأحد، في الوقت الذي أكد فيه مختصون أن ذلك مخالفة للدستور الذي يؤكد مجانية التعليم في هذه المرحلة الإلزامية.
يؤكد المدرس غسان طلّع “انتهاء مجانية التعليم بسورية” بعد ما وصفه بـ”آخر ضربات وزارة التعليم” أمس، بحيث حولت كتب المرحلة الابتدائية “لسلعة وتجارة” بعدما كانت بالمجّان منذ عقود، مشيراً خلال اتصال مع “العربي الجديد” إلى رفع أسعار وأجور جميع المطبوعات والخدمات التي تقدّم لذوي التلاميذ.
ويكشف المدرّس السوري، من دمشق، أن “سلعنة الكتب ورفع أسعار الخدمات والورقيات، جاءا بعد توقف المدارس عن توزيع الكتب بحجة الجرد السنوي، ما أوجد سوقاً سوداء لكتب المرحلة الابتدائية في منطقة المزة، علماً أن الكتب المدرسية تطبع لدى مؤسسات الحكومة، ولأول مرة بتاريخ سورية الحديث، تباع كتب التلاميذ بالأسواق أو تفرض رسوم على الخدمات وورقيّات المرحلة الابتدائية”.
وحددت مؤسسة المطبوعات في سورية (حكومية)، أمس، أسعار الكتب المدرسية للمرحلة الابتدائية، ليصل سعر كتب الصف الأول الابتدائي إلى 34800 ليرة والصف الثاني إلى 35300 ليرة والصف الثالث إلى 36300 ليرة وصولاً إلى 57300 ليرة ثمن الكتب للصف التاسع.كما رفعت المؤسسة الحكومية أسعار 144 نوعاً من المطبوعات المستخدمة في المرحلة الأساسية، كالورقة الامتحانية، إلى 50 ليرة والبطاقة المدرسية إلى 800 ليرة، ووصل دفتر علامات المدرس إلى 1300 ليرة، علماً أن جميع هذه الورقيات والخدمات كانت توزع بالمجان خلال مرحلة التعليم الأساسية.
ويبرر مدير مؤسسة المطبوعات بدمشق علي عبود رفع أسعار الكتب “ليحافظ التلاميذ عليها، ولتكون لها قيمة علمية”، مضيفاً، خلال تصريحات صحافية أمس، أن ارتفاع الأسعار جاء نتيجة قلة الورق والكرتون وشح المحروقات وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة خلال اليوم، ما دفع المطابع لشراء المازوت من السوق السوداء.بدوره، يعتبر الاقتصادي السوري أسامة قاضي أن تسعير كتب المرحلة الأساسية بسورية وبيعها لذوي التلاميذ “مخالفة دستورية”، لأن التعليم في هذه المرحلة، وفق الدستور، مجاني وإلزامي وتتحمل الدولة تكاليف التعليم في أثناء هذه المرحلة، وترصد لهذا القطاع المبالغ السنوية من الموازنة العامة.
ويضيف قاضي لـ”العربي الجديد” أن “إفلاس نظام الأسد يدفعه لمد اليد والجباية، حتى على مستوى تعليم الأطفال بالمرحلة الابتدائية، بعد أن رفع أسعار كتب المرحلة الثانوية الشهر الماضي”وأشار إلى أن “هذه التكاليف الكبيرة دفعت كثيرا من الأسر السورية إلى إخراج أولادهم من صفوف المدراس والبحث لهم عن عمل، بعد أن وصل ثمن الكتب للمرحلة الثانوية إلى مستوى الدخل الشهري للسوري”.
وأكد أنه “إضافة لرفع سعر الكتب، فهناك ما تطلبه المدراس من الطلاب كرسوم ومصاريف بحجة الدعم الوطني وتعاون ونشاط”، لافتاً إلى أن نظام الأسد اليوم “غير قادر على تأمين الماء والكهرباء والتدفئة للمدارس، ما حوّل قطاع التعليم المجاني إلى مأجور، وتجرى جباية التكاليف من الطلاب”.
وتأتي مصارف أخرى تتكبدها الأسر السورية، تتعلق باللباس المدرسي الذي يصل سعره إلى 70 ألف ليرة سورية، ودفاتر وأقلام وحقيبة وغيرها، ما يصل بكلفة التلميذ مطلع العام الدراسي إلى أكثر من 400 ألف ليرة سورية، الأمر الذي زاد، بحسب قاضي، من تسرب التلاميذ من المدارس وجعل التعليم بسورية لطبقة الميسورين فقط.
وتتفاوت نسب وأرقام الأطفال السوريين بعمر التعليم خارج مقاعد الدراسة، ففي حين تقدر منظمات دولية العدد بنحو 2.5 مليون طفل بعموم سورية، ترفع منظمة “يونيسف” الرقم مؤكدة، خلال بيان في مايو/ أيار الماضي، أن أكثر من 6.5 ملايين طفل في سورية يحتاجون إلى المساعدة، وهو أعلى رقم جرى تسجيله منذ بداية الأزمة السورية المستمرة أكثر من 11 عامًا.
وكان مجلس الوزراء بحكومة بشار الأسد قد ناقش، في مايو/أيار الماضي، موضوع الدعم الحكومي لقطاع التربية، حيث جرى بحث دعم الحكومة قطاع التعليم والمليارات التي تتكبدها عليه، مشيراً إلى أن أكثر من 3.6 ملايين تلميذ وطالب يتلقون التعليم المجاني في مدارس ومعاهد وزارة التربية بمختلف المحافظات، موزعين على 13660 روضة ومدرسة ومعهدا. (الدولار = 3015 ليرة رسميا و4440 في السوق السوداء)