باريس – الشبكة السورية لحقوق الإنسان:
قبل عشر سنوات، انطلق الحراك الشعبي في سوريا، عندما خرج الناس سلمياً إلى الشوارع مطالبين حكومتهم باحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية والكرامة.
قابل النظام السوري هذه المطالب الأساسية باستخدام الرصاص، وشنَّ حملات اعتقال تعسفي وتعذيب شرسة. وبعد عدة أشهر من القمع الوحشي، تدرّجت مطالب الناس من الحاجة إلى الإصلاح إلى دعوات للتغيير من ما يقارب 50 عام من الحكم تحت القبضة الحديدية لعائلة الأسد إلى نظام ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان للمواطنين.
على مدى السنوات العشر التي أعقبت النزاع، الذي تحول إلى نزاع مسلح داخلي، دفع الشعب السوري ثمناً باهظاً لم يكن في الحسبان، وذلك انتقاماً من مطالبه العادلة بالحرية، والتي لم يقبل النظام السوري بأيٍّ منها. فجذر القضية السورية هو صراع بين شعب تعرض للقمع لأمد طويل، وسلطة دكتاتورية وحشية مستعدة لقتل مئات الآلاف، وتشريد الملايين، وتدمير عشرات الآلاف من المنازل، فضلاً عن استنفاد كامل مقدرات الدولة السورية واحتياطياتها النقدية، وأكثر من ذلك بكثير، مقابل عدم قبولها بأي حال من الأحوال في نقل سياسي للسلطة، وكأن سوريا هي عبارة عن مزرعة عائلية خاصة.
لقد كان عقداً دامياً بكل المقاييس، حيث مورست خلاله أفظع أشكال الانتهاكات، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية، وعمليات القتل خارج نطاق القانون، والاعتقال، والإخفاء القسري، والتعذيب، والتهجير والتشريد القسري، واستخدام البراميل المتفجرة، والذخائر العنقودية، والقصف المتعمد على المستشفيات، ويعتبر النظام السوري مرتكب النسبة الأكبر من الانتهاكات، والتي يرقى بعضها إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، ووفقاً لقاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد قتل في سوريا منذ انطلاق الحراك الشعبي في آذار 2011 ما لا يقل عن227413 مدنياً بينهم29457 طفلاً، و16104 سيدة، و14506 ضحايا بسبب التعذيب، إضافة إلى ما لا يقل عن149361 شخصاً لا يزالون قيد الاعتقال التعسفي/ الاحتجاز أو الاختفاء القسري، وتشير تقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى تشريد قرابة 13 مليون سوري بين نازح ولاجئ حتى اليوم، إلى غير ذلك من الانتهاكات مثل التدمير الواسع، والعنف الجنسي، وخروج ملايين الأطفال من العملية التعليمية، وغيرها.
على الرغم من جميع تلك الانتهاكات، لم يتم حتى الآن تحقيق الانتقال السياسي المنشود، كما لم تتم محاسبة المرتكبين الرئيسين للانتهاكات، وفي هذه الفعالية بمناسبة الذكرى العاشرة لانطلاق الحراك الشعبي نعتقد أنه من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نفكر جميعاً فيما يمكننا فعله لإيقاف الانتهاكات، ومحاسبة المتورطين من كافة أطراف النزاع، وإنجاز حلٍّ عادل للضحايا، وتسريع الانتقال السياسي نحو الديمقراطية، وإطلاق مسار العدالة الانتقالية.
ستركِّز الفعالية على الأسئلة التالية:
ما الذي يمكن أن يتعلمه المجتمع الدولي من الأخطاء التي ارتكبت خلال السنوات العشر الماضية من الدمار والمعاناة في سوريا؟
كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يدعم السوريين في نضالهم نحو الديمقراطية ونقل سوريا من الديكتاتورية إلى الليبرالية واحترام حقوق الإنسان؟
كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يضمن على نحوٍ أفضل الإفراج عن المعتقلين لدى النظام السوري وتقديم الدعم لعائلات الناجين والمعتقلين كجزء من استراتيجية لتعزيز إنهاء الصراع وإحلال السلام الدائم في سوريا؟
ما هي أكثر إجراءات المساءلة المتاحة فعالية؛ لمحاسبة مرتكبي الفظائع والضغط على النظام السوري وكافة أطراف النزاع في سوريا لإيقاف انتهاكاتهم الفظيعة بحق المدنيين؟
في ظل إصرار بشار الأسد على المضي في الانتخابات الرئاسية وعرقلة العملية السياسية، ما الذي يمكن أن يفعله المجتمع الدولي للضغط على النظام السوري وحلفائه لتحقيق انتقال سياسي؟
ما هي استراتيجيات المرحلة القادمة لإنهاء النزاع السوري وتحقيق الاستقرار وعودة اللاجئين والنازحين وإعادة الإعمار، وكل هذا يستحيل أن يتم من دون قرار سياسي يتماشى مع قراري مجلس الأمن الدولي 2118 و2254، وتحقيق المساءلة؟
المتحدثون:السيد كريستوفر لو مون، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون العمل وحقوق الإنسان والديمقراطية، وزارة الخارجية الأمريكية.
السيد إيميل دي بونت، المبعوث الخاص إلى سوريا، وزارة الخارجية الهولندية.الدكتور ترويلز جيسلا إنجل، كبير مستشاري تحقيق الاستقرار في سوريا في وزارة الخارجية الدنماركية.
السيد كريستيان بيندكت، مدير الحملات لدى منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، قسم الاستجابة للأزمات والتكتيكات، سوريا.
السيد فضل عبد الغني، المدير التنفيذي، الشبكة السورية لحقوق الإنسانالسيدة نعمة العلواني، ضحية وناجية من الاعتقال والتعذيب من مراكز احتجاز النظام السوري.
ملاحظة: المتحدثون الإضافيون باسم الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ستتم تسميتهم لاحقاً.
مديرة الجلسة: السيدة إيما بيلز، كبيرة مستشاري المعهد الأوروبي للسلام ومحررة موقع سيريا إن كونتكست
ستتلقون بعد التسجيل رسالة تأكيد عبر البريد الإلكتروني تحتوي على معلومات حول الانضمام إلى الحدث.