أعلنت شركات روسية حصولها على مشاريع “استثمارية ضخمة” في سوريا ستبدأ بها قريبا، بعد لقاءات ومشاورات دارت بين رجال أعمال روس وآخرين موالين لنظام بشار الأسد مؤخرا .
وأفادت كالة “سبوتنيك” الروسية، أمس، أن “زيارة وفد من رجال الأعمال الروس إلى دمشق مؤخرا، شهدت تفاهمات حول عدد كبير من المشاريع والاتفاقيات تتضمن قمرا اصطناعيا وبناء صوامع ومصانع ومراكز تدريبية ومرفأ جديدا في مدينة اللاذقية، ومشاريع أخرى”.
رسلان مرزا غنيف رئيس مجموعة شركات “كوبيت” الروسية أكد لـ”سبوتنيك” أنه خلال اللقاءات التي جمعتهم مع مسؤولين ورجال أعمال بنظام الأسد، تم الاتفاق على تحضير مسودات العقود خلال أسابيع قليلة ليتم بعدها اتخاذ القرارات لإطلاق المشاريع في غضون أشهر قليلة”.
وكشف غنيف عن قيام الوفد الروسي بزيادة مدينة عدرا الصناعية في ريف دمشق للبحث في إمكانية إقامة عدد من المصانع فيها، مشيرا إلى وجود العديد من الفرص الاستثمارية التي تتناسب وطاقات المجموعة الروسية.
ميزانية ضخمة
وبيّن رجل الأعمال الروسي أن مجموعة “كوبيت” ستقوم بإنشاء مراكز لتدريب العاملين تبعا لنوع المصانع التي سيتم افتتاحها في سوريا.
وحول ميزانية المشاريع، أوضح رجل الأعمال فلاديمير زيرياكوف للوكالة أنهم: “كرجال أعمال لا يمكن الحديث عن ميزانية محددة ولكن يمكن البدء بتخصيص مبلغ يصل إلى 30 مليون دولار شهريا، وهذا الرقم قابل للنمو والارتفاع “.
بدوره أشار رامان بتوخيين، رئيس إحدى مجموعات الشركات ضمن “كوبيت”، إلى توجه المجموعة الروسية لافتتاح فرع لمصرفها في سوريا لحل مشكلة التحويلات المالية، بالإضافة إلى افتتاح شركة خاصة في المنطقة الحرة لتسهيل نقل البضائع وإنشاء خط نقل بحري مباشر ما بين ميناء اللاذقية وميناء نوفرسيبيرسك.
وأشار بتوخيين أن هناك فرصا كبيرة للعمل بالمنتجات الصناعية ومستلزمات الإنتاج الصناعي وإعادة تأهيل وصيانة محطات الكهرباء المدمرة مثل محطة كهرباء حلب.
قمرا اصطناعيا
نائب رئيس مجلس “رجال الأعمال السوري الروسي”، سامر عثمان، أوضح أنه خلال اللقاء مع وزير إعلام النظام عماد سارة، تم الحديث عن فكرة القمر الاصطناعي نتيجة العقوبات المفروضة على المحطات السورية والعربية الموالية للنظام.
وأشار عثمان أن المجموعة الروسية تقدمت بفكرة إمكانية بث قنوات النظام عبر قمر اصطناعي روسي.
وأضاف عثمان أنه تم طرح توسيع مرفأ طرطوس وبناء مرفأ جديد في اللاذقية بنظام (B.O.T)، وتحسين واقع الشركة السورية للطيران من خلال تقديم قطع الغيار والمحركات وإمكانية تزويدها ببعض الطائرات الجديدة أو المستعملة.
وكان نائب محافظ مدينة سيفاستوبول الروسية فلاديمير بازاروف أعلن في تصريح لـ”سبوتنيك” الخميس الماضي أن سيفاستوبول وطرطوس تخططان لإنشاء خط دائم بين موانئهما في إطار الاتفاقية الاجتماعية والاقتصادية المقرر توقيعها في 29 تموز/ يوليو.
يشار أن نظام بشار الأسد قدم تسهيلات كبيرة لروسيا في مجال الاقتصاد والاستحواذ على الثروات الباطنية في سوريا، حيث سبق لموسكو توقيع اتفاقية لاستخراج الفوسفات السوري لمدة 50 عام.
وتأتي هذه التسهيلات التي يمنحها الأسد لروسيا في الاقتصاد ، في وقت يزداد فيه سخط إيران من تهميشها في ملف “إعادة الإعمار”، حيث تعتبر ذلك حقاً لها، وشكل من رد جميل النظام لها على حمايتها له من السقوط.
وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ألمح في تصريحات نقلتها وكالة “إرنا” الإيرانية يوم 6 فبراير/ شباط الجاري إلى عدم رضى طهران عن استحواذ روسيا على مشاريع واسعة لإعادة الإعمار في سوريا على حساب إيران، معتبراً أنه لا توجد حاجة لكي يكون البلدان متنافسان.
المصدر: السورية نت