أجرى موقع رابطة المستقلين الكرد السورين حواراً خاصاً مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الدكتور نصر الحريري فيما يلي نص الحوار :
السؤال الأول: نعلم جميعا بأن الوضع في سورية أصبح معقدأ جدا وقد عملت المعارضة السورية خلال هذه السنوات وأصابت في بعض الأمور وأخطأت في أمور أخرى وأصبح من الواجب إعادة تقييم المرحلة السابقة والقيام بما يلزم من إصلاح ذات البين حتى تستعيد المعارضة السورية ثقة الشعب السوري وكذلك يستمر الائتلاف الوطني السوري في حراكه الدبلوماسي وتواصله الحثيث مع الـدول الصديقة للثورة السورية . ما هي خططكم الواجب تنفيذها من أجل اصلاح مؤسسات الثورة السورية التي يحتاجها الواقع الراهن من أجل إعادة ثقة الشعب السوري وخاصة على المستوى الداخلي في المناطق المحررة أو على المستوى الدبلوماسي؟
مع بدء الدورة الرئاسية الحالية بدأنا تطبيق خطة نقوم من خلالها بمراجعة أعمال الدوائر واللجان والمكاتب، إضافة إلى عمل المؤسسات التنفيذية التابعة للائتلاف في المناطق المحررة. عملية المراجعة والتقييم المستمر للعمل كانت مفيدة، وكشفت عن إيجابيات يجب تعزيزها، وجوانب يجب تلافيها. والحقيقة أن مثل هذه العملية التقييمية تتم مع بدء كل دورة رئاسية جديدة، وهذا من طبيعة المؤسسات التي تطمح إلى العمل والنجاح. كل ما نقوم به الآن هو السعي الجاد لتكون عملية التقييم والتقويم والمراجعة أكثر فعالية وإيجابية عما سبق . اليوم، ورغم تقديرنا لجهود الرئاسات السابقة للائتلاف وما حققوه من تقدم ملموس على الأرض، وإصرارنا على متابعة العمل والبناء فوق ما تم إنجازه، إلا أننا ندرك في الوقت نفسه أن هناك حاجة أكيدة لإجراء إصلاحات في آليات العمل بدأت سابقا، خاصة وأن مواقف المجتمع الدولي ليست على القدر الكافي مقارنة بالتحديات والمسؤوليات التي يجب يتحملها ، سواء على مستوى المنظمات الدولية، أو على مستوى الدول والأطراف الدولية الفاعلة . خلال اجتماعات الهيئة السياسية الجديدة، بحثنا أفكارا بناءة تهدف إلى تطوير العلاقة مع الأمم المتحدة ومنظماها المختلفة وكذلك مع الدول العربية والإقليمية والدولية بما يخدم ثورتنا وشعبنا. تصورات الأعضاء انطلقت من إحساس بالمسؤولية لذلك فقد تناولنا نقاط القوة ونقاط الضعف في عمل مؤسسة الائتلاف الوطني، وسنستمرفي مراقبة العمل والأداء بشكل مستمر، سواء فيما يتعلق بعمل اللجان والمكاتب والهيئات التابعة للائتلاف أو بما يتعلق بالمسؤوليات التي يجب أن نستمر في تحملها، خاصة ما يتعلق بالملف السياسي، وملف المعتقلين وملف المهجرين .
السؤال الثاني:من المعلوم أن هناك مناطق جغرافية واسعة تحت سيطرة الفصائل التابعة للجيش الوطني لكن للأسف قدمت نموذجا سيئا لإدارة هذه المناطق هل لديكم خطة من أجل دعم الحكومة السورية المؤقتة ومؤسساتها في المنطقة المحررة لتقديم الأفضل على المستوى الإداري والأمني ؟
نحن على تواصل مستمر وتنسيق دائم مع رئيس الحكومة السورية المؤقتة الأستاذ عبد الرحمن مصطفى، أولوياتنا في كل ما يتعلق بالخدمات والعمل الذي تقوم به الحكومة تستند إلى توفير المزيد من الموارد لتنفيذ الخطط والمشاريع التي يحتاجها المدنيون على الأرض، تأمين هذه الموارد أمر هام ونحن نضعه على رأس أولوياتنا. كل مشاريع تعزيز وجود الائتلاف في المناطق المحررة، مرتبطة بدعم عمل مؤسسات الائتلاف المختلفة وعلى رأسها الحكومة السورية المؤقتة إضافة إلى وحدة تنسيق الدعم. تحسين العملية الإدارية أمر شديد الأهمية، ولا يمكن التغافل أو غض الطرف عن أي تقصير، خاصة فيما يتعلق بحقوق المدنيين، وأمنهم وضمان سلامتهم وقدرتهم على العمل والكسب والعيش الكريم . وفي ظل جائحة كورونا اليوم، لدينا تواصل مستمر مع وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور مرام الشيخ، ونقوم بالتشاور تجاه جميع المسائل وعلى رأسها ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا مؤخرا. في هذا الإطار فإننا نركز على تعزيز التعاون مع منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي من أجل تقديم المساعدة والدعم اللازم لوزارة الصحة في الحكومة المؤقتة للعمل على احتواء الفيروس.
السؤال الثالث: تستمر ميليشات قسد في ممارساتها العدوانية ضد أبناء الشعب السوري في المناطق التي تقع تحت سيطرتها من تجنيد إجباري وفرض مناهج تعليم تخدم أجنداتها الإرهابية. ما موقف الائتلاف الوطني السوري من هذه الممارسات؟
هذه الإجراءات تنبع من جذر واحد، وهو أن هذه الميليشيات والتنظيمات تفرض نفسها على الشعب السوري بالحديد والنار وتمارس أساليب القمع والترهيب، وأن وجودها ورؤيتها وممارساتها تستهدف وحدة سورية، وتتناقض مع تطلعات الثورة والشعب السوري، وهي في كل ذلك تلتقي مع سلوكيات وممارسات النظام وجرائمه. المدنيون في المنطقة عبروا عن رأيهم رغم كل التهديدات التي تعرضوا لها جراء ذلك، وأكدوا رفضهم هذه الممارسات بشكل كأمل، وتمت بحقهم على خلفية ذلك حملات اعتقال وتهديد وترهيب . نحن في الائتلاف نستنكر هذه الممارسات وننظرلها باعتبارها محاولات للتشويه الثقافي والأيديولوجي، واستنساخ لسياسات وأساليب النظام وداعش في وقت واحد. من خلال التحريض على العنف وتجنيد الأطفال والترويج لشخصيات إرهابية. لا يمكن النظر إلى هذه الممارسات بعيدا عن مشاريع التهجيير والتغيير الديموغرافي الجارية بكل الوسائل، بدءا من الملاحقات الأمنية والقيود المتعددة وحملات الاعتقال والتجنيد الإجباري، مرورا باستهداف المؤسسات التعليمية للمجتمع، والعمل على زرع أفكار ومفاهيم مغلوطة وذات طابع أيديولوجي يعادي بيئتنا الحضارية وثقافة وقيم ولغة المنطقة طوال آلاف السنين. أيديولوجيات النظام وأيديولوجيات داعش وأيديولوجيات تلك التنظيمات تلتقي في إنكارها لحرية الشعب السوري ولتنوعه ولحقه في الاختيار الحرية ليست فوضى، وليست تنافسا بين خيارات وأيديولوجيات متطرفة ولا انتقالا من تطرف يميني نحو تطرف يساري، أو تطرف بعثي نحو تطرف إثني أو ديني أو قومي أو عرقي أو من أي نوع. الانتصار والنجاح في بناء حكم رشيد، وبناء نظام يحترم الحريات وينفتح على العلم والمعرفة وحقوق الإنسان؛ ليس عملية سهلة وتلقائية. احترام حقوق الإنسان وحريات الناس لا يزال تحديا كبيرا في كثير من دول العالم إن لم نقل كلها نضال الشعب السوري في سبيل حريته، لن يكتمل قبل أن تتحرر سورية كاملة من كافة أنواع الاحتلال والإرهاب والهيمنة والاستبداد.
السوال الرابع: هناك أيضا في منطقة أخرى عزيزة على قلوب السوريين تحت سيطرة جيهة النصرة وهي أيضا تمارس انتهاكات بحق المواطنين وترهيبهم وتفرض مناهج إيدولوجية تخدم إيديولوجيتها الراديكاليـة كما يفعل الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الإرهابي في مناطق نفوذه هل لدى الائتلاف الوطني السوري برنامج سياسي أو إداري لكيفية إدارة شؤون هذه المنطقة وخاصة بأن جبهة النصرة أيضا مدرجة ضمن قوائم التنظيمات الإرهابي؟
التدابير التي نأمل أن نطبقها واسعة وكبيرة، وهدفها تحقيق تطلعات جميع السوريين، بأن تكون المناطق المحررة نموذجا لسورية المستقبل، وخالية من أي سلاح إلا سلاح الجيش الوطني السوري، وخالية أيضا من أي مظاهر مسلحة أخرى. ونؤكد مجددا، كما أكدنا مرارا وتكرارا، رفضنا لجميع أشكال الإرهاب، بشكل نهائي وقاطع، وهذا يندرج أيضا على جبهة النصرة وأي تشكيلات تمارس ممارساتها، وتستنسخ جرائم النظام والميليشيات الطائفية والإرهابية الأخرى . جميع قوى الإرهاب والتطرف التي حظيت على اختلاف مسميامها بدعم وتغطية قوات النظام منذ وقت مبكر، ستبقى في إطار الملاحقة، ولن يكون هناك أي تساهل مع أي جهة تهدد السوريين أو تعتدي عليهم أو تتعاون مع النظام على استهدافهم وملاحقتهم، أو ترفض الإقرار بحقوقهم في الحرية والعدالة والمساواة.
السؤال الخامس : المجلس الوطني الكوردي (جزء من الائتلاف) يستمر بشكل منفرد في عقد حوارات واتفاقياته مع ميليشيا PYD تحت ما يسمى الاتفاق الكردي الكردي. كيف ينظر الائتلاف إلى هذه الحوارات وخاصة أنها تمس أحد مكونات الائتلاف تتحاور مع منظمة إرهابية ؟
وما موقفكم منها؟ابتداء لابد من توضيح أن هذه الحوارات لا تتم باسم الائتلاف ولا بتفويض منه ولكن بشكل منفرد من المجلس، نحن ملتزمون في رئاسة الائتلاف بالسياسات العامة للمؤسسة وبمنطلقات ومبادئ الثورة السورية وأهدافها وتطلعاتها. هناك بالنسبة للسوريين ولثورتهم ولمؤسسة الائتلاف بشكل عام موقف أساسي، هذا الموقف يتمحور حول حقوق الشعب السوري من جهة ووحدة الأرض السورية من جهة أخرى . على الجميع أن يدرك بأن وحدة سورية، وسيادتها، وبناء نظام ديمقراطي حر فيها، هو الأمر المحوري الجوهري الذي لا يمكن إجراء أي مساومة بخصوصه. كما لا يمكن فرض أي أمر واقع على السوريين بالقوة والإكراه، خاصة إذا تعلق الأمر بوحدة سورية أو توجه نحو المساس بسيادة الدولة على كامل الأرض السورية. كافة الانتهاكات التي مارسها النظام طوال عقود، طالت حمع أبناء الشعب السوري، واليوم أيضا فإن ممارسات هذه التنظيمات والميليشيات تطال جميع من هم في متناول يد تلك التنظيمات. موقفنا من الإرهاب وميليشياته واضح، وكذلك موقفنا من هذه الميليشيات، التي ارتكبت الكثيرر من جرائم الحرب الموثقة دوليا ضد الشعب السوري لاسيما أهلنا في شرق الفرات، الكرد والعرب والتركمان والأشوريين على حد سواء. لا يمكن القبول بأي تنظيم على أرض سورية له توجهات وممارسات إرهابية فضلا عن أن يكون مرتبطا بتنظيمات أجنبية مصنفة على قوائم الإرهاب الدولية، كل الأفراد الدخلاء والتنظيمات والميليشيات الأجنبية وقوى الاحتلال، كل هؤلاء يجب أن يرحلوا عن أرضنا، وكل القوى والتيارات السورية التي تقبل بالتحاكم إلى القانون وإلى إرادة الشعب السوري الحرة، هي محل ترحيب للمشاركة في بناء سورية المستقبل، هذه قاعدة أساسية يمكن الانطلاق منها، ويمكن من خلالها مد الجسور وفتح صفحات جديدة.
السؤال السادس: انضمت رابطة المستقلين الكرد السوريين إلى مؤسسة الائتلاف أخييرا ولكنها للأسف تتعرض لهجمة إعلامية شرسة من قبل أنصار المجلس الوطني الكردي وكذلك هجمات إرهابية من قبل ميليشيات PYD كما جرى مؤخرا في الهجوم الإرهابي على مكتيها في عفرين، وهذا يدعونا إلى التساؤل ما هي الأسباب برأيكم هل الرابطة تدفع ثمن الكلمة الحرة التي تنادي بها؟
نحن نؤكد رفضنا وإدانتنا لأي هجوم أو استهداف للرابطة، ونحن نعلم أن الكلمة الحرة هي أعدى أعداء الأنطمة والتنظيمات الإرهابية. وأذكر بأن الائتلاف الوطني هو المظلة الجامعة للقوى الثورية والمعارضة في سورية، وحيثما وجد تكتل سياسي سوري ثوري معارض له وزن نوعي حقيقي، فإن من حقه المطالبة بالانضمام إلى الائتلاف، إذن عملية توسيع الائتلاف وتجديده وضخ دماء جديدة فيه هي مهمة دائمة لقيادة الائتلاف. وبالنسبة للأخوة في رابطة المستقلين الكرد السوريين فهم شركاء لنا في الثورة والخط الوطني، وانضمامهم للائتلاف إضافة نوعية وقيمة، ولا ينبغي أن يؤثر وجود المجلس الوطني الكردي في الائتلاف على ذلك، فهناك مكونات كثيرة في هذه المؤسسة ولا ننظر لخلفياتها بهذه الطريقة . واجبنا اليوم أن نتعاون ونتنافس في خدمة الثورة ومشروع التغييرفي سورية، وأن نفتح طريق العمل المشترك، علينا أن نستفيد من التنوع في المقاربات، ولا نغرق في صراعات جانبية مضرة ومعرقلة ولن يكون فيها أي فائدة إلا للنظام وحلفائه وأعوانه.وفي النهاية أؤكد : يجب أن يفهم الجميع أن قضية الحقوق الكردية قضية جوهرية وأساسية في الثورة السورية، ولا يمكن لأي نضال يسعى لاستعادة حرية الشعب السوري وحقوقه وكرامته، أن يتنكر لهذه القضية. إن دولة العدالة والمساواة التب نسعى لها ستكون تتويجا لنضالات الكرد في سبيل حقوقهم الثقافية والاجتماعية، هدفنا أن نبني نظاما رشيدا يحفظ حقوق كافة أفراد المجتمع دون أي تمييز أو مفاضلة أو تحيز، ويحافظ على مكونات المجتمع السوري كافة ويعزز حضورها.