غسان المفلح… إيلاف
في الواقع لم أكن انوي الكتابة عن قصة رامي مخلوف وظهوره على الفيسبوك. في فيديو اول تمهيدي ثم فيديو ثاني ايضا تمهيدي! في بازار مافيوزي سينتهي قريبا بحل ما. لولا أني اليوم قرأت مقالا عن الموضوع بصحيفة الشرق الاوسط اللندنية، لروبرت فورد السفير الامريكي الاسبق لدى نظام الاسد بعنوان” عشاء في منزل آل مخلوف” يسخر من فيديو مخلوف. يمكن للقارئ الكريم العودة اليه. حيث يقول” اليوم، وبعد مرور تسع سنوات، عاد رامي للحديث من جديد؛ لكن هذه المرة عبر «فيسبوك»، ليخبرنا أنه اكتشف أن «الجهاز الأمني يعتدي على الناس وينتهك حرياتهم». يا له من أمر مروّع! واكتشف أن الحكومة تحتجز وتهدد مواطنين مخلصين. هذا أمر غير إنساني! واكتشف أن هناك فساداً داخل الحكومة السورية، قائلاً إنه يرفض سداد الضرائب؛ لأنه لا يرغب في انتقال الأموال إلى جيوب آخرين. تخيلوا أن هناك لصوصاً في دمشق! واعترف بأن عائدات شركاته ساعدت في تمويل الجهاز الأمني، وبأنه كان الراعي الأكبر لهذا الجهاز، وبأنه شعر بصدمة لدى علمه أن جهاز المخابرات الآن يلقي القبض على مديرين بشركاته. الحقيقة أن من يزرع الريح يحصد العواصف”. يتحدث المقال عن عشاء عائلي دعي اليه مع زوجته من قبل زوجة رامي مخلوف بعيد انطلاق الثورة السورية آ1ار 2011 بعدة ايام. بعد قراءتي للمقال، تذكرت تصريح روبرت فورد وهو يخاطب المعارضة في احدى الاجتماعات بالقول: “لن نسمح بإبادة العلويين”. هذا كان اول شعار علني بوجه الثورة رفعته ادارة اوباما في الشهر الثالث للثورة. تسع سنوات مرت على هذا العشاء الفاخر في القصر الفاخر كما يتحدث فورد في مقاله. المقال يؤكد بأكثر من طريقة على المعرفة العميقة للإدارة الامريكية بنظام الاسد. هذه المعرفة نفسها من جعلت اوباما وادارته تدعم قتل السوريين على يد الطغمة الاسدية. لأنه بالضبط هو النظام الذي تريده في سورية، رغم العقوبات الامريكية، التي هي اداة من ادوات ضبط الصراع وادارته. عندما يفتح فورد ملف هذا العشاء وماجري فيه من نقاش بينه وبين محمد مخلوف والد رامي وخال بشار. صاحب المعجزة الالهية في اختيار آل مخلوف ليكونوا من اصحاب المليارات. فورد يؤكد على قوة آل مخلوف في النظام. ويفضح فساد النظام في هذا المقال مشكورا!! لأنه بات خارج ملاك الخارجية الامريكية. كما يؤكد المقال بشكل مباشر وغير مباشر بالنسبة لي عن نية اوباما بالغدر بالثورة السورية وشعبنا، كما كتبت أكثر من مرة في تلك الاثناء. المقال ايضا بالنسبة يؤشر الى ان اوباما اعتمد خيارا واحدا من عدة خيارات كانت يمكن ان تجنب السوريين الكثير من القتل والتدمير والتشريد على يد الاسدية. لكنه أصر على ما اسميه خيار الاتفاق النووي مع طهران. حيث على المعترضين الامريكيين على خياره في تسليم سورية لإيران بالقول” ماذا ستأخذ إيران في سورية غير بلاد مدمرة”. دمرها وارضي إيران من اجل الاتفاق النووي. هنا تكمن مأساة شعبنا وكيف تمت هندسة ابادته ادارة اوباما. مع ذلك كما اسلفت العقوبات الامريكية والاوروبية هي السبب غير المباشر في هذا الصراع المافيوزي على النهب بين آل مخلوف وآل الاسد. لولا هذه العقوبات لم نكن لنرى مثل هذا الصراع. لان رامي مخلوف لا ينافس الاسد على السلطة السياسية. بل حاجة الاسد في سياق اعادة انتاج نظامه الى العملة الصعبة. في ظل هذه العقوبات وعدم تراجع ادارة ترامب عن أي من هذه العقوبات. رغم الضغط الاوروبي والتسلل الاماراتي. اضافة الى اقتراب العمل بقانون سيزر. الذي اقر لمعاقبة المسؤولين ومن يتعامل معهم ماليا على ما ارتكبوه من مقتلة اسدية بحق شعبنا. ببساطة اعادة انتاج نظام الفساد الاسدي. اما الحديث عن صراع بين اسماء الاسد وبين رامي مخلوف، وكأن اسماء الاسد باتت الحاكمة في قصر الاسد هو محض هراء مع احترامي لكل من يتحدث عنه.اضافة الى ان هذا” الصراع” لايزال حتى اللحظة في بطانة الاسدية ومسيطر عليه ويمكن التفاهم عليه في أي لحظة. اكدت في كتابات سابقة منذ عقود ان أكبر مركز قوة في نظام المافيا هذا مهما على اقتصاديا أو عسكريا أو امنيا يبقى في النهاية حذاء يستبدلونه آل الاسد عند الحاجة. لهذا لم انوي الكتابة عن الموضوع. اخيرا تعليقي على مقال فورد الذي نشرته على صفحتي الفيسبوكية ” يمكن تصريحه” لن نسمح بابادة العلويين”، طلع فيه بعد هذا العشاء العائلي عند رامي وابوه في شهر اذار 2011… اهم شي انه زوجة رامي لم تنطق بكلمة واحدة خلال المناسبة… هههههه منيح بعد تسع سنين حكى على العشاء هذا كتر خيره… راحت عليه لو كان بلبنان كان دعاه نصر الله وطلع صرح بعدها لن تسبى زينب مرتين..”.