– منذ أن أنطلقت مبادرة حزب الأتحاد الديمقراطي ذراع حزب العمال الكُردستاني في سوريا عبر KNK لتوحيد الصف مع أحزاب المجلس الوطني الكُردي ومؤخراً المبادرة الفرنسية التي تخفي في طياتها نوايا خبيثة أنطلقت معها صيحات ونداءات بعض الساسة المتلونيين والمذبذبين تُآزر وتقف بشدة مع هذه المبادرة المشبوهة ، وبدأت الكثير من الأطراف لا يمكننا التكهن بنواياها ودوافعها تدعوُ عبر منابرها إلى نبذ الخلافات الحزبية لرأب الصدع بين الطرفان ، وأخذت تصوّر القصة بمجملها على أنها صراع حزبي فقط لا غير !!
فآثرت تلك الأطراف إلى نبذ الخلافات ودعت إلى الحوار بين القطبان بدون قيد أو شرط في سبيل القضية الكُردية التي هي أساس كل شيئ على حد زعمها !!
– بصراحة الموضوع بإطاره العام جميل وقد يبهر الكثيرين كون شريحة لا بأس بها من الكُرد ترى في وحدة الصف قوة و رصانة ولصالح القضية الكُردية ، وتجد فيها مخرج من المأزق الذي أناخ بالقضية الكُردية ولكن مع من ؟ مع حزب الإتحاد الديمقراطي ذراع حزب العمال الكردستاني المدرج على لوائح الإرهاب و الذي أنكشفت جميع أوراقه منذ أمد بعيد ، وإن كانت هذه الشريحة ومن يدعون من منبابرهم إلى وحدة الصف ورأب الصدع لا يزالون يجهلون ديدن وذهنية هذا الحزب ولا يعلمون أهدافه ومشاريعه فنستطيع أن نبلور لهم مشاريع هذا التنظيم المافيوي ونضعها بين أيديهم و نقوم بتنشيط ذاكرتهم التي يمكن لها أن تكون مثقوبة .
– بدايةً إن كنت تريد معرفة خواص و خصائص وجوهر أي حزب فليس لديك شيئ لتقوم به سوى الإطلاع على مشاريعه وأهدافه وشعاراته وأرتباطاته ومحاوره ، ومن خلالها ستدرك ديدن الحزب ومراميه وأهدافه ، ولأن أخذنا نظرة سريعة إلى أهداف ومشاريع ومحاور حزب العمال الكُردستاني وذراعه السوري PYD سنرى بوضوح أن هذا الحزب ومنذ نشأته لا يعمل في سبيل القضية القومية الكُردية ولا سيما القضية الكُردية في سوريا وليس ضمن أدبياته وقواميسه شيئ يوحي بأنه كُردي أو يعمل لصالح الشعب الكُردي وتحريره من نيّر الظلم والأضطهاد .
1- مشروعه : الدعوة إلى الأممية وأخوة الشعوب الديمقراطية .
2- أهدافه : إزالة الفكر القومي وبالتالي محاربة الحقوق القومية عند الكُرد و الوقوف ضد القضية الكُردية .
3- شعاراته : ماركسية يسارية ، وتشجيع مبدأ الحزب الواحد والقائد الواحد وأنا أو لا أحد .
4- محاوره وأرتباطاته : النظام السوري العفلقي ، والإيراني الخميني ، والعراقي الشيعي .
5- إنجازاته : تمييع القضية الكُردية السورية وأستعمال الكُرد السوريين ورقة بيد المحاور الآنفة الذكر ضد تركيا ، وممارسة القتل والفتك والتنكيل بحق الشعب الكُردي وتشريدهم وتهديد أمنهم وسلامتهم ، وتدمير بنيان المجتمع الكُردي و المدن فوق رؤوس ساكنيها .
– إذاً فالصراع الذي يطفو على العلن ويحاول البعض تصويره على أنه صراع من أجل السلطة والكرسي والمصالح الحزبية الضيقة كذب وأفتراء ، فمنظومة الـ PYD و PKK ومنذ نشأتها تحاول ضرب الحركات الكُردية التي تعمل لصالح القضية الكُردية وإنهاء وجودها ولا سيما الحركات الكُردية في سوريا ، وتقويض إرادة الشعب الكُردي وإضعافهم وتذويبهم في بوتقة القوميات السائدة ، و ذلك تنفيذاً لخطة محمد طلب هلال ضابط الأمن الذي عمل على مشروع الحزام العربي و قام بوضع الدساتير الأستثنائية التي مورست ضد الشعب الكُردي في سوريا ، و تحاول هذه المنظومة وبمساعدة محاورها من الأنظمة الديكتاتورية منذ أول يوم خطى فيه عبد الله أوجلان بأقدامه داخل الأراضي السورية تدمير المناطق الكُردية ونشر الجهل و تدمير المجتمع واستنزاف موارد و طاقات الشعب الكُردي من خلال سرقتهم وإرسال شبابهم إلى جبال قنديل ومن ثم قتلهم في حروب عبثية لا طائل من خلفها .
– ولعل السنين الثمانية الآفلة توضح لنا مشاريع هذا الحزب ومراميه وأهدافه بكل وضوح ، فيتبين لكل ذي بصر أن هذا الحزب أختار الوقوف ضد القضية الكُردية والشعب الكُردي ، ولم يأبه لحال الشعب وأرواحهم ومأساتهم ، فهو الذي قام بتهجير أكثر من نصف الشعب في السنوات الأخيرة ، وجعل من الكُرد أقلية ضمن مناطقهم ، وهو الذي قتل أكثر من 26000 ألف مقاتل كُردي في حروبه العبثية مع الطواحين الهوائية بدون أن يرف له أي جفن ، وهو الذي تهرب من أتفاقيات ونداءات كثيرة قبل سنوات ولا سيما أتفافية هولير ودهوك وغيرها من النداءات ، وهو الذي دمر منطقة عفرين ومنطقة كوباني وتحاور مع الأسد مراراً وتكراراً من أجل تسليمه المناطق الأخرى ، وهو الذي يقف ضد الحركات الكردية والبيشمركة ويمنعهم من دخول مناطقهم في روچ آفا ويحرق المكاتب الحزبية بين الفينة والآخرى ويعتقل الكوادر الحزبية ويخطفهم ويلقي عليهم جلاميده ، فهل تتوقعون من الذين ندروا أنفسهم منذ اليوم الأول لإنهاء وجود الكُرد في سوريا وإرسالهم إلى تركيا لقتلهم و أستعمالهم كورقة ضغط ضدها ، وقالوا بصريح العبارة لا يوجد في سوريا قضية كُردية أن يعملوا من أجل الكُرد والقضية الكُردية في سوريا !!